خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

"خوخ أفريكانا" في الكاميرون "بلسمٌ" مهدّد بالانقراض

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "خوخ أفريكانا" في الكاميرون "بلسمٌ" مهدّد بالانقراض

"خوخ أفريكانا" في الكاميرون
ياوندي – العرب اليوم

في غابة صغيرة غير بعيدة عن "دوالا" عاصمة الكاميرون الاقتصادية، انهمك الكاميروني جونسون مبانكوي في إزالة لحاء جذع شجرة بدت متشبّثة بتلك القشور السميكة المتطايرة تحت وطأة الضربات المتتالية، لتتكوّم يمنة ويسرة تحت أنظار الشاب الذي كان يحصيها بابتسامته الواسعة.

منذ 3 سنوات، اعتاد هذا الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، جمع لحاء (الطبقات الخارجية للجذوع) شجر "خوخ إفريقيا" الذي ينبت في غابات عدد من بلدان القارة السمراء بينها الكاميرون، والمعروف بفوائده في معالجة عدد من الأمراض، حيث يوجد أكثر من 10 أدوية مصنعة في مختبرات أوروبية، مثل "تادينان" و"بيجينيل" و"فيناستيريد"، ممن تعالج بعضها "تضخم البروستاتا الحميد" وداء "الثعلبة"، تتخذ من لحاء هذه الشجرة "المعجزة" التي يصطلح على تسميتها، علميا، بـ"خوخ أفريكانا"، أساسا لها.

وبسبب الاستغلال المفرط للحاء "خوخ أفريكانا"، عمد القائمون على "معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض" أو "سايتس" في 2006، إلى تصنيف هذه الشجرة ضمن الأنواع النباتية المهددة بالانقراض.

ومعاهدة "سايتس" تم توقيعها في واشنطن عام 1973، وبدأ العمل بها في 1975، وتعتبر من أهم المعاهدات الدولية الخاصة بالحفاظ على الأنواع البرية من خطر الانقراض وذلك من خلال وضع إجراءات تحد من الاتجار الدولي المفرط بتلك الأنواع.

تصنيف شجرة "خوخ إفريقيا" ضمن الأنواع النباتية المهددة بالانقراض، دفعت الاتحاد الأوروبي إلى حظر استيراد اللحاء الذي يتم جمعه في غابات الكاميرون. وفي عام 2001، وضعت الحكومة الكاميرونية خطة لتنظيم استغلال هذه الشجرة، تضم من بين أهدافها، تدريب المزارعين على طريقة صديقة للبيئة في عملية الجمع.

هذا "الاستغلال البيئي" لـ "خوخ أفريكانا" الذي يسهل التجدد السريع للشجرة، من 3 إلى 5 سنوات بدلاً من 25 عاماً في حالة "الحصاد البري" غير المنظم، أدى إلى رفع الحظر على واردات الاتحاد الأوروبي، عام 2011، مقابل تحديد حصص للتصدير خاصة بها.

ويتمثل "الحصاد البري" في إزالة كامل لحاء الشجرة وترك جذعها عاريا تماما، ما يعرضها لخطر الموت.

وفي حالة صمودها أمام خطرالاندثار، ستتطلب الشجرة نحو 20 عاما، لاستعادة كامل قشرتها، في حين لا يجمع المزارعون البيئيون سوى 80% من اللحاء لتحتفظ الشجرة بـ 20% من الغلاف على كامل محيطها"، وفق "لورانس شيابي"، تقني في المجال الزراعي الذي يكرس بعضا من وقته بمواقع استغلال "خوخ إفريقيا" للاطمئنان على "مدى التزام الفلاحين بتطبيق أساليب الحصاد البيئي"، حسب تعبيره.

"شيابي" أضاف أن "الـ 20% المتبقية من اللحاء سوف يساعد على تجدد سريع للشجرة ويضمن للمزارع إمكانية العودة القريبة للجمع مرة أخرى"، مشيراً إلى أن بعض الحالات اقتضت "توصية بعدم جمع سوى ثلاثة أخماس اللحاء"، بسبب ضعف نمو بعض الأشجار. 

وعلاوة على الاستغلال "الجزئي" لـ "خوخ افريكانا"، بدأ الفلاحون في زراعة هذه الشجرة عبر توسيع مساحات المزارع الموجودة وإقامة أخرى جديدة، إضافة إلى إنشاء مشاتل غير بعيدة عن مواقع "حصاد" اللحاء، وفق المصدر نفسه.

وفي هذا الاتجاه، تحدث "جوناثان نغونغ"، صاحب أحد المشاتل الذي إلتقته الأناضول بمقر مشروعه قائلاً: "منذ عام أسست هذا المشتل. وفي السنة الماضية، قمت بتوزيع نحو مليونين و300 ألف نبتة خوخ، حتى أنني لم أتمكن من تلبية طلبات المزارعين المكثفة".

ويتم جمع لحاء شجر "خوخ أفريكانا" من أماكن مختلفة من البلاد، لتنقل، في مرحلة لاحقة، إلى مدينة "دوالا"، حيث "يجفف ويدق إلى أن يتحول إلى مسحوق ويتم تصديره إلى أوروبا"، وفق نغونغ.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon