كانت علامة الاستفهام الكبرى قبل انطلاق البطولة المصغرة الحاسمة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، تدور حول ما إذا ما كانت الفرق التي تمتعت بقدر كبير من الراحة أو تلك التي خاضت عدد من المباريات ستكون صاحبة الحظ الأوفر في العاصمة البرتغالية لشبونة، وفي النهاية فإن الدور قبل النهائي من المسابقة يشهد تواجد ناديين من فرنسا وناديين من ألمانيا، وهي الأندية التي كان لديها وقت كاف للتحضير أكثر من نظرائهم في إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا.وفي حالة فرنسا كان هناك قدر كبير من عدم اليقين، خاصة وأن باريس سان جيرمان وليون حضرا إلى البرتغال بعد أن خاض كل منهما مباراتين فقط منذ شهر آذار/ مارس الماضي، وكان لدى بايرن ميونخ الألماني، منافس ليون المقبل في المسابقة، شهرا ما بين تتويجه بكأس ألمانيا في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، واكتساحه لتشيلسي الإنجليزي 4 / 1 في دور الستة عشر في دوري الأبطال في الثامن من غسطس الجاري، فيما حضر فريق لايبزج (منافس باريس سان جيرمان) إلى العاصمة البرتغالية لشبونة دون خوض أي مباراة منذ نهاية (بوندسليجا) في 27 حزيران/ يونيو الماضي.
في غضون ذلك انتهت منافسات الدوري الإنجليزي في 19 يوليو الماضي، فيما اختتم الدوري الإسباني يوم 26 من الشهر ذاته، والدوري الإيطالي في الثاني من آب/ أغسطس الجاري، فيما حفلت البطولات الثلاث بمباريات إضافية في منتصف الاسبوع.
وكانت بطولة الدوري الفرنسي تم تأجيلها ثم إلغائها تماما بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما عاد باريس سان جيرمان لمباريات كرة القدم بالفوز على سانت اتيان في 25 تموز/ يوليو الماضي في نهائي كأس فرنسا، قبل أن يتغلب على ليون بركلات الترجيح بعد ذلك بأسبوع في نهائي كأس الرابطة.
من جانبه خاض ليون إياب دور الستة عشر خارج ملعبه أمام يوفنتوس الإيطالي، ليتأهل إلى المنافسات النهائية في العاصمة البرتغالية لشبونة والتي شهدت تأهل الفريق للدور قبل النهائي بالفوز على مانشستر سيتي الإنجليزي 3 / 1 في دور الثمانية، فيما حقق باريس سان جيرمان فوزا صعبا على حساب أتالانتا الإيطالي 2 / 1 .
وقال رودي جارسيا المدير الفني لليون :"نجحنا في التأقلم مع توقف منافسات الدوري الفرنسي، وكان لدينا شهرين من استعدادات ما قبل الموسم، مدرب اللياقة لدينا وجد الحلول المثالية".
وقال الكاميروني إيريك ماكسيم شوبوموتينج صاحب هدف الفوز لباريس سان جيرمان في مرمى أتالانتا: "منذ نهاية الإغلاق العام، كنا جميعا مركزين بشكل كبير وتدربنا جيدا من أجل ذلك".
وأضاف: "فزنا ببطولتي كأس ومررنا بالعديد من اللحظات الكبيرة داخل وخارج الملعب، وبفضل تلك اللحظات نحن هنا اليوم".
وساهم قضاء اللاعبين الوقت معا أكثر من المعتاد بدون مباريات، في بناء الفريق، حيث قال الإسباني أندير هيريرا لاعب باريس سان جيرمان: "الجميع يريد نفس الشيء ويسير في نفس الاتجاه".
وكان النجم البرازيلي نيمار، الذي كان قريبا للغاية من العودة إلى ناديه السابق برشلونة الإسباني منذ 12 شهرا، قد تحدث عن إضافة إنجازات جديدة إلى قائمة إنجازات النادي، مشيدا بجهود الفريق.
ولم يكن ماركوس كروش المدير الرياضي بنادي لايبزج، قد حسم رأيه بخصوص إذا ما كان خضوع فريقه للراحة قبل النهائيات أمر جيد أم لا، وذلك قبل الفوز الذي حققه لايبزج على حساب أتلتيكو مدريد في دور الثمانية.
لكن الفريق بدا أكثر سرعة وحيوية من أتلتيكو مدريد، في الوقت الذي أكد فيه جوليان ناجليسمان المدير الفني للفريق، إن إقامة المنافسات من مباراة واحدة فقط يساعد الفرق الأقل خبرة
وفي الوقت ذاته أظهر بايرن ميونخ، عدم قدرة أي فترة استراحة أن توقف تقدمه، حيث لازال الفريق بدون أي خسارة في 28 مباراة منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث حقق الفوز في 27 منها، كما أنه حقق الفوز في 13 مباراة خاضها منذ عودة الدوري الألماني في منتصف أيار/ مايو الماضي.
وكان هانزي فليك المدير الفني لفريق بايرن ميونخ، رحب بفترة الراحة في تموز/ يوليو الماضي، وأجرى الفريق تدريباته لعدة أيام في غرب البرتغال عقب الفوز على تشيلسي الإنجليزي في إياب دور الستة عشر لينهي استعداداته قبل مواجهة برشلونة والتي اكتسح خلالها نظيره الإسباني 8 / 2 ليؤكد أحقيته في اعتباره المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب.
وقال مانويل نوير قائد بايرن ميونخ قبل مواجهة تشيلسي في دور الثمانية: "أشعر وكأننا في أتم الجاهزية، لقد عملنا بجد واستعددنا بشكل جيد".
أرسل تعليقك