واشنطن ـ رولا عيسى
عثر أنصار حماية البيئة على خمسة فقمات من الأنواع النادرة المعروفة باسم "فقمات الراهب المتوسطية"، ودعوا لأن تصبح الفقمات المصابة بشبه العمى، سفراء للأنواع المنقرضة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها نقل الفقمات التي تعيش في حديقة "ألوها" الوطنية الطبيعية في هاواي إلى حديقة حيوانات "مينسوتا" حتى تتاح مشاهدتها على الملأ.
وأعرب دعاة حماية البيئة عن أملهم في أن يتمكن السفراء الجدد من جلب المزيد من الاهتمام والأموال، لدعم الأنواع المهددة بالانقراض، التي تتراجع أعدادها.
ويطلق سكان جزيرة هاواي على فقمات الراهب المتوسطية، اسم "الكلب الذي يجري في الماء الطبيعي"، ومن بينهم "أوهوا" وهي فقمة أنثى تشبه الدب وتزن حوالي 240 كجم، أي في نفس حجم الدب البني الأوروبي الآسيوي، وعلى الرغم من أن فقمات الراهب المتوسطية في هاواي قوية بشكل واضح تتميز بضخامتها وثقل وزنها الذي يعتبر ضعف وزن كلب "الدرواس" الإنجليزي، إلا أنها تمتلك عيونًا سوداء واسعة ومخملية، يصعب مقاومتها.
وأعلن المؤتمر الصحافي الذي عقد قبل أيام قليلة في ولاية مينسوتا الأميركية عن ظهور هذه الفقمات لأول مرة على الملأ في حديقة حيوانات "مينيسوتا"، والذي يعتبر أول ظهور لها خارج حديقة "ألوها" الطبيعية في جزيرة هاواي.
وأفاد الباحث الرائد والخبير في فقمات الراهب المتوسطية لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي تشارليز ليتنان: "نعمل منذ فترة طويلة لتوفير المزيد من حدائق الحيوانات والأحواض المائية ذات الجودة العالية لإيواء الفقمات الإناث الخمس، ولا يدرك معظم الناس في الولايات المتحدة أن هناك أنواعًا من الفقمات وخصوصًا الأنواع القديمة والفريدة التي تكافح ضد الانقراض في جزيرة هاواي، ولذلك تنقل مينيسوتا تجربة معاناة الفقمات لأكثر من مليون شخص سنويًا، وللناس البعيدة عن الشواطئ الاستوائية في هاواي".
ولم تولد الفقمات الخمس، "ناني وباكي وكوا وأولا وأوبوا" في البرية، ولكن جلبهم دعاة حماية البيئة إلى مراكز إعادة التأهيل الطبيعية، ولكن لسوء الحظ تعاني فقمات الخمس من مشاكل خطيرة في العين، وهو ما يعني أن الإفراج عنهم للعودة إلى البرية يمثل عقوبة إعدام بالنسبة لهم.
وصرّحت عالمة الثدييات البحرية في حديقة "مينيسوتا" ميلاني أويرتار: "تعمل الرعاية التي نقدمها للفقمات النادرة، على رفع الوعي بالتحديات التي تواجهها فقمات الراهب المتوسطة من هاواي حتى تحافظ على نوعها، ولذلك عندما تتوفر الفرصة لضيوفنا الفرصة للتواصل مع الحيوانات ورؤيتهم شخصيًا، فإنه يمكن رفع الوعي إلى حد كبير، والتعاطف والاهتمام في سبيل الحفاظ على البيئة".
ويبقى حوالي 1100 فقمة راهب متوسطية على قيد الحياة حاليًا، ويستمر مجموع سكانها في التراجع حتى ينخفض بواقع أكثر من 3% سنويًا، وعلى الرغم أن بذل العلماء مجهودات للحفاظ عليها، إلا أن الانقراض لا يزال احتمالًا حقيقيًا للغاية، وفي الواقع اختفت أقارب هذه الفقمات والتي تعرف باسم "فقمات البحر الكاريبي" في الخمسينات من القرن الماضي عقب قرون من الذبح.
وأضافت أويرتر: "يوضح اختفاء فقمة البحر الكاريبي مدى ضعف الأنواع المهددة بالانقراض، فضلًا عن إمكانية انقراض الأنواع في غضون حياة كل فرد، وبدون اتخاذ الإجراءات المناسبة، يمكن أن تواجه فقمة هاواي خطر الانقراض في المستقبل غير البعيد".
أرسل تعليقك