القاهرة - لبنان اليوم
ليس من الصعب تصور ديكور منازلنا للعام الجديد. يكفي أن نرصد ما يعرض في الصالونات والمعارض الدولية الخاصة بالأثاث والاكسسوارات والمبتكرات لكي نتمكن من رسم مشهد متكامل يعكس بالتأكيد الأجواء التي تنتظرنا داخل منازلنا في العام الجديد.القاسم المشترك بين كل التقديمات التي تزخر بها المعارض والصالونات هو الرفاهية، وهذا ما نلمسه أمام التنويعات الأخاذة التي أنتجتها مخيلات المصممين والمهتمين في مجال الديكور والزخرفة.
سحر الأخضر والباستيل.. منزلك أكثر بهجة
بداية لا بد لنا من التوقف أمام لوحة الألوان المقترحة للعام الجديد، وهي لوحة غنية بإيقاعاتها وتدرجاتها وطبيعة تشبعها التي تراعي فيها أنماط الحياة المعاصرة وتطلعات المجتمعات وانخراطهم في قضايا تتجاوز الاهتمامات الفردية أو الشخصية. وهذا ما يوحي به الحضور الكبير للون الأخضر ليس فقط في خيارات الأثاث والاكسسوارات ولكن ينسحب هذا الأمر إلى بنية المساحة حدودها وأبعادها. لذا فقد يكون اللون الأخضر للجدران – مثلاً – خياراً مناسباً في العام الجديد، وقد يكون حضور النباتات الداخلية وجهاً آخر لتبني اللون الأخضر، على أنه في النهاية يبقى التواصل مع البيئة والتذكير بها من خلال اللون الأخضر عاملاً له مكانة محسوبة في داخل منازلنا طيلة العام الجديد.
" الباستيل" من الألوان التي تعود بقوة مع الاتجاهات الزخرفية الجديدة لتضفي خفة ورشاقة وفسحة معقولة للهدوء. كذلك فإن بعض الألوان التقليدية لا تزال تتربع على لوحة الألوان وأبرزها الأزرق والأصفر المائل الى لون الخردل و الرمادي والألوان الحيادية بشكل عام.
دعوة للتصالح مع الطبيعة وحماية البيئة
المواد والتصاميم تلعب دورا أساسيا في المشهد الزخرفي وبما أن العنوان الرئيسي لاتجاهات الديكور للعام الجديد يشكل دعوة للتصالح مع الطبيعة وحماية البيئة، فإن المواد المقترحة هي أيضاً مستمدة من الطبيعة مثل الخشب والرخام والمعادن المصقولة وغيرها من المواد النبيلة التي تتشكل في رحم الطبيعة وتمنح لحياتنا اليومية قسطاً كبيراً من الرفاهية والأمان النفسي والجسدي. بالإضافة الى الأقمشة المتنوعة بأليافها الطبيعية كالكتان والقطن حيث تحجز لها أماكن مرموقة في المشهد الزخرفي القادم.
الكلاسيكية الجديدة والباروكية المعاصرة
خلال العام الجديد، يتمتع الأثاث بأشكال مستوحاة من الطبيعة من حيث ليونة خطوطها وانسيابيتها لتوفر المزيد من الرفاهية والراحة. وهي تتميز بالبساطة والتكلف في آن واحد، مما يسمح للراغبين على اختلاف أذواقهم وميولهم بأن تكون خياراتهم مناسبة ومتناغمة ومتوازنة، مظاهر الطرافة والغرابة لم تغب تماماً ، لتؤمن لمسات مساحات إضافية خارج نطاق الجدية والالتزام. ومن أجل ذلك لم يجد المصممون بديلاً عن العودة إلى سبعينيات القرن الماضي واستعادة أجوائه ولكن بحرية أكبر نظراً لمشاركة التقنيات الحديثة في إعادة إنتاج بعض القطع التي حازت على شعبية كبيرة آنذاك، مع بعض التصرف بالخطوط والمقاييس وربماً أيضاً بالتفاصيل. فنحن أمام نسخ متطورة تتلاءم تماماً مع الحياة المعاصرة .
وبشكل عام، سنجد أنفسنا أمام تنسيقات جديدة غير مسبوقة على مستويات عديدة تتمايز باللون والشكل والمواد، فتنتج هنا تناقضات ناعمة ، وتولد هناك أجواء مفعمة بالفرح والبهجة وتنشر هنالك رونقاً فريداً وتجعل من الداخل مكاناً ملائماً لتجديد النشاط والأفكار.
تعتمد اتجاهات الديكور على التناغم فلمسات "البوب آرت" حاضرة من خلال لعبة الألوان الأحادية، وبعض الأشكال وخاصة ذات المنحنيات البارعة. فضلا عن المكانة البارزة لما نسميه بالكلاسيكية الجديدة والباروكية المعاصرة، طرازان يتجليان ليس فقط عبر الاكسسوارات المختارة لهذا المشهد، بل في أحيان كثيرة في المزاوجة الفذة، بين عناصر رئيسية من أزمنة وحقب مختلفة.
عودة قوية للطراز الأسكندنافي
على أن الأكثر بروزاً في هذه الاتجاهات والميول، هو العودة القوية للطراز الأسكندنافي الى مقدمة المشهد، فخطوط هذا الطراز البسيطة والأشكال العملية لقطعه والسيناريوهات العديدة لتنسيقاته والتي تحمل على الأخص حلولاً بالغة الكمال للمساحات الضيقة والشقق الصغيرة، تجعل منه عنواناً ومحطة رئيسية من محطات المشهد الزخرفي في العام الجديد.
أرسل تعليقك