تدس الاسبانية ادورن كورنيو إبرا دقيقة في قدمي مريضها معتمدة تقنية العلاج بالوخز ذات المنشأ الصيني القديم، لكن مريضها هذا ليس سوى بوم طوله 25 سنتيمترا، وهو واحد من الطيور البرية والكاسرة التي تعالج في هذه العيادة.
واصيب هذا البوم بجروح في ظهره حين ارتطم بمدخنة لمصنع الى الشرق من العاصمة الاسبانية الواقعة على هضبة بارتفاع نحو 700 متر تكثر فيها الطيور البرية والكاسرة.
وتولى العناية به مركز "برينزال" في احدى حدائق غرب مدريد.
والعلاج بالوخر تقنية من الطب الصيني القديم باتت معروفة في كافة انحاء العالم، لكنها بدأت في الآونة الاخيرة تعتمد في علاج الحيوانات، بحسب مجموعة المعالجين بالوخز التي تأسست في الولايات المتحدة عام 1974.
وتستخدم هذه التقنية في علاج المشكلات في العضلات والمفاصل لدى الحيوانات، وايضا لعلاج الامراض الجلدية والتنفسية وحتى الامراض العصبية.
وتقول كورنيو "حين وصل البوم الى مركزنا، لم يكن قادرا على الوقوف، بعد ذلك بدأ يتحسن بشكل بطيء، والان بات قادرا على الطيران مجددا".
ويعود الفضل في هذا التحسن بشكل اساسي الى الجلسات العلاجية العشرة التي خضع لها بواقع جلسة واحدة اسبوعيا.
وبحسب المعالجة، فان جلسات الوخز بالابر الصينية "تنشط الية التعافي دون ان يكون لها اي اثار جانبية"، بخلاف سائر انواع العلاج المعروفة.
وتعمل هذه المعالجة تطوعا في المركز حيث تعالج المئات من الطيور سنويا التي يأتي بها مواطنون يعثرون عليها مصابة او مريضة، وبعد اتمام علاجها تطلق الى الحرية مجددا.
ويبلغ عدد الطيور المعالجة سنويا في هذا المركز العامل منذ العام 1989 نحو 1200، وينجح المعالجون في 70 % من الحالات في اعادة الامر الى ما كانت عليه قبل الاصابة، ومن ثم اعادة الطيور الى مواطنها الطبيعية.
ومنذ ست سنوات ادخلت الى المركز تقنية العلاج بالوخر لتسريع شفاء الطيور المصابة او المريضة.
وتقول باتريسيا اورياس العاملة في المركز "نحن نؤمن علاجا جسديا وايضا متابعة نفسية".
وتوضح ان بعض الطيور تعتاد اثناء فترة العلاج على الاقامة بين البشر ويصبح من الصعب اعادتها الى الحياة البرية.
ويعمل فريق المركز ايضا على تدريب الطيور على وسائل لتطوير دفاعاتها، وعلى تمييز الحيوانات الخطرة عليها.
ومن وسائل التدريب ان تتعرف طيور البوم على الفئران، وعلى الصقور، ويجري اسماعها تسجيلات لصوت طيور بوم تطلق نداء الخطر، لتعرف ان هذا الطير خطر قد يفترسها.
وبفضل هذه الوسائل تستعيد الطيور في بضعة اشهر قدرتها على ان تعيش في الحياة البرية وان تساهم بدورها البيئي من خلال افتراس القوارض والحشرات والافاعي وغيرها من الحيوانات الضارة.
وتقول اورياس "كلما ارتفع عدد الحيوانات التي تفترس الفئران انخفضت حاجتنا الى استخدام المبيدات الزراعية التي تؤذي صحة الانسان".
وتضيف "ان عملنا في علاج هذه الحيوانات يساعدنا ايضا على معرفة ماذا يجري في الطبيعة"، وتحديد البرامج التي ينبغي وضعها لحماية الحياة البرية".
أرسل تعليقك