بدأت الموضة الإيرانية تحذو أولى خطواتها في النور، بعد أعوام من العمل في الظلام، حيث تتجه الصناعة نحو الازدهار، في أعقاب صدور فتوى دينية تبيح العمل في عالم الأزياء.
ويجتمع 20 شابًا في مركز ""Oxygen Royal الصحي للياقة البدنية في شمال طهران، وهم يرتدون القمصان السوداء التي كتب عليها ""DFW باللون الأبيض، وهو اختصار لأسبوع الصيحة في داراب.
ويقع المركز في حي الأثرياء التاريخي "Gheytarieh" في سفوح جبال البرز التي ترتفع فوق العاصمة الايرانية، ويضم الأعضاء المميزين وأجهزة التمارين الرياضية المتقدمة التي تحاكي الموجودة في منطقة بيفرلي هيلز الأميركية الفاخرة، إلا أن المركز هو مكان لتدريب عارضين الأزياء الإيرانيين على السير على منصة الأزياء تحت إشراف مدرب محترف.
وجاءت النتائج واعدة بعد يوم واحد من العمل الشاق، حيث عرض على الرجال عقود عمل مختلفة للحدث المرتقب في فندق الاستقلال في مدينة داراب الإيرانية في أيلول/ سبتمبر.
وبدأت صناعة الأزياء تكتسب وضعا جديدًا في إيران، بعد أكثر من ثلاثة عقود من المقاومة والنضال في الظل، وبدأت أسابيع الصيحة في الازدهار في أنحاء إيران، وازدادت الحاجة إلى مزيد من عارضي الأزياء بشكل ملحوظ.
وتعمل وكالة عارضات الأزياء، "بيهبوشي"، على توظيف معظم العارضين في "Oxygen "Roya، وهي الوكالة التي أصبحت في العام المنصرم، من الوكالات التي تمكنت من الحصول على إذن رسمي للعمل، ويعمل لديها 50 عارضًا، و30 من عارضات الأزياء، ويجري تنسيق التواصل بينهم وبين مدير الحدث مثل داراب.
وأعلن مدير الوكالة، شريف رازافي "لا أبالغ إذا قلت إن الموضة الإيرانية قامت بثورة العام المنصرم، ومنذ ما يقرب من 30 عامًا على قيام الثورة الإيرانية الإسلامية، شهدنا ظهور مابين 10 إلى 15 منصة عرض أزياء، إلا أننا شهدنا في العام المنصرم وحده، ظهور أكثر من 100 منصة أزياء".
وبدأت هذه الوكالة أعمالها قبل سبع سنوات ولكنها كانت صناعة تحت الأرض، ومنذ مايقرب من عامين ونصف، كتب رازافي إلى مكتب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يبحث عن فتوى لمعرفة ما إذا جاء نص صريح في الإسلام ينهي عن العمل في مجال الأزياء والموضة.
وتابع المسألة مع السلطات في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، مما فتح أمامه المزيد من الأبواب، وتابع "في السابق إذا أردت إبلاغ السلطات برغبتي في تأسيس وكالة لعرض الأزياء، لم يكن أحد ليستمع إلى، إلا أن الأمور تغيرت".
ويتحدث عارض الأزياء الشهير الريان البغدادي، الذي تدرب على منصة الأزياء في المركز، ولديه الكثير من الجمهور عبر صفحته على موقع "إنستغرام"، "أتخذ من عرض الأزياء وظيفة حقيقية على محمل الجد، ويفرض العمل في عرض الأزياء الكثير من الأشياء على الآخرين، مثل شرب الخمرة أو تناول الوجبات السريعة، فيجب توخي الحذر عند تناول الطعام وغيره من الأشياء".
وأضاف البغدادي، الذي شارك أخيرًا في تقديم عروض الأزياء في أسبوع الموضة في طهران، الذي أقيم في مجمع مركز سام الفاخر في أكثر شوارع المدينة غلاء، فرشته، أنه حدث تطورات كبيرة في هذا المجال خلال العامين الماضيين.
وتابع "بدأت السلطات الإيرانية في إصدار تراخيص لكل عارض أزياء، أما الذين يرغبون في المشاركة في المناسبات العامة ومنصات الأزياء، فيجب عليهم التقدم بطلب للحصول على ترخيص وبطاقة الهوية، مما يعني أن صناعة الأزياء تحت الأرض بدأت في التلاشي" مشيراً إلى أن وزارة الثقافة الإيرانية بدأت في إنشاء هيئة تسمى مجموعة عمل لإعادة النظام إلى صناعة الأزياء والملابس، وتقوم هذه المجموعة على تنظيم عروض الأزياء وإصدار التصاريح لإقامة العروض، مما يعني أن الصناعة التي كانت تتم تحت الأرض قبل بضع سنوات، بدأت تنظم أعمالها في العلن.
أرسل تعليقك