مقاهي ومطاعم طرابلس ملاذ الباحثين عن حياة طبيعية في بلد مأزوم
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

مقاهي ومطاعم طرابلس ملاذ الباحثين عن حياة طبيعية في بلد مأزوم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مقاهي ومطاعم طرابلس ملاذ الباحثين عن حياة طبيعية في بلد مأزوم

رواد مطعم توكان في طرابلس
طرابلس ـ أ.ف.ب

يتنقل عبد المطلب التويجري  بسرعة ومهارة بين طاولات مطعمه في طرابلس، فيضع قطعة بيتزا على احداها، وخبزا طازجا على اخرى، ثم ينزل الى المطبخ ليحمّل ذراعيه مزيدا من الاطباق ويصعد بها الى الطابق العلوي.

ولا يمنع الارهاق عبد المطلب من ان يعيد الكرة، نزولا وصعودا من دون كلل، ووجهه يشع سعادة، مبتسما للضيوف ليلة افتتاح مطعمه "توكان" المطل على البحر في مدينة تجهد لتستعيد مجرى حياتها الطبيعي.

ويقول الرجل الاربعيني لوكالة فرانس برس "لو قررت ان انتظر حكومة ما لتحقق لي ما انشده، فسانتظر طويلا".

ويضيف امام مدخل مطعمه الجديد "الحياة لا تستمر الا من خلال الناس".

و"توكان" واحد من نحو 15 مطعما ومقهى فتحت ابوابها خلال الاشهر الثلاثة الماضية في منطقة حي الاندلس السكنية الراقية على طريق تمتد لحوالى 15 كلم، قوامها شارع قرقارش في شمال غرب العاصمة الليبية.

وقرر اصحاب هذه المطاعم والمقاهي افتتاحها رغم عدم الاستقرار الاقتصادي والترقب الامني في المدينة بفعل الازمات السياسية والنزاعات المسلحة المتواصلة في ليبيا منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011.

ودخلت طرابلس في نهاية اذار/مارس حكومة وفاق وطني مدعومة من المجتمع الدولي، لتحل مكان سلطة الامر الواقع التي حكمت المدينة لاكثر من عام ونصف وتسببت بعزلها عن العالم بعدما لم تحظ باعتراف دولي.

ودفعت النزاعات الاف الليبيين الى مغادرة بلادهم الغنية بالنفط والمعالم الاثرية والشواطئ، بينما اجبرت من بقوا وخصوصا في طرابلس على ان يحصروا نمط حياتهم اليومية بمكانين: العمل والمنزل.

لكن منذ وصول حكومة الوفاق الوطني، يسود طرابلس امل جديد بان تشهد ليبيا اخيرا بداية نهاية ازماتها السياسية والامنية والاقتصادية المتواصلة منذ خمس سنوات.

ويتنفس الطرابلسيون الصعداء مع الهدوء الذي يعم مدينتهم منذ وصول حكومة الوفاق الوطني التي لم تحظ بعد بثقة البرلمان، لكنها تمكنت بدعم قوي من الامم المتحدة ودول غربية عديدة، من بسط سيطرتها على المؤسسات واجتذاب معظم الجماعات المسلحة التي كانت تدين بالولاء الى السلطات السابقة.

ويقول عبد القادر لفرانس برس وهو يتناول العشاء مع عائلته في "توكان"، ان سكان العاصمة الليبية "ما ان يشعروا بالامان، حتى يبداوا بالاستثمار".

ولا تحول الازمات السياسية الاقتصادية وحتى الامنية بين سكان طرابلس وشغفهم بالقهوة والطعام. لذا فان المقاهي والمطاعم في طرابلس غالبا ما تكون الاقل تاثرا بالازمات والاضطرابات.

ويستورد تجار طرابلس البن من ايطاليا، القوة الاستعمارية السابقة، وكذلك الالات التي تصنع القهوة وتستقطب الزبائن في المقاهي، وعلى الارصفة المقابلة لها، وفي السيارات.

امام مقهى "هارلي ديفيدسون"، تصطف ثماني دراجات نارية ضخمة، وبالقرب منها تقف مجموعة من الشبان ارتدوا سترات جلدية ووضعوا نظارات شمسية.

وينشغل الشبان لدقائق بالتقاط  الصور لبعضهم ولدراجاتهم، قبل ان ينتقلوا الى داخل المقهى ويجلسوا حول طاولة خشبية ويتبادلوا الحديث وهم يشربون القهوة.

ويقول صاحب المقهى محمد عقيلي ان الليبيين "يشربون القهوة في الصباح، وعند الظهر، وفي المساء".

ورغم المخاطر الامنية والاقتصادية، قرر محمد ان يفتتح المقهى قبل شهرين. وبالنسبة الى هذا الشاب، في قطاع الاعمال "يجب ان نتحلى بالشجاعة. ننطلق في العمل، وقد نصيب، او قد نخيب".

وفي القسم المخصص للعائلات في مقهى "فيراندا" المشهور بالحلويات التي لا يزال يقدمها رغم مغادرة طباخه الايطالي عام 2011، تجلس هند وميرا ولمعان حول طاولة وتحاولن تبادل الحديث وسط ضجيج الحاضرين.

وتقول ميرا (23 عاما) التي تدرس الصيدلة وقد غطت جزءا من راسها بمنديل حريري "في طرابلس، خيارات الترفيه محدودة. هناك المقاهي، وهناك ايضا تمضية ساعات على فيسبوك. او الاثنان معا".

وترى هند ان المقاهي والمطاعم تتيح لسكان طرابلس "ان يشعروا بان لديهم حياة اجتماعية. عندما تكون المقاهي مفتوحة فمعنى ذلك ان كل شيء يسير بشكل طبيعي".

وتتابع "حتى مع سقوط القنابل، وفي خضم الازمات الاقتصادية، الناس هنا لن يتوقفوا عن شرب القهوة".

وبالنسبة الى عبد المطلب، يتعلق الامر بارادة الناس بان يمضوا بحياتهم رغم كل شيء.

ويقول "نريد ان نعيش". ويضيف وهو يتحدث قرب مجموعة من اشجار النخيل زرعت مكان سور بناه ابناء القذافي على الشاطئ لمنع سكان طرابلس من بلوغ البحر "نحن قد ننحني لكننا لا ننكسر".

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاهي ومطاعم طرابلس ملاذ الباحثين عن حياة طبيعية في بلد مأزوم مقاهي ومطاعم طرابلس ملاذ الباحثين عن حياة طبيعية في بلد مأزوم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon