الرباط ـ العرب اليوم
يرتقب المغرب موسماً زراعياً جيداً بفعل تأثير الثلوج والأمطار المتساقطة إيجاباً، على أن تتخطى القيمة المضافة في القطاع الزراعي 13 بليون دولار خلال هذه السنة. إذ يشهد المغرب طقساً شتوياً غير مألوف منذ عقود، بحيث غطّت الثلوج الكثيفة أجزاء كبيرة من جبال المغرب وأوديته، وتراجعت درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر في مرتفعات الجبال، وقُطعت طرق الإمدادات عن مئات القرى.
كمـــا توقفت حركة السير فوق قمم جبال الأطلس، التي تـــوافد إليها السياح والمغامرون من داخل المغرب وخارجه.
وامتدت الثلوج إلى مناطق صحراوية في جنوب المغرب لم تصلها منذ القرن الماضي. وأفادت مديرية الأرصاد الجوية بأن الطقس البارد والأمطار والثلوج الذي يشهده المغرب منذ أسابيع، ناتج عن تسرب كثل هوائية باردة آتية من القطب الشمالي عبر شمال المحيط الأطلسي.
وأفادت وزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بأن الثلوج والمتساقطات «ستؤثر إيجاباً في الموسم الزراعي المقبل». واعتبرت أن عودة موسم الأمطار والثلوج على نطاق واسع «سيتيح احتواء النقص المسجّل في المواسم الماضية، كما تنعكس الظروف المناخية إيجاباً على نمو الزراعات النباتية. وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أن الحالة النباتية للزراعات جيدة وتتطور نتيجة الظروف المناخية».
وأكدت الوزارة في بيان أن «وضع المراعي والزراعات العلفية يشهد تحسناً على المستوى الوطني، ما سينعكس إيجاباً على المتوافر من أعلاف المواشي التي تبدو في حال صحية جيدة، ووضعنا برنامجاً خاصاً لتوزيع الشعير المدعوم على الأقاليم المتضررة من موجة البرد والثلوج، التي تواجه مشاكل في التزود بأعلاف الماشية».
ورفعت مؤسسات التصنيف الدولية توقعاتها لنمو الاقتصاد المغربي إلى 3.8 في المئة خلال هذه السنة، من نحو 3.2 في المئة القريبة من توقعات المصرف المركزي.
وتبدو الظروف المناخية سانحة لتحقيق موسم زراعي جيد في الصيف المقبل، قد يقترب فيه إنتاج الحبوب من 10 ملايين طن المسجلة العام الماضي، ما سيجعل المغرب يوفر نحو 900 مليون دولار استخدمها العام الماضي لشراء القمح في السوق الدولية، بتراجع 35 في المئة مقارنة بعام 2016.
ويتوقع أن تتجاوز القيمة المضافة في القطاع الزراعي 120 بليون درهم (13 بليون دولار) خلال العام الحالي، أي ضعف قيمة صادرات السيارات، ما سيحسن وضع الميزان التجاري ويعزز دخل المزارعين ويقلص ظاهرة الهجرة القروية نحو المدن التي تنتشر في زمن الجفاف والقحط.
أرسل تعليقك