نضال في الاتجاه العكسي
آخر تحديث GMT18:31:02
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

نضال في الاتجاه العكسي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - نضال في الاتجاه العكسي

عمرو الشوبكي

هل النضال أنواع، وهل يمكن أن يكون هناك نضال يسير عكس الاتجاه، وهل يمكن أن يكون هناك ثوار يؤسسون لنظام رجعى رغم هتافهم كل يوم باسم الثورة والمجتمع الثورى؟ ما هو شكل أو بروفايل المناضل عكس الاتجاه؟ وما هو معنى أن يكون هناك تنظيم سياسى يسير أيضا عكس الاتجاه؟ ليس لأنه يسير عكس التيار أو الاتجاه السائد، إنما لأنه يسير عكس الاتجاه الذى رسمه لنفسه. إذا كنت تنتمى لجماعة سياسية، وخاصة يسارية، أو حزب أو شلة تسمى نفسها تنظيما ثوريا وتجد نفسك تضيع أكثر من 90% من وقتك فى النضال ضد رفاقك فى التنظيم وتدخل فى مؤامرات صغيرة وكبيرة من أجل استبعاد س وإحضار ص، وتعتبر ذلك نضالاً مشروعاً، وتبرر ذلك بنظرية الفشل التاريخى بأن تحرير الوطن يبدأ بالتخلص من س الرجعى وإحضار ص الثورى، مثلما فعلت كل تجارب الفشل العربى، التى اعتبر بعضها أن غزو الكويت هو طريق تحرير القدس، وأن إسقاط النظم الرجعية، حتى لو لم ترغب شعوبها فى إسقاطها، هو الطريق للقضاء على الاستعمار والإمبريالية. إذا نسيت ما قرأته فى الكتب الماركسية عن التناقض الأساسى والثانوى، ووجدت من يقول لك فى تنظيم ثورى قوامه 100 أو 200 شخص، وأن فلاناً سنة 68 خان الثورة لأنه كان مع فض اعتصام قاعة احتفالات جامعة القاهرة، وأن علاناً بسببه لم يسقط نظام السادات لأنه رفض خروج الطلبة من الحرم الجامعى، وأن أثناء موقعة الجمل والدماء تسيل من كل جانب قال أحد الثوار لقد ثبت أن موقفنا ونحن فى الجامعة صحيح وأن موقف الفصيل الآخر كان خائنا. إذا غابت عنك البوصلة ووجدت نفسك «تناضل» فى أمور لا علاقة لها بالهدف الذى قام من أجله حزبك أو تنظيمك وتحول النضال من نضال ضد سلطة مستبدة إلى نضال ضد رفاقك فى الحزب أو فى الدكانة المنافسة، وإذا لم تراجع نفسك قبل أن تنام كل يوم لتقيم ما تشاهده، وتركت نفسك مستنفذا فيما تتصور أنه نضال يومى وتنسى أنه عكس الاتجاه وعكس هدفك. نضال كثير من التنظيمات الشيوعية والقوى الاحتجاجية والثورية كان نضالا ضد بعضها البعض، وحين خرج بعضها من ثقافة الاحتجاج وحاول أن يقدم بديلا من أى نوع للنظم التى قضى عمره من أجل إسقاطها ينهال عليه السباب والتخوين من كل جانب، لأن المفروض أن يكون صوت احتجاج وفقط، لا أن يكون صوت بناء وتقدم. إن استنزاف الطاقة فى هذا النوع من الممارسات التى تجعلك فى النهاية فى لحظة الامتحان ويوم الحساب ترسب بامتياز، فقد أهدرت طاقتك فى شتم وتخوين كل المنافسين، وأن رد الفعل الأول الذى يأتى فى ذهنك هو «كيف أسقط فلان»، والحقيقة أن السياسة فى البلاد الديمقراطية فيها «كيف أسقط فلان»، ولكن قبلها تقدم بديلا وتبنى قواعد، ثم تبدأ فى «التكتيك» لإسقاط المنافس أو الخصم، أما الإسقاط لمجرد الإسقاط وأنت قدراتك على باب الله فتعنى أنك أفرغت طاقتك فى الهدم وغابت عنك تماما طاقة البناء وصناعة البديل. هل وجدت بلدا يوجد فيه مناضلون على الفيس بوك لا يجدون فى أى مرشح لموقع المسؤولية إلا جوانب هامشية ليس مهما فيها قدرته على العطاء أو كفاءته أو نزاهته، فمثلا إبراهيم محلب واحد من أكفأ وزراء الحكومة السابقة، ترك كل ذلك ولم يروا تصحيح الخطأ إلا أنه كان عضوا سابقا فى الحزب الوطنى، وبدلا من أن تقترح بدائل وتعرف أسباب أوجه القصور فى وزارته السابقة- أى الإسكان- وما