الميثان القاتل في أعماق بحيرة كيفو مصدر لتوليد الطاقة في رواندا
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

الميثان القاتل في أعماق بحيرة كيفو مصدر لتوليد الطاقة في رواندا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الميثان القاتل في أعماق بحيرة كيفو مصدر لتوليد الطاقة في رواندا

بحيرة كيفو مصدر لتوليد الطاقة
كارونغي ـ أ.ف.ب

تحت المياه الراكدة لبحيرة كيفو، عند الحدود بين رواندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، ثمة قنبلة موقوتة حقيقية عبارة عن مزيج قاتل بين الميثان وثاني اكسيد الكربون تسعى رواندا لتحويله الى طاقة كهربائية.
وتشير التقديرات الى ان بحيرة كيفو البالغة مساحتها 2370 كلم مربع -- اي ما يوازي اربع مرات مساحة بحيرة ليمان الواقعة بين فرنسا وسويسرا -- والتي يصل عمقها الى 485 مترا في بعض المواضع، تحوي ما يقارب 60 كلم مكعب من الميثان المحلول وحوالى 300 كلم مكعب من ثاني اكسيد الكربون.
واوضح ماتيو يالير الباحث في مرصد غوما لمراقبة النشاط البركاني على الضفة الكونغولية من البحيرة ان "بحيرة كيفو تنطوي على مشكلة (...) نجد فيها مستويات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون والميثان (...) الغاز الذي يمكن ان يشكل فتيلا لثوران بركاني" يتمثل بصعود للمياه العميقة المحملة بغازات سامة تنتشر في الغلاف الجوي.
ومع بحيرتي نيوس ومونون في الكاميرون، تعتبر بحيرة كيفو واحدة من ثلاث بحيرات تضم تركزا لكميات كبيرة من الغاز. وفي 1986، تسبب تسرب كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون من بحيرة نيوس الى مقتل اكثر من 1700 شخص مقيم في الجوار اختناقا. وقبل سنتين، ادت حادثة مشابهة الى مقتل 37 شخصا في محيط بحيرة مومون.
ومن شأن حصول كارثة مماثلة في بحيرة كيفو ان يودي بحياة ما يصل الى مليوني شخص يقطنون المناطق القريبة من البحيرة في رواندا والكونغو الديموقراطية. وبالفعل، فإن التركز الكبير للميثان في البحيرة وقربها من بركان نيراغونغو، احد اكثر البراكين نشاطا في افريقيا، يجعل من امكان حصول مثل هذه الحادثة امرا واردا.
وفي 2002، اثار ثوران لبركان نيراغونغو مخاوف من تغيير في تركيبة طبقات المياه في البحيرة ما من شأنه ان يؤدي الى تصاعد للطبقات المحملة بالغاز. واشار الى ان "البحيرة هادئة حتى اللحظة" لكنه تساءل "الى متى سيستمر هذا الوضع" معتبرا ان استخراج الميثان يسمح بـ"استقرار" البحيرة.
وشدد مارتن شميد الباحث في المعهد السويسري للابحاث بشأن المياه والاوساط المائية على انه "من الضروري استخراج الغاز من البحيرة، على الاقل على المدى الطويل (...) اذا ما تركنا الغاز يتراكم طوال فترة طويلة، يجب ان نتوقع ان تأتي لحظة يحصل فيها ثوران كارثي للغاز".
الا ان هذا التركز المتفجر للميثان يجعل من بحيرة كيفو الوحيدة في العالم حيث يمكن استثمار هذا الغاز لغايات تجارية.
ففي كارونغي على الضفة الرواندية على سفح الهضاب الخضراء التي تنتشر فيها مزارع موز، تضع شركة كونتورغلوبال الاميركية المتخصصة في انشاء وادارة محطات التوليد الكهربائي، اللمسات الاخيرة على مشروع "كيفوواط" الرامي الى تحويل التهديد الناجم عن تركز كميات الغاز القاتلة الى مصدر للطاقة المستخدمة تجاريا.
ويعمل مئات الاشخاص في محيط منصة ستقام بحلول نهاية 2014 على البحيرة حيث ستسحب غاز الميثان الراكد في الاعماق.
وعلى ضفتها الشمالية قرب محلة روباوفو، ينتج مشروع تجريبي للحكومة الرواندية 2 ميغاواط من الكهرباء عبر تحويل غاز الميثان الموجود في البحيرة. لكن حجم مشروع "كيفوواط" اكبر بكثير.
وتنص المرحلة الاولى من المشروع على توليد 25 ميغاواط من الكهرباء مخصصة للشبكة المحلية، وعلى المدى البعيد، 100 ميغاواط موزعة على سائر مناطق البلاد، اي ما يسمح بمضاعفة القدرة الانتاجية الحالية لرواندا البالغة راهنا 115 ميغاواط.
ويعتبر مد البلاد بمشاريع لانتاج الطاقة الكهربائية واحدا من اهداف الحكومة الرواندية التي تسعى لحصول 70 % من سكانها على الكهرباء بحلول 2017 مقابل 18 % فقط اليوم.
ومن شأن الميثان ايضا السماح بتحقيق هدف اخر يتمثل بتنويع مصادر الطاقة في رواندا. اذ ان 46 % من الكهرباء المولدة في البلاد حاليا تأتي من مصادر حرارية والفاتورة السنوية للمحروقات المستوردة لمد هذه المحطات الحرارية تبلغ 40 مليون دولار.
واوضح يان بوتلر رئيس مشروع "كيفوواط" انه "لا وجود لعمليات تنقيب، والغاز يتم ضخه في الطبقات السفلى (للمياه) في البحيرة المشبعة بالميثان". وتبلغ قيمة استثمار هذا المشروع حوالى 200 مليون دولار مصدرها رساميل خاصة لكن ايضا ممولة بنسبة تقارب 45 % من قروض مؤسسات دولية للمساعدة العامة على التنمية.
واشار بوتلر الى انه "اعتبارا من اللحظة التي ترتفع فيها المياه الى السطح، فإنها تخرج الغاز (الميثان وثاني اكسيد الكربون) ويمكن عندها جمع هذا الغاز". وبعدها يفصل الميثان عن ثاني اكسيد الكربون ويرسل الميثان الى محطة على البحيرة في وقت يعاد فيه تذويب ثاني اكسيد الكربون في المياه ويرسل المزيج مجددا الى اعماق البحيرة.
وتم اعداد هذا المشروع بمراحله كافة بطريقة تسمح "بعدم تغيير بنية البحيرة وتركيبتها النباتية والحيوانية".

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الميثان القاتل في أعماق بحيرة كيفو مصدر لتوليد الطاقة في رواندا الميثان القاتل في أعماق بحيرة كيفو مصدر لتوليد الطاقة في رواندا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon