تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء العالم صوب العاصمة البرتغالية لشبونة بعد غد الأحد لمتابعة المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين فريقي بايرن ميونخ الألماني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، حيث يتطلع بايرن إلى الفوز بلقب البطولة ليكون السادس له في تاريخ دوري الأبطال، فيما يسعى سان جيرمان للفوز بلقب البطولة للمرة الأولى.
وتجمع المباراة بين فريقين رائعين شقا طريقهما إلى النهائي عن جدارة، كما تشهد منافسة مثيرة بين لاعبين مميزين من مختلف الجنسيات ضمن صفوفهما، ولكن القيادة الفنية لكل من الفريقين تتسم بالعقلية الألمانية حيث يدرب هانزي فليك فريق بايرن ميونخ ويقود مواطنه توماس توخيل فريق سان جيرمان.
وتتطلع أوروبا إلى هذا النهائي الذي يقام في ظروف استثنائية حيث تأخر عن موعده المقرر سلفا (30 أيار/مايو) بنحو ثلاثة أشهر بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وكان من المقرر أن يقام هذا النهائي في مدينة اسطنبول التركية، لكن تأجيل الأدوار النهائية من المسابقة بسبب أزمة كورونا أدى إلى نقلها إلى لشبونة بنظام دورة مجمعة بداية من دور الثمانية للبطولة في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من تفشي وباء "كورونا".
وينتظر أن تشهد مباراة الغد مواجهة رائعة في ظل العدد الهائل من النجوم ضمن صفوف الفريقين، إضافة للمستوى الرائع الذي ظهر به كل منهما في الأدوار النهائية.
وبهذا، لن ينقص هذا النهائي المثير سوى وجود الجماهير في المدرجات، فالمباراة تقام بدون جماهير أسوة بباقي مباريات البطولة بعد استئنافها بعد التوقف الطويل لمدة نحو خمسة شهور بسبب أزمة "كورونا" .
ويتسم الفريقان بالحماس قبل مباراة الأحد.
وقال مانويل نوير، حارس مرمى وقائد فريق بايرن: "الآن ، نتطلع إلى المباراة النهائية أمام باريس سان جيرمان. كافحنا واجتهدنا على مدار فترة طويلة ونريد الفوزو في هذا النهائي.
والسطور التالية تحمل مقارنة بين خطوط كل من الفريقين وكذلك بين المدربين :
حراسة المرمى :
باريس سان جيرمان : يحرس الكوستاريكي كيلور نافاس مرمى باريس سان جيرمان بشكل أساسي، وسبق له الفوز بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات مع فريقه السابق ريال مدريد الإسباني.
ورغم هذا، تعرض نافاس /33 عاما/ للإصابة خلال المباراة أمام أتالانتا في دور الثمانية، ويواجه الآن خطر الغياب عن النهائي أمام بايرن.
وعلى أي حال، يمتلك الحارس البديل سيرخيو ريكو /26 عاما/، والذي خاض مباراة الدور قبل النهائي ، الخبرة بالمباريات النهائية حيث كان حارسا لأشبيلية الإسباني عندما فاز الفريق بلقب الدوري الأوروبي في 2015 .
بايرن : يمثل مانويل نوير /34 عاما/ حارس مرمى المنتخب الألماني (مانشافت) أحد أهم الأوراق الرابحة لفريق بايرن ميونخ. وفاز نوير مع الفريق بلقب البطولة في 2013 كما فاز مع المانشافت بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وإلى جانب خبرته بالمباريات النهائية، يحظى نوير بقدر هائل من الدعم والمساندة من الجميع داخل وخارج الفريقين.
وقال أوليفر كان حارس مرمى بايرن والمانشافت سابقا وعضو مجلس إدارة النادي البافاري حاليا : "مانويل حارس فريد".
وجاء تصريح أوليفر كان بعد فوز بايرن على ليون الفرنسي 3 / صفر في المربع الذهبي للبطولة حيث تصدى نوير في هذه المباراة ببراعة لفرصة التقدم المبكر لليون من تسديدة توكو إيكامبي.
ويدرك أوليفر كان مدى أهمية نوير للفريق حيث يكون الحارس العملاق حاضرا عندما يكون الفريق في أشد الحاجة لتألقه.
خط الدفاع :
باريس سان جيرمان : لعب كل من تيلو كيهرر وخوان بيرنات قلبي دفاع سان جيرمان في الدوري الألماني (بوندسليجا) في السابق. وكان كيهرر ، مثل ليروى ساني ومسعود أوزيل من لاعبي شالكه.
وبعد أربع سنوات مع بايرن ميونخ، رحل بيرنات من الفريق واستقر به المقام حاليا في باريس سان جيرمان.
والمباراة النهائية لدوري الأبطال هذا الموسم هي الأخيرة للبرازيلي تياجو سيلفا /35 عاما/ مع سان جيرمان حيث سيرحل عن الفريق بعدها مباشرة.
بايرن ميونخ : بدافع من الضرورة، عمد هانزي فليك المدير الفني لبايرن إلى بناء خط دفاع قوي قدم عروضا رائعة خلال الشهور الماضية. ولم يعد النمساوي ديفيد ألابا يركز في الدفاع بالناحية اليسرى بقدر تواجده في وسط الملعب.وإضافة لهذا، استعاد جيروم بواتينج مستواه العالي والقوي. كما تألق اللاعب ألفونسو ديفيز الذي يمثل اكتشافا للموسم الحالي، وظهر ذلك في مباراتي برشلونة في دور الثمانية وليون في المربع الذهبي.
كما يتألق جوشوا كيميتش في الناحية اليمنى ويعود لبنيامين بافارد لصفوف الفريق بعد التعافي من الإصابة.
خط الوسط :
باريس سان جيرمان : يمثل هذا الخط نقطة الضعف في فريق سان جيرمان. ويفضل توخيل الدفع بالمدافع ماركينوس لمنح بعض التماسك والثبات لأداء الفريق.
ويعاني الإيطالي ماركو فيراتي نجم هذا الخط من عدم اكتمال اللياقة بعد الإصابة التي تعرض لها مؤخرا.
ومن بين جميع المرشحين الآخرين للمشاركة في هذا الخط، مثل الإسباني أندير هيريرا والأرجنتيني لياندرو باريديس والسنغالي إدريسا جاي ، لا يوجد لاعب من طراز عالمي.
ولم يصبح يوليان دراكسلر حتى الآن من الخيارات المطروحة للعب ضمن خطة اللعب 4 / 3 / 3 التي يطبقها توخيل.
بايرن ميونخ : يتمتع بايرن بتنظيم جيد في هذا الخط الذي يصل بين خطي الدفاع والهجوم. وفي ظل الحاجة إلى تراجع كيميتش للخلف في الناحية اليمنى، يشغل تياجو ألكانتارا والنشيط ليون جوريتسكا وسط الملعب.
وبالنسبة لتياجو /29 عاما/ ، ستكون المباراة النهائي هي مباراة الوداع له مع الفريق حيث سيرحل بعدها عن صفوف بايرن، وقد ينتقل إلى ليفربول الإنجليزي.
ولهذا، سيكون هذا النهائي له بمثابة كل شيء أو لا شيء قبل الرحيل عن الفريق علما بأنه انتقل إلى بايرن في 2013 بطلب من الإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني الأسبق لبايرن.
الهجوم :
باريس سان جيرمان : يمتلك سان جيرمان أغلى خط هجوم في العالم حيث يضم البرازيلي نيمار، أغلى لاعب في العالم، ووصيفه المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي.
وانتقل اللاعبان إلى صفوف سان جيرمان بمقابل مالي إجمالي وصل إلى نحو 400 مليون يورو، ورغم سفر مبابي إلى البرتغال وهو يعاني من الإصابة، شارك اللاعب في جزء من مباراة الفريق أمام أتالانتا في دور الثمانية ثم في مباراة المربع الذهبي أمام لايبزج الألماني.
واستعد كل من مبابي ونيمار للنهائي عبر مباراتي الثمانية والمربع الذهبي.
وحذر أوليفر كان من الهجمات المرتدة السريعة لسان جيرمان بقيادة نيمار ومبابي والأرجنتيني آنخل دي ماريا الذي استعاد مستواه العالي تحت قيادة توخيل والذي سبق له الفوز باللقب الأوروبي مع فريقه السابق ريال مدريد الإسباني.
بايرن ميونخ : كلف خط الهجوم الفريق نادي بايرن مبالغ أقل منه في سان جيرمان ولكن سجل عددا هائلا من الأهداف حيث أحرز الفريق 42 في المباريات العشرة التي خاضها بدوري الأبطال هذا الموسم.
ويتصدر البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم الفريق قائمة هدافي دوري الأبطال هذا الموسم برصيد 15 هدفا حتى الآن.
واستعاد توماس مولر مستواه العالي وخطورته تحت قيادة فليك. ويخوض مولر النهائي الرابع له في البطولة بعدما خاض النهائي سابقا في أعوام 2010 و2012 و2013 وفاز باللقب مع الفريق في 2013 .
وغاب الكرواتي إيفان بيريسيتش عن منتخب بلاده في المباراة النهائية لكأس العالم 2018 بروسيا ، والتي خسرها الفريق أمام المنتخب الفرنسي ، لكنه سيكون من العناصر المهمة في صفوف بايرن خلال نهائي دوري الأبطال بعد غد.
وما زال كل من الفرنسي كينجسلي كومان والبرازيلي فيليب كوتينيو المعار لبايرن من برشلونة الإسباني بمثابة الجوكر لدى فليك.
المدير الفني :
باريس سان جيرمان: قد يحسد كثيرون المدرب الألماني توماس توخيل /46 عاما/ لوجود هذا الكم الهائل من النجوم البارزين في صفوف فريقه، وقد يتعاطف معه كثيرون لأن السيطرة على هؤلاء النجوم ليست بالأمر السهل، كما أن الهدف الوحيد لمستثمري النادي القطريين هو الفوز بلقب دوري الأبطال الأوروبي.
ولم يستطع أي من المدربين الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أو الفرنسي لوران بلان، أو الإسباني أوناي إيمري، قيادة سان جيرمان في السنوات الماضية إلى هذه المرحلة في دوري الأبطال.
ولكن توخيل نجح في هذا بعدما عمد جميع اللاعبين، بمن فيهم نيمار ومبابي، إلى إعلاء مصلحة الفريق على المصلحة الشخصية، حيث خضعوا للناحية الخططية أكثر من الاعتماد على الأسلوب الفردي في الأداء.
وقال فليك المدير الفني لبايرن قبل هذه المواجهة المرتقبة بين الفريقين : "توماس يقدم مهمة رائعة مع سان جيرمان".
بايرن ميونخ : قدم فليك /55 عاما/ عملا رائعا على مدار تسعة شهور مع بايرن منذ توليه المسؤولية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي خلفا للكرواتي نيكو كوفاتش.
وفاجأ فليك الجميع وربما نفسه أيضا حيث بدأ مسيرته مع الفريق مساعدا لكوفاتش ثم تولى المسؤولية بشكل مؤقت لمباراتين فقط قبل توليه المسؤولية بشكل مستمر حتى نهاية الموسم.
وكان فليك مساعدا للمدرب يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت)، عندما فاز الفريق بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وحافظ فليك على سجل بايرن خاليا من الهزائم حتى الآن خلال عام 2020 ، كما مدد عقده مع الفريق حتى 2023 .
ويتسم فليك بالقدرة على التحمل إضافة لتعاطفه واقترابه من اللاعبين وبخططه الاستراتيجية المتميزة.
وإذا فاز بايرن بعد غد الأحد على سان جيرمان ، سيكون فليك ثاني مدرب فقط يقود بايرن للثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) بعدما قاد يوب هاينكس الفريق لهذه الثلاثية في 2013 للمرة الأولى في تاريخ النادي البافاري.
قد يهمك ايضا:
تقرير يرصد خطوات بايرن ميونخ من مرحلة الشك الأوروبي إلى "كاسحة" تُخيف الجميع
أرسل تعليقك