هى اقتراحاتك لتطويرها، وما هى مطالبك ومطالب تنظيمك من الوزارة الجديدة، تكتفى بأن تقول إنه فلول لأن الأمور الأخرى تخص الجماهير التى لا تراها وتمارس كل صور الاستعلاء عليها. إذا كان تنظيمك يختار النضال المريح وغير المكلف ويقسم الناس فى قوالب جاهزة تمنعك من التفكير والمراجعة، فتأكد أنك تسير عكس الاتجاه وتعيد تكرار تجارب الفشل نفسها حين كانت فى مصر تيارات وطنية كبرى وزعماء يصنعون تاريخ هذا البلد، وكان هناك من يثرثرون ويزايدون عليهم فى المقاهى. مشكلة مصر أن طاقة الهدم منتشرة داخل الأحزاب وخارجها، فهل شاهدت رفيقك فى الحزب يشتم آخر لمجرد أنه حقق نجاحاً بعيداً تماماً عنه، رغم أنه لم يأت على حسابه؟ الإجابة نعم بالتأكيد، وهى أمور تجدها بين زملاء العمل ورفاق النضال وأخوة الجهاد، وخطورة هذا المشهد الفردى أنه ينعكس على طريقة عمل بناء المؤسسات، فداخل كل حزب وداخل كل مؤسسة مدنية هناك حالة من الانفلات والاستباحة، فالمدير أو الرئيس يقضى معظم وقته فى مواجهة طاقة الهدم داخل مؤسسته، فلا يوجد حزب سياسى قادر على أن يستوعب أجنحة وتيارات مختلفة داخله، فهناك خطط المدير أو الرئيس أو المسؤول، وهناك خطط إسقاط الجميع، حتى لو كان الثمن هو هدم الحزب نفسه أو تطفيش من دخلوا لممارسة عمل سياسى وليس مؤامرات حزبية، فطاقة الهدم داخل تنظيمك تجعلك تقضى معظم وقتك فى التخطيط لاستبعاد س أو ص دون أن تستثمر ربع هذا الوقت فى بناء بديل للشخص الذى يهدفون إلى استبعاده. إذا وجدت نفسك فى هذا التنظيم أو تلك الجماعة وطلب منك أن تقضى عمرك فى هذا النوع من المعارك فاعرف أنك تسير عكس الاتجاه، وأنك لا تشارك فى عمل نضالى من أى نوع يغير أى شىء فى هذا البلد. وإذا فتح الله عليك وتركت التنظيمات الثورية وانتقلت إلى «حزب ثرى»، وطلب منك (أو اضطررت) أن تصمت وأنت تشاهد تزوير انتخابات داخل حزبك أو أن تجد زميلك يشترى أصواتا داخل محافظتك فتأكد أنه مهما تحدث هذا الحزب عن مبادئ الديمقراطية والدولة المدنية فى شعاراته اليومية وفى الواقع العملى يمارس عكس هذه الشعارات فلا يجب أن تثق فى أنه سيحقق حرفاً واحداً من شعاراته فى الواقع العملى. لا تثق فى تنظيم يقضى وقته فى هدم كل شىء الرفاق المختلفين، والسياسيين المعارضين والدولة المأزومة، ولا تثق فى حزب ليست له رسالة ولا رؤية ويطرح شعارات براقة ويمارس فى الخفاء ما هو عكسها ولا تترك نفسك لهذا أو ذاك.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نضال في الاتجاه العكسي نضال في الاتجاه العكسي



GMT 09:16 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

التوافق بين الأبراج والشهور الميلادية والهجرية

GMT 09:28 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوت والحمل والأسد من الأبراج الأكثر سعادة

GMT 15:48 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لأزياء الهالوين مستوحاة من علامة كل برج

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 05:36 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز التوقعات لبرج الأسد في شهر أكتوبر 2024

GMT 12:03 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

توقعات برج الجدي لشهر سبتمبر

GMT 17:09 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

توقعات برج القوس لشهر سبتمبر / آيلول

GMT 10:13 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

توقعات برج الميزان لشهر سبتمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon