أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة

اماراتي ينزل السلالم في مدينة مصدر في ابوظبي
أبوظبي - أ.ف.ب

تعد الامارات من اكبر مصدري النفط في العالم وواحدة من الدول الاكثر تسببا بالانبعاثات نسبة لعدد السكان، الا انها تستثمر المليارات من اموال الذهب الاسود في تطوير الطاقة المستدامة وفي الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط.

وفيما تتجه الانظار الى مؤتمر المناخ الدولي الذي تستضيفه باريس نهاية العام، لا تريد ابوظبي ان تكون في قفص الاتهام. وتعتمد في ذلك على مشاريع مثل "مصدر"، المنصة المتعددة الاوجه التي اطلقتها قبل عشر سنوات لنقل البلاد من مرحلة النفط الى عهد الطاقة المتجددة.

واكد الرئيس التنفيذي لمصدر احمد بلهول في لقاء مع وكالة فرانس برس ان المبادرة "تجسد رؤية الامارات" في مجال الطاقة وتقدم "تطبيقا للرؤية من خلال نشر الطاقة المتجددة والاستثمار في الابحاث ومن خلال بناء مدينة مستدامة".

وصرح ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق هذه السنة ان بلاده التي تعوم على حوالى ستة في المئة من النفط العالمي ستصدر آخر سفينة محملة بالنفط بعد خمسين سنة، وينبغي الاستعداد للمرحلة المقبلة.

ومصدر مدينة مستدامة على تخوم العاصمة، وذراع استثمارية عملاقة في مجال الطاقة النظيفة حول العالم، ومعهد ومركز ابحاث لصناعة تكنولوجيا المستقبل.

وساهم النفط في تحويل الامارات من مجموعة مدن ساحلية صغيرة وفقيرة يقطنها صيادو اللؤلؤ، الى دولة متقدمة تملؤها ناطحات السحاب والفنادق الفخمة وتملك عددا من اغنى الصناديق السيادية في العالم.

ويصل حجم اصول صندوق ابوظبي السيادي الرئيسي (جهاز ابوظبي للاستثمار) وحده الى 773 مليار دولار، بحسب معهد الصناديق السيادية.

واعتبر بلهول ان "مصدر" تقدم "صورة مشرقة وايجابية" عن منطقة الشرق الاوسط التي تنهشها النزاعات.

داخل المدينة، يختلط الطلاب والموظفون واصحاب الشركات الصغيرة والباحثون واصحاب براءات الاختراع، الاماراتيون والاجانب، بثياب غير رسمية تذكر باجواء مدن صناعة التكنولوجيا في كاليفورنيا.

وقالت مديرة ادارة الاستدامة في مصدر نوال الحوسني وهي تقف في ممر انيق يصل بين المباني ذات تصميم يستوحي كثبان الربع الخالي بالوان ترابية، ان الامارات "بلد شاب وشجاع وطموح يصب الموارد التي يجنيها من النفط في قطاع" الطاقة المتجددة، مضيفة "باتت الامارات اول عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لا يصدر النفط فحسب بل الطاقة المتجددة ايضا الى العالم".

ومصدر شريكة على سبيل المثال في مشروع "خيما سولار" الفريد من نوعه في اسبانيا، وهو اول مشروع بالطاقة الشمسية المركزة قادر على انتاج الكهرباء على مدار الساعة بقدرة 20 ميغاواط. كما انها شريكة في مشروع طاقة الرياح البحري الاكبر في العالم "لندن اراي" قبالة الشواطئ البريطانية، وتستثمر في مشاريع ضخمة لطاقة الرياح في سلطنة عمان.

محليا، طورت مصدر مشروع "شمس 1" للطاقة الشمسية الذي ينتج مئة ميغاواط من الطاقة في صحراء ابوظبي.

كما دعمت مشروع الطائرة الشمسية "سولار امبلس" التي انطلقت من ابوظبي في اذار/مارس في رحلة حول العالم وانما اضطرت لتعليق الرحلة بعد بلوغها هاواي بسبب عطل في البطارية.

وفي الاجمال، تقود مصدر بشكل كامل او جزئي مشاريع للطاقة المتجددة حول العالم بقدرة 1,5 ميغاواط.

وتستضيف ابوظبي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ايرينا" في موقع قريب من مدينة مصدر.

وتقدر قيمة استثمارات الامارات في مجال الطاقة البديلة ب35 مليار دولار حتى العام 2020، بينها حوالى عشرين مليار دولار لمشروع محطة بركة النووية في غرب الامارات.

ومن المفترض ان ينخفض اعتماد الامارات على الغاز الطبيعي لانتاج الكهرباء من 90% الى 70% في 2020.

وبالتوازي مع نمو الاستثمارات، يفترض ان تتحول مدينة مصدر الى مكان سكني ومركز للتطوير العقاري والتجاري المستدام، ولا يزال نمو المدينة على هذا الصعيد متواضعا.

وتضم المدينة حاليا "معهد مصدر" الذي يؤمه 460 طالبا من 60 دولة ومئة استاذ، ومساكن الطلاب، وعددا من المباني التي تحتضن مقار اقليمية لشركات عالمية مثل "سيمنز" و"جي اي" وحوالى مئة شركة صغيرة تعمل في مجال الاستدامة.

وبدأت اعمال بناء فندق ومجمع سكني جديد في المدينة التي تذكر بعض النقاط فيها بافلام الخيال العلمي.

فبعد الوصول الى مرآب السيارات، يستقل الزائر سيارات تسير من دون سائق تقوده في الممرات الداخلية والمغلقة الى معهد مصدر الذي صمم مبانيه المعماري الشهير نورمن فوستر.

داخل المعهد، تنتشر المختبرات والشاشات العملاقة، فيما تعلو المباني الالواح الشمسية.

في محيط المعهد، محطات لاختبار تقنيات جديدة في الطاقة الشمسية وفي صناعة الوقود العضوي، ابرزها محطة فريدة على مستوى المنطقة لتخزين الحرارة من الشمس، بما يسمح بانتاج الطاقة عند غياب الضوء المباشر.

وصممت واجهات المباني لتشكل حاجزا عازلا فتخفض الحرارة داخل المباني وتخفف من كمية التبريد المطلوب.

وعلى الرغم من الاندفاعة الاماراتية ازاء الاستدامة، ما زالت الامارات تسجل معدلات انبعاثات من الاعلى في العالم مقارنة بعدد السكان.

ويستخدم مواطنو الامارات وسكانها الطاقة والمحروقات لتسيير سياراتهم الرباعية الدفع وتشغيل مكيفاتهم المركزية الضخمة.

لكن مستوى الانبعاثات لن يحول على الارجح دون تصنيف الامارات في صف الطلاب الناجحين خلال قمة باريس، بفضل مبادرات مثل مصدر والمساعدات الاماراتية للدول النامية من اجل تطوير الطاقة المستدامة.

وقال ثاني الزيودي، مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية الاماراتية ومنسق مشاركة الامارات في مؤتمر باريس، "خلال السنوات الخمس الماضية، هناك مشاريع بقيمة 840 مليون دولار في 25 دولة قدمتها دولة الامارات في مجال الطاقة المتجددة".

وقال بلهول "كان اجدادنا الذين عانوا من اصعب الظروف المناخية والاجتماعية يعيشون الاستدامة بكل معنى الكلمة ويستهلكون ما يحتاجونه فقط. بعد ظهور الثروة، فقد كثيرون هذه الثقافة، الا انها تعود من جديد الآن".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon