تراجع ولع الإيطاليين بقيادة السيارات مع فرض رسوم للزحام
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

تراجع ولع الإيطاليين بقيادة السيارات مع فرض رسوم للزحام

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تراجع ولع الإيطاليين بقيادة السيارات مع فرض رسوم للزحام

فرض رسوم للزحام في وسط ميلانو
برلين - د.ب.أ

 لدى الإيطاليين قصة حب طويلة مع المركبات ذات المحركات بدأت بالفيسبا وانتهت بسيارة الفيرارى، غير أنه حدثت ثورة فى وسائل الانتقال بسبب ازدحام المرور فى ميلانو، ثانى أكبر مدينة فى بلادهم، وتسببت فى تخلى الكثيرين منهم عن ركوب السيارات، مفضلين بدائل أخرى مثل المواصلات العامة أو مشاركة الآخرين فى ركوب السيارات. وبات الركاب عازفين عن القيادة إلى داخل وسط مدينة ميلانو بسبب مشروع فرض رسوم على الزحام، على غرار ما يحدث فى لندن، يقضى بدفع خمسة يورو (5ر6 دولار) من جانب قائدى السيارات، الذين يدخلون منطقة أطلق عليها اسم "المنطقة سى". 

وقال عمدة ميلانو جيوليانو بيسابيا /65 عاما/ فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "امتلاك سيارة لم يعد رمزا للوجاهة الاجتماعية مثلما كان الحال فى السابق، وقد اعتنق الشباب هذه الفكرة على الرغم من صعوبة قبولها من جانب الأجيال الأكبر سنا مثلى أو جيل والدى". 

ومنذ إدخال "المنطقة سى" فى يناير 2012 تراجع عدد السيارات، الذى يدخل منطقة وسط ميلانو يوميا من حوالى 130 ألف سيارة إلى 90 ألفا، وخلال الفترة نفسها زاد حجم برنامج المشاركة فى السيارات بالمدينة إلى أكثر من 180 ألف مشترك. وقال داميانو دى سيمينى الرئيس المحلى لجماعة الضغط البيئية "ليجامبينتي": إنه يسمع مزيدا من الأشخاص يقولون له "إننا لا نحتاج إلى سيارة"، وأضاف أن "ميلانو تقوم بعملية نزع السيارات منها بنفسها، وهذا أمر يحدث بالفعل". 

وأدلى ما نسبته 80% من سكان ميلانو بأصواتهم لصالح رسوم الزحام فى استفتاء غير ملزم أجرى عام 2011، غير أن الخلافات البيروقراطية والاحتجاجات الشعبية والمعارضات القانونية ضد المشروع أخرت إقامة "المنطقة سى" وفقا لما قاله بيسابيا. 

وأوضح العمدة، الذى ينتمى إلى يسار الوسط وفاز منذ ثلاثة أعوام بشكل غير متوقع على منافسه المحافظ، الذى كان يشغل المنصب ويسانده رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكونى، أن المتشككين فى رسوم الزحام غيروا رأيهم ووافقوا على فكرته حاليا، مشيرا إلى استطلاع للرأى أجرى العام الماضى، وأشار إلى أن 5ر58% من سكان ميلانو يؤيدون "المنطقة سى". 

وأضاف بيسابيا: "فى البداية رغم أننى لم أوافق على مبدأ الرسوم إلا أن تقلص الازدحام المرورى المخيف، الذى كان موجودا فى /المنطقة سى/ أقنع المتشككين بجدوى المشروع، وأنا متأكد تماما أن أى إدارة للمدينة ستأتى من بعدى لن تلغى هذه الرسوم". ومن ناحية أخرى فإن الاتجاهات الاقتصادية على مستوى إيطاليا أثرت بدورها على استخدام السيارات، ففى ظل أكبر ركود تتعرض له البلاد منذ الحرب العالمية الثانية تراجع معدل مبيعات السيارات فى إيطاليا بنسبة نصف ما كان عليه وقت ذروة المبيعات عام 2007، وحل محله مبيعات الدراجات لأول مرة خلال 50 عاما.

 ومع ذلك فليست الأمور وردية فى ميلانو، فيقول المنتقدون: إن "المنطقة سى" تحتاج إلى التوسيع بشكل كبير لحل مشكلات التلوث المزمنة بميلانو، والتى دفعت الاتحاد الأوروبى إلى التهديد بفرض عقوبات اقتصادية على المدينة. ويشير البعض إلى أن الطرق المزدحمة خارج "المنطقة سى" تتاخم الكثير من مدارس ميلانو، وتنتج عنها عوادم تعرض صحة الأطفال للخطر. 

وفى هذا الصدد قالت آنا جيروميتا من منظمة "آباء ضد العوادم" لـ(د.ب.أ) إن إدارة مدينة ميلانو "غير مسئولة ومجرمة" بسبب رفضها اتخاذ مزيد من الإجراءات للحد من حركة مرور السيارات، على الرغم من وجود دليل على أن مستويات انبعاث عوادم السيارات ما زالت عالية بشكل غير مقبول. 

وعلى الرغم من أن رسوم الزحام تعد مغنما لميلانو، حيث تجلب نحو 30 مليون يورو لخزينة المدينة، إلا أن العمدة بيسابيا قال: إن عدة تحديات لوجستية تجعل من عملية توسيع المنطقة غير ممكنة إلا على المدى البعيد. وأضاف أنه من المتوقع أن تحقق بدائل أخرى للانتقال نتائج خلال هذه الفترة، مشيرا إلى إدخال مزيد من مناطق المشاة، والحد من سرعات السيارات وتزايد معدلات المشاركة فى السيارات على أن تشمل الدراجات الكهربائية قريبا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراجع ولع الإيطاليين بقيادة السيارات مع فرض رسوم للزحام تراجع ولع الإيطاليين بقيادة السيارات مع فرض رسوم للزحام



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon