فشل المجتمع الدولي في خلق سوق عالمية للكربون
آخر تحديث GMT18:31:02
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

فشل المجتمع الدولي في خلق سوق عالمية للكربون

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فشل المجتمع الدولي في خلق سوق عالمية للكربون

انبعاثات الكربون
واشنطن ـ العرب اليوم

يتاجر العالم في كل شيء تقريبًا، من قصب السكر إلى السيارات الراقية، إلى جانب المنتجات غير المادية مثل الملكيات الفكرية وبراءات الاختراع. ومع تغير المناخ، جاء الخبراء بفكرة تداول الحق في التلويث، وخلق حافز مالي لكبح الانبعاثات. وكان من نتيجة ذلك تحويل الكربون إلى سلعة يجري تداولها.

يملك صانعو السياسات ثلاثة خيارات للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري ,الخيار الأول هو وضع حد معين للانبعاثات لا يمكن للشركات تجاوزه. الخيار الثاني هو فرض ضريبة على الكربون حيث تدفع الشركات مقابل كمية ثاني أوكسيد الكربون التي تطلقها في الجو، وهذا الخيار سيدفع الشركات للاستثمار في بدائل أنظف طالما كانت الكلفة أرخص من دفع الضريبة.

ويقوم الخيار الثالث على وضع خطة لتجارة الانبعاثات (سوق للكربون)، وفي هذا السيناريو تقوم الشركات بشراء وبيع "حق التلويث" بين بعضها البعض. ومنذ توقيع بروتوكول كيوتو عام 1997، ظهر في أدبيات دبلوماسية البيئة مفهوم «تسعير الكربون» الذي يهدف إلى وضع سعر لانبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، تطبيقًا لواحد من أهم مبادئ الإدارة البيئية التي ارتضاها المجتمع الدولي في إعلان ريو عام 1992، وهو مبدأ «الملوث يدفع».

ويقول خبير شؤون الطاقة وأستاذ البيئة في جامعة الخليج العربي في البحرين، الدكتور إبراهيم عبدالجليل، إن دولًا كثيرة بدأت تتبنى هذا المفهوم كأحد آليات الحد من انبعاثات الكربون المسببة لتغيرات المناخ. إلا إن ذلك قوبل بالرفض من دول وصناعات أخرى، بخاصة كبار منتجي النفط والصناعات القائمة عليه مثل صناعة البتروكيماويات وغيرها. وكانت المجموعة العربية ضمن فريق المعارضين، فهي اعتبرت ذلك مؤامرة على صناعة النفط. وحتى حينما لاحت فرص الانخراط في سوق الكربون العالمي من خلال آلية كيوتو للتنمية النظيفة، كانت المشاركة العربية محدودة للغاية».

تملك كل سلعة نشتريها بصمةً كربونيةً تمثل الكمية المكافئة لغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي تحرر خلال مراحل إنتاجها. لنفترض أن سيارة متوسطة احتاجت إلى طن من الحديد لتصنيعها، فالبصمة الكربونية لإنتاج هذه الكمية من الحديد تساوي طنين من ثاني أوكسيد الكربون. وفق الأسعار الحالية للكربون في الاتحاد الأوروبي، ستكون قيمة هذه الانبعاثات نحو 27 دولاراً، وتستطيع الشركات التي يمكنها خفض انبعاثاتها من الكربون أن تبيع حقوقها في التلويث لتلك الشركات التي لا تملك القدرة على خفض الانبعاثات لقاء مبلغ يقل عن 27 دولاراً.

ترتبط تصاريح بيع الكربون بمبلغ إجمالي يقابل هدف كل بلد في خفض انبعاثاته. في بداية مرحلة التداول، يجري تخصيص التصاريح للشركات مجاناً أو يتم شراؤها من خلال مزاد أو سوق للكربون. ثم يتناقص عدد التصاريح المتاحة بمرور الوقت، وهذا يدفع الشركات للاستثمار في خيارات الإنتاج الأنظف وتقليل مخرجات ثاني أوكسيد الكربون. وعلى المدى الطويل، تساهم تجارة الكربون في تعزيز الابتكار وتؤدي إلى خفض أسعار التقنيات الجديدة.

يمكن لتجارة الكربون أن تحقق معادلة الربح لجميع الأطراف إذا جرى تطبيقها مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة العالمية لتغير المناخ، ويكون ذلك من خلال الجمع بين تسعير الكربون مع «أرصدة الإزاحة». وتقوم فكرة أرصدة الإزاحة على دفع ثمن الانبعاثات التي تتم إزاحتها في بلد آخر غير البلد الذي يتسبب فيه التصنيع بالتلوث. فقد يكون لصانع فولاذ أوروبي تقنية متقدمة في الإنتاج ضمن بلاده، لكنه يختار الاستثمار في مشروع تنموي نظيف في الهند لخفض مجمل الانبعاثات الناتجة عن استثماراته.

و، تتبع السلطات مجموعة من الإجراءات بهدف خفض غازات الاحتباس الحراري. ولا يقتصر الأمر على إلزام الملوثين بخفض انبعاثاتهم أو تسعير الكربون، بل توجد أيضاً حوافز تشجيعية تقلل كلفة اعتماد البدائل التقنية النظيفة. وتشمل هذه الحوافز الإعفاءات الضريبية، وخفض الرسوم الجمركية على المنتجات الخضراء، وتوفير الدعم الحكومي لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة.

وجمعت الحكومات حول العالم نحو 22 بليون دولار من إيرادات تسعير الكربون عبر مزادات التصاريح، والمدفوعات المباشرة للوفاء باشتراطات حدود الانبعاثات، وإيرادات ضرائب الكربون. ويمكن استخدام هذه الأموال من خلال إعادة استثمارها في مشاريع تنموية خضراء، أو توظيفها في خفض العبء الضريبي الإجمالي.

سوق عالمية للكربون

وكانت هناك 42 دولة و25 سلطة حكم إقليمي تقوم بتسعير الكربون مع نهاية سنة 2017  وما زالت سوق الكربون في الاتحاد الأوربي هي الأكبر حتى الآن، وإن كانت الصين بدأت بإطلاق ثماني مبادرات تجريبية تمهيدًا لإنشاء نظام تجارة كربون على المستوى الوطني سيكون هو الأضخم عالمياً.
لم يقتصر الأمر على الحكومات، إذ إن هناك أكثر من ألف شركة ومستثمر يؤيدون اعتماد سعر شامل للكربون. كما انضم نحو 80 من كبار المدراء التنفيذيين إلى مجموعة قادة المناخ في المنتدى الاقتصادي العالمي، في حين يواصل ائتلاف «قيادة تسعير الكربون» حشد تأييد قطاع الأعمال لجهوده، علمًا أنه أصبح يضم 30 حكومة و180 شركة.

إن انتهاء العمل ببروتوكول كيوتو المناخي في سنة 2020 يعتبر تاريخًا فارقًا، إذ سيكون اتفاق باريس هو الناظم لخطط تسعير الكربون الدولية بعد تلك السنة. لذلك فإن تفاصيل آلية تجارة الكربون العالمية ما زالت قيد التفاوض، نتيجة اعتماد اتفاق باريس على مبدأ «المساهمات المحددة وطنياً» في خفض الانبعاثات.

وفي حين كان بروتوكول كيوتو يتبنى دفع التعويضات للبلدان النامية مقابل الانبعاثات التي تطلقها الدول المتقدمة، فإن اتفاق باريس يوفر الفرصة لتوسيع نطاق أسواق الكربون وتعزيز تكاملها. ففي ظل الخطط القائمة حالياً، يمكن لشركات صناعة السيارات أن تختار مورّداً للصلب لا يخضع لضريبة الكربون، بينما سيؤدي ربط مختلف نظم تداول الكربون في سوق عالمية مشتركة إلى استقرار الأسعار وتقديم خيارات لتخفيض الانبعاثات تكون أكثر فعالية من حيث الكلفة.

مواطن الضعف في تجارة الكربون

يُفترض بأسعار تصاريح الكربون أن تكون مرتفعة نسبيًا من أجل دفع المنتجين للاستثمار في تقنيات أنظف. غير أن أسواق الكربون شهدت أسعاراً منخفضةً على مدى سنوات عدة . وفي مطلع سنة 2017، تراوح سعر طن ثاني أوكسيد الكربون بين أقل من دولار واحد في المكسيك وبولندا و126 دولاراً في السويد، في حين لا يزال السعر السائد في أكثر الأسواق العالمية نحو 10 دولارات للطن الواحد. وهذا ما يدفع الخبراء والعديد من السياسيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للمطالبة باعتماد حد أدنى يكون ملزمًا في تسعير الكربون دولياً. أظهر مسح غير رسمي أجري خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير في دافوس أن غالبية المديرين التنفيذيين يرون أن تحديد سعر عادل لطن الكربون بنحو 20 دولارًا ضروري لإنجاز التحول الفعّال في الاستثمارات، واقترح أكثر من نصفهم أن يصل هذا السعر إلى 40 دولاراً بحلول 2025.

وفي حين لم تجر العادة على إدراج الطيران والشحن الدوليين ضمن خطط التجارة بالكربون، لكن الطيران المدني اتجه في 2016 إلى إنشاء آلية قائمة على العرض والطلب للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وستدخل هذه الآلية حيز التنفيذ اعتباراً من سنة 2020.

ويقول عبدالجليل إنه حتى الآن لم ينجح المجتمع الدولي في خلق سوق عالمية للكربون تتحدد فيها الأسعار بموازين العرض والطلب، كما أن اتفاق باريس لتغير المناخ ترك الباب مفتوحًا أمام جميع الدول لاختيار ما يناسب ظروفها من إجراءات وسياسات للحد من الانبعاثات، مفضلًا فرض ضريبة الكربون عن الاتجار فيه. وإلى أن تتبلور الأجندة الدولية، ولا أرى ذلك في المستقبل القريب، فسيظل موقف الدول العربية متأرجحاً».
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل المجتمع الدولي في خلق سوق عالمية للكربون فشل المجتمع الدولي في خلق سوق عالمية للكربون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon