الدفاعات الطبيعية في غابات المانغروف في باكستان في خطر
آخر تحديث GMT10:46:32
 لبنان اليوم -

الدفاعات الطبيعية في غابات المانغروف في باكستان في خطر

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الدفاعات الطبيعية في غابات المانغروف في باكستان في خطر

أشجار المانغروف
كراتشي ـ أ ف ب

لطالما حمت أشجار المانغروف الكثيفة مدينة كراتشي المترامية الأطراف في جنوب باكستان من بحر العرب، الا ان التلوث وانظمة الري السيئة وقطع الأشجار بطريقة غير قانونية، تعرض هذا الحاجز الطبيعي للخطر.

ويخشى الخبراء من أن تضع خسارة الحاجز الطبيعي الذي تشكله غابات المانغروف المدينة التي تعد نحو 20 مليون نسمة امام خطر كبير للتعرض لعواصف عنيفة وحتى لموجات تسونامي عاتية.

وبالقرب من كراتشي، ينهي نهر السند مسيرته الطويلة من جبال الهملايا في البحر.

وتعد دلتا نهر السند موئلا لغابات المانغروف الشاسعة، وهي منظومة بيئية تنمو في المياه المالحة والعذبة.

ويستذكر طالب كاتشي وهو صياد في الخمسين من العمر، اختباءه من الرياح الموسمية في غابات المانغروف عندما كان في ريعان شبابه.

ويقول كاتشي "في اوقات العواصف، كنا نربط ما يصل الى اربع سفن باشجار المانغروف، وعندها كنا نجلس ونتبادل الاحاديث ونغني".

الا ان الوضع الحالي لاشجار المانغروف سيء للغاية بالمقارنة مع ما كانت عليه في السابق اذ ان مساحاتها تراجعت من 600 الف هكتار في مطلع القرن العشرين الى ما لا يزيد عن 130 الف هكتار متبقية حاليا بحسب الاخصائي في علم الاحياء البحرية محمد معظم خان.

فقد ذهبت مساحات كبيرة من غابات المانغروف ضحية لانشطة قطع غير قانونية وللتلوث من المصانع القريبة ولتغييرات في تدفق النهر بسبب انظمة ري سيئة في السهول الشاسعة الموجودة في ولايتي السند والبنجاب.

وقد اطلق الصيادون الذين يعتاشون من الاسماك والمحار التي تعيش في المانغروف، نداءات استغاثة بسبب تراجع انشطتهم خلال السنوات الماضية كنتيجة لتراجع مساحات اشجار المانغروف.

الا ان رحلة قصيرة بالمركب من ميناء ابراهيم حيدري للصيادين في كراتشي تظهر قيام عدد كبير من السكان المحليين بقطع اشجار غابات المانغروف ونقل اخشابها معهم.

اذ ان البعض يستعين بأوراق الشجر كعلف للماشية في حين أن آخرين يحصلون لقمة عيشهم من خلال بيع الحطب المستخدم للتدفئة.

ويقول حاجي ابراهيم وهو رجل مسن بعدما ارسى مركبه الصغير في الميناء لوكالة فرانس برس "ابيع الرزمة الواحدة بعشرة الى عشرين روبية (10 الى 20 سنتا من الدولار)".

ويعتبر قطع اشجار المانغروف مخالفا للقوانين الا ان العقوبة القصوى لقطع اشجار هذه الغابات هي دفع غرامة قدرها 36 الف روبية (360 دولارا) وتضاعف الغرامة في حال تكرار المخالفة. وفي كل الحالات فإن الملاحقات القضائية نادرة جدا.

كراتشي هي كبرى مدن باكستان والقلب النابض للاقتصاد والصناعة في البلاد. وقد ساهم النمو السريع للمصانع في زيادة مستويات التلوث في دلتا نهر السند.

وبالقرب من محطة لتوليد الطاقة في شرق المدينة، اشجار المانغروف جافة وذابلة، ما ادى الى القضاء على الاسماك في مناطق تكاثرها وتأجيج مشاعر الغضب لدى كمال شاه من منتدى باكستان للصيادين.

ويقول شاه "لا افهم حقا ما الذي قد يدفع الى التعرض للمانغروف. هذا امر اخرق -- انه اشبه بافراغكم معدة جاركم لملء معدتكم"، مضيفا "لو كنا في بلد آخر، كانت غابات المانغروف لتحظى بالتقدير والحماية".

وبالاضافة الى اضعاف قوة العواصف الاستوائية عندما تضرب السواحل، توفر اشجار المانغروف خط دفاع في حال حصول موجات مد عاتية (تسونامي).

وتلتقي الصفيحتان التكتونيتان العربية والاوراسية في منطقة خندق مكران قبالة السواحل الباكستانية، وهذا التماس بين الصفحتين من شأنه توليد هزات ارضية عنيفة.

فقد تسبب زلزال تحت البحر سنة 1945 بموجة تسونامي ضربت كراتشي واوقعت اربعة الاف قتيل، بحسب تقدير حديث للامم المتحدة حذر من ان اي زلزال عنيف في المدينة قد يؤدي الى محوها بالكامل.

وأشار الاخصائي في علم الاحياء البحرية خان الذي يعمل لحساب منظمة "الصندوق العالمي للطبيعة" غير الحكومية الى ان غابات المانغروف تمثل "نظاما بيئيا مهما جدا... انه خط الدفاع الاول ضد الاعاصير والعواصف القوية وموجات التسونامي وغيرها من الكوارث الطبيعية".

لكن يبقى بصيص امل. فقد أدت حملات تشجير لغابات المانغروف في السنوات الاخيرة الى تعويض بعض من الاشجار المقطوعة.

وقال خان ان عملية زرع الاشجار "تسير على نحو جيد جدا. ثمة مناطق قليلة في العالم يزداد فيها الغطاء الذي توفره اشجار المانغروف وباكستان واحدة منها".






 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدفاعات الطبيعية في غابات المانغروف في باكستان في خطر الدفاعات الطبيعية في غابات المانغروف في باكستان في خطر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon