نيوريوك ـ وال
الحياة الليلية للكائنات أسلوب حياة بالنسبة إلى الكثير من الثدييات من الخفافيش التي تنقض على فرائسها في الظلام الحالك إلى حيوان الظربان الأمريكي الذي تنبعث منه روائح كريهة تحت ضوء القمر والسباع والنمور والفهود التي تجوب الغابات ليلا.
إلا أن عشق حياة الليل يبدو أنه بدأ في وقت مبكر كثيرا عما كان يعتقد من قبل أي خلال تسلسل الأنساب الذي انتهي بالثدييات -ربما قبل 300 مليون عام- وذلك قبل وقت طويل من ظهور أول ثدييات حقيقية مع وجود الديناصورات قبل نحو 100 مليون عام.
وقال العلماء يوم الأربعاء : إن دراسة حفريات كائنات ذات عظام دائرية تقع ضمن التركيب الداخلي لتجويف العين من أقارب الثدييات العتيقة ، أوضحت أن الكثير من هذه المخلوقات كانت تزدهر وتمارس أنشطة حياتها ليلا أو في فترة الغسق.
وردت هذه النتائج في دورية (بروسيدنج اوف رويال سوسايتي). وازدهر أقارب الثدييات منذ نحو 320 مليون عام ، واصبحت المخلوقات البرية السائدة خلال فترة العصر البرمي الذي سبق ظهور الديناصورات في العصر الترياسي. وانتشرت هذة الكائات وسادت مختلف أرجاء كوكب الأرض مع مخلوقات من أكلة النبات واللاحمات.
وقال "كينيث انجيلجيك" ، عالم الأحياء القديمة لدى المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاجو : "تمدنا هذه الدراسة برؤية جديدة للحياة اليومية لبعض من أقاربنا الأقدمين."
وأوضحت نتائج هذه الدراسة ، أن للأنشطة الليلية ، تاريخا طويلا في تسلسل الأنساب الذي انتهى بالثدييات. وتتناقض هذه النتائج مع حكمة تقليدية تقول : إن نمط الحياة الليلي ، ظهر مع نشوء أول ثدييات أصيلة منذ 200 مليون عام تقريبا ، لأنها كانت مضطرة إلى أن تنسل خفية في جنح الظلام حتى لا تصبح لقمة سائغة للديناصورات.
وركز الباحثون دراستهم على عظيمات مرتبطة بغشاء العين الخارجي المعروف بالصلبة الذي يحدد قدرة العين على رصد الأبعاد ، ويمكن من التنبؤ بالحساسية للضوء ، مما يبين إن كان الحيوان ينتمي للكائنات الليلية ، أو أنه يمارس حياته أثناء النهار ، أو أنه ينشط في ظروف الغسق. وتفتقر الثدييات الحديثة لمثل هذه العظيمات.
وقام الباحثون ، بجولة مكثفة ضمت معظم مقتنيات المتاحف في شتى أرجاء العالم ليجدوا 38 عينة تمثل 24 نوعا من الكائنات معظمها من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ، وأيضا من روسيا والبرازيل.
أرسل تعليقك