احتضنت دار الأوبرا المصرية معرض الفن التشكيلي "90 سنة إبداع" الذي أقامته مؤسسة روز اليوسف الصحفية الأحد الماضي بمناسبة مرور تسعين عاما على تأسيسها، بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم.
وضم المعرض نحو مئتي عمل فني لكبار المبدعين، تمثل أهم المراحل الفنية التي مرت بها المؤسسة، وشارك فيه عدد كبير من الفنانين التشكيليين والشعراء والأدباء والممثلين.
ووصف المنسق العام للمعرض الفنان التشكيلي محمد الطراوي روز اليوسف بأنها مدرسة صحفية وفنية لها منهجها الخاص، فقد فرخت العديد من الفنانين التشكيليين ولعبت دورا كبيرا على المستوى الصحفي، ولا تزال تقدم دورا مهما ومؤثرا في المجتمع المصري، ولا سيما الجانب التنويري والصحفي.
وأشار الطراوي إلى أن المعرض يضم إبداعات عدد كبير من الفنانين التشكيليين، منهم حسين فوزي وعبد الغني أبو العينين وحسن فؤاد وجمال كامل وهبة عنايت ومأمون وصلاح جاهين، ومن جيل الوسط جمال هلال وسامي أمين وجورج البهجوري وعبد العال حسن ومحمد الطراوي، إضافة إلى فنانين لم يمتهنوا العمل الصحفي، منهم بيكار وعز الدين نجيب وحلمي التوني ومحمد عبلة.
من جانبه، أكد الشاعر جمال بخيت للجزيرة نت أن مجلتي "روز اليوسف" و"صباح الخير" صنعتا نقلة كبيرة في علاقة الفن التشكيلي بالجمهور، وعندما صدرت صباح الخير عام 1956 استطاعت أن تنقل الفن التشكيلي إلى البيت بدلا من أن يذهب الجمهور إلى المعرض، وعلى مدى ستين عاما رسم أكبر فناني مصر أغلفة "صباح الخير" و"روز اليوسف".
من ناحيته، أشار الفنان التشكيلي محمد بغدادي إلى أنه قبل صدور روز اليوسف لم يكن هناك ما يمكن أن نطلق عليه "رسوما صحفية" على الإطلاق، وقد أدركت السيدة فاطمة اليوسف مدى الحاجة إلى فن الكاريكاتير فأسست مدرسة الكاريكاتير المصرية الحديثة، وبدأت بإلكسندر صاروخان الأرمني، ثم جاء بعده عبد المنعم رخا، ثم زهدي العدوي وعبد الله عبد السميع وأحمد توران.
وأضاف أن فترة الخمسينيات شهدت ظهر جورج البهجوري وصلاح جاهين وأحمد حجازي وإيهاب شاكر وبهجت عثمان وصلاح الليثي ومحيي الدين اللباد وإسماعيل دياب ورجائي ونيس، ثم جاء بعدهم رؤوف عياد ورمسيس وشريف عليش ومحمد حاكم.
وأشار بغدادي إلى أن من أهم كتاب روز اليوسف محمد التابعي وعباس العقاد ومحمود عزمي وعلي ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وصلاح عبد الصبور وكامل زهيري وأحمد بهاء الدين وأحمد حمروش وصلاح حافظ وفتحي غانم وإحسان عبد القدوس.
بدوره، شدد الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس على أن روز اليوسف في الأساس هي مدرسة كاريكاتير، فقد اشتغلت به منذ صدورها، وكان هذا الأمر جديدا على الصحافة المصرية، وخرجت الأغلبية العظمى من رسوم الكاريكاتير من المجلة، وكذلك كتب بها أغلب كتاب العصر الذهبي للصحافة المصرية.
وأضاف عبد القدوس -وهو حفيد فاطمة اليوسف- في حديث للجزيرة نت أن المؤسسة كانت ولا تزال مدرسة غنية وثرية تضم كل الاتجاهات الفنية والفكرية والسياسية في مصر.
أما الممثل حمدي الوزير فقال للجزيرة نت لقد حرصت على حضور حفل الافتتاح اليوم لأنني مرتبط بعلاقة تاريخية بروز اليوسف من خلال أدبائها ومثقفيها ومفكريها وكتابها وفنانيها، وتعلمت من مطبوعات المؤسسة أولى خطواتي في اهتماماتي الثقافية، ولا تزال روز اليوسف تقدم الجديد والمتميز في الفن التشكيلي.
بدوره، أشار رئيس التحرير السابق لمجلة صباح الخير لويس جريس إلى أن روز اليوسف اكتشفت في مسيرتها الطويلة أن المجتمع كله في حاجة إلى تنوير فقامت بذلك، ومن بين هذه الأدوار التنويرية إقامة المعارض الفنية التي يستطيع فيها الشعب أن يلتف حول أبنائه من المبدعين والفنانين.
أرسل تعليقك