الكاميرا تسلط الضوء على معاناة عداء فلسطيني شاب نحو العالمية
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

تبرز حياة موهوب يخرج من أرض تفيض مرارة وبؤسًا

الكاميرا تسلط الضوء على معاناة عداء فلسطيني شاب نحو العالمية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الكاميرا تسلط الضوء على معاناة عداء فلسطيني شاب نحو العالمية

الشاب الفلسطيني مارسيل أبو شدياق
غزة ـ العرب اليوم

بدا الشاب الفلسطيني مارسيل أبو شدياق الذي كان يركض في شارع طويل، تتوزع على جانبيه بنايات مُهدمة، لوهلة، وكأنه في مشهد من فيلم سينمائي خياليّ من تلك التي تقدم العالم بعد خرابه؛ لكنّ المشهد ذاك كان مُقتطعا من التدريبات اليومية للعداء الفلسطيني الشاب في مدينة غزة، إذ لا مفر له من المرور في الأحياء السكنية التي تركتها الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة أطلالًا وخرائب، فهي في كل مكان من المدينة التي تضيق كل يوم على أحلام الشاب، فيما تصطدم كل محاولاته لتطوير موهبته الرياضية خارجها بـ"الرفض الإسرائيلي".

وعرضت الحلقة الأخيرة من البرنامج التسجيلي البلجيكي "فرانككس" على شاشة قناة "كنفاس" البلجيكية الحكومية، التي حملت عنوان "من خلال الجدار"، الحياة اليومية للعداء الفلسطيني الشاب، قبل أسابيع من انطلاق النسخة الثالثة من ماراثون فلسطين الدولي الذي ينظم في مدينة بيت لحم، حيث بدا مارسيل في بداية الحلقة متوترا كثيرا، خصوصا أنّ الطلبين اللذين تقدّم بهما سابقًا للمشاركة في الماراثون تمّ رفضهما من السلطات "الإسرائيلية"، ولا شيء في الأفق يُبشر أن هذا العام سيكون مُختلفا عن سابقيه.

وتتقرب الحلقة التسجيلية من العدّاء الشاب الذي لم يُغادر مدينة غزة إلا مرة واحدة للاشتراك في مسابقة جرت في مصر، لتتحول تلك المناسبة إلى الذكرى الأهم في حياته، حتى أنه رفض أن يغسل البدلة الرياضية التي كان يلبسها وقتها، ويُعلقها اليوم على جدار غرفته الصغيرة، ولم تثنِ الصعوبات الكثيرة عزيمة الشاب الموهوب وإصراه، فهو يواصل التدريب في غزة، ويتواصل مع رياضيين خارج مدينته عبر الإنترنت، ويبقى يَحلم بمستقبل رياضي يرفع فيه علم بلده عاليا.

فضلًا عن مارسيل، يرافق البرنامج التلفزيوني الذي يستطيع فريقه الأوروبي وعلى خلاف الفلسطينيين عبور الحواجز والجدران "الإسرائيلية" العازلة، رياضية فلسطينية شابة من بيت لحم، تستعد للماراثون نفسه، وظروف حياة تلك الفتاة، وإن كانت أفضل على نحو كثير من الظروف التي يعانيها مارسيل، تظلّ مُنهكة وصعبة جدًا، حيث تتخللها الإهانات كما وصفت، اذ يمكن لجندي "إسرائيلي" لا يتعدى الـ20 من العمر، أن يوقف عشرات المدنيين الفلسطينيين في المدينة بلا سبب واضح.

وسردت الشابة، في غصّة: تمرّ دورية "إسرائيلية" عسكرية، تقطع حديثها وتجبر فريق التصوير البلجيكي على وقف التصوير من دون إبداء الأسباب أيضًا، وكعادة كثير من البرامج التسجيلية الأوروبية، تكون القصص الشخصية الخاصة التي تقدمها مناسبة للتطرق الى قضايا أوسع، فالبرنامج لم يكتف في قصة مارسيل.

 فمرّ على الحياة في غزة بعد الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، فيذهب مع مارسيل الى صف المدرسة التي لجأ اليها مع عائلته أثناء الحرب، وشرح لفتيات الصف عذاب تلك الأيام، على الرغم من أنّ الطالبات انفسهن مررن في تجارب مشابهة، فلا أحد كان في أمان خلال الحرب الأخيرة. وهناك، في المدرسة ذاتها ثمة مقاعد فارغة تفتقد صاحباتها اللواتي قُتلن في الحرب "الإسرائيلية" تلك.
وتُركز الحلقة التسجيلية التي تتوجه الى جمهور أوروبي يتفاوت في اطلاعه على ما يجري في الشرق الأوسط، على تأثير سياسية العزل "الإسرائيلية" عبر الجدار العازل والقوانين الصارمة الأخرى في الحياة اليومية للفلسطينيين، فيقدم إحصاءات في هذا الأتجاه، منها أنّ حوالى 95 في المائة من فلسطينيي غزة لم يزوروا في حياتهم المناطق الفلسطينية الأخرى، ويشبّه قليلًا حال فلسطينيي 1967، مثل متسابقة بيت لحم التي تتمنى أن تزور غزة يوما ما، وتتعرف على أبناء شعبها هناك كما تحدثت إلى الكاميرا.

وترافق الحلقة التسجيلية أيضًا مجموعة من العمال الفلسطينيين أثناء قطعهم رحلتهم اليومية المضنية للعبور والعمل في الأراضي المحتلة التي وصفها أحدهم بأنها لا تختلف في ظروفها القاسية عن الإجراءات الأمنية لنقل الحيوانات المُفترسة.

وفي خطوة غير متوقعة، وربما لحسن حظ البرنامج البلجيكي، توافق السلطات "الإسرائيلية" على منح مارسيل الإذن لزيارة بيت لحم، وتسجل الحلقة التلفزيونية استعدادات عداء غزة الشاب للماراثون الذي يحمل اسم فلسطين، ثم ترافقه أثناء المسابقة، التي حلّ فيها في المركز الثاني، ثم عودته بعدها إلى السجن "الإسرائيلي" الكبير الذي يدعى أيضًا "غزة".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاميرا تسلط الضوء على معاناة عداء فلسطيني شاب نحو العالمية الكاميرا تسلط الضوء على معاناة عداء فلسطيني شاب نحو العالمية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon