نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار

الفنانة اللبنانية نجوى كرم
بيروت - لبنان اليوم

كم يبدو جديد نجوى كرم، «حلوة الدنيي»، شبيهاً بروحها الرافضة للاستسلام! نظرة متفائلة إلى الحياة ومناجاة لا تهدأ للأمل. افتقدها محبوها عبر مواقع التواصل حين أذعنت للمسافات. أين «شمس الأغنية»؟ ماذا تُخبئ خلف الغياب؟ لا يعقل أن تعود بسلال فارغة. كانوا محقين وهي تطل بألوان الصيف الصاخبة، وتقول لمَن هم مُحبطون: «وبتبقى الدنيي حلوة لو شو ما كان... ضلك شوف من الكباية النص المليان».

يوقظ صوتها النفوس المُنهكة من قوقعتها ويدفعها للانطلاق نحو ما هو أوسع من الأحزان. من داخلها تعلم جيداً أن الأمور ليست على ما يرام، والإحباط جماعي يتفشى كالأمراض. مع ذلك تصر على بهجة من هنا وامتنان من هناك: «كل لحظة قول يا رب. يا رب كتر خيرك». أو تفعل ذلك رغماً عن أنف اليأس. لتقارعه بما تملك؛ بسلاحها، بدفاعاتها، وهي هنا الصوت العصي على الشوائب. تتيح له أن يصدح في الأعالي، فوق الجراح، فيُنسم على الأرواح المُتعبة، يمسح بعض همومها، ويحاول البلسمة وتهدئة القلق، وسحب بعض الزعل من الدواخل كما يُسحب بساط من تحت قدم. هذه الرسالة التي تُحدث «الشرق الأوسط» عنها. تسميها رسالة فنية أي ما يرتقي بالفن ويشكل نبله؛ وهي في حالة الانتصارات والأفراح، عليها ملء الكون بالإيجابية والطاقة الخلاقة، وفي حالة الانكسار والنكسة، تجترح الضوء للتفوق على الظلمة.

تتصدر أغنيتها الجديدة «حلوة الدنيي» (إنتاج «روتانا») الترتيب ضمن الأكثر استماعاً وتحميلاً في لبنان والدول العربية. لا بد من الإحساس بشمس الصيف وأنت تصغي. وهي من النوع اللذيذ دندنته بارتفاع الأصوات، والاستماع إليه بعالي الصوت أيضاً. الكلمات والألحان لجهاد حدشيتي، والتوزيع لروبير الأسعد. الفيديو كليب بكل الألوان ومعاني الإضاءة الساطعة، ورمزيتها هنا التمسك بالنور وخيار الانتماء للحياة. تطل فيه النجمة اللبنانية بأزياء زمنها الجميل؛ كانت ارتدتها في الماضي بكليباتها، واليوم تُحرك بإعادة ارتدائها الحنين إلى القديم، مع إصرار على اللحاق بالعصر. لا تترك قطاراً يفوتها. تحجز المقعد الأمامي في الطريق إلى جميع الناس.

كانت نجوى كرم السباقة في التجديد، وقد شكلت أغنية «ما في نوم بعد اليوم» (2011) بإيقاع «الدوم تاك دوم» خضة. نسألها عن قرارٍ بالتجديد يبدو لوهلة مخيفاً، أو بتعبير آخر جريئاً. ألا تخشى الأفكار الشجاعة، فيما المألوف عند الناس قد كسب عزه وحقق نجاحاته حتى صار مضموناً؟

تقدم جواباً مختصراً مفيداً: «لا أخاف من التجديد؛ على العكس، أخاف من التكرار. بدأتُ التجديد بين العامين 2000 و2001 ومنذ (عاشقة أسمراني)، (اتهموني بغرامه)، و(أوعا تكون زعلت)... اتخذتُ قرار التغيير بعد انطلاقتي بمرحلة قصيرة. التجديد يريحني. يُشعرني أنني أواكب الأجيال».

فلنعترف أن الغناء يشهد «ثورة» في مفهومه وغايته. هذا زمن «تيك توك» ومن الصعب التعتيم على جيل بأكمله يمضي الأوقات في صحبته. وزمن «السوشيال» والانتشار الجنوني. يشغل هذا الواقع مساحة في بال نجوى كرم. فكيف تقاربه، وماذا عن الربط بين فورة التجديد الغنائي وموجة تُتهم بالإساءة إلى الأغنية والتقليل من شأنها؟

ترفض رابطاً يعني بالضرورة أن أي تجديد هو فن هابط، فتجيب: «التغيير والتجديد لا يعنيان أن الأغنية دون المستوى. بل هما الخروج على النمط المألوف الذي يعتاد الناس سماعه من الفنان. بالنسبة إلي، لا أتنازل عن مستوى الكلمة واللحن وطريقة الأداء التي عليها أن تكون متجددة وفق نوعية الإيقاع».

بالعودة إلى معنى الفن وغايته، تراه نجوى كرم «رسالة، والرسالة تتجلى على حقيقتها في المحن أو الانتصارات أو الأحداث. على الفنان تسخير موهبته وصوته لهذه المهمة. عندها، إما أن نملأ الكون فرحاً وهيصات، وإما نولد من النكسة أملاً ونهضة مُشرفة».

مسيرة من العطاء وجميل الأغنيات في الذاكرة. اليوم، أتصعب خيارات نجوى كرم الفنية، أم هي متاحة بوفرة وما عليها سوى الانتقاء كورود الحديقة؟ ترد: «الخيارات ليست دائماً متوافرة، مما يجعل الانتظار صعباً حتى أجد أغنية تناسب الظروف والتجدد، مع المحافظة على ما أقدمه. ليس سهلاً على الإطلاق إصدار أغنية وطرحها في الأسواق».

لذا تفضلين الغياب؟ مكانكِ يناديكِ دائماً. «أغيب حين لا يكون لدي ما أقدمه. لا أحبذ في هذه الحالة الظهور على وسائل التواصل بغاية الوجود. أحياناً، يكون الغياب أشد سطوعاً من الحضور. فحين نغيب لهدف، ذلك يشبه تماماً أن نقدم شيئاً لهدف. أفضل الوَقْع القوي على الناس. لا يعنيني الوجود ولا أخشى الانقراض».

قبل الختام، كلمتان: واحدة للبنان الذي تحمله بصوتها أمانة، والثانية للسعودية المُعجبة بقيادتها المستقبل. تختصر وطنها بثلاث كلمات: «لبنان طائر الفينيق». وتعلم أن الجميع قد اعتادوا على هذه التسمية، «لكن علينا التركيز على جوهرها ومعانيها». والمملكة؟ «هي البلد الذي يسير بثقة مع التطور. أهنئ الشعب السعودي من القلب. فهو يدرك فن التكيف مع المستقبل بأسلوب مُبتكر. حكامها يقودون شعبهم وأرضهم نحو الأفضل».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

نجوى كرم تسترجع ذكريات أليمة في كواليس مهرجان "كان"

نجوى كرم تكشف تفاصيل حفلها برأس السنة 2022 مع ناصيف زيتون في دبي

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار



GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 10:14 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه

GMT 10:09 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع الماضي"

GMT 09:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon