لا تفتقر صانعة السيارات البريطانية "بنتلي" إلى الطموح، فمع إطلاقها سيارة كونتيننتال جي تي الجديدة، تثبت أنها قادرة على تقديم المزيد، وتعتقد الشركة أن نسختها الجديدة التي تتكلف 150 ألف جنيها استرليني، ستكون أفضل ما انتجته من أي وقت مضى، وستحتاج إلى منافسين امثال فيراري، رولز رويس و حديثا استون مارتن.
وتعتبر سيارة كونتيننتال هي البطاقة التي اختارت بنتلي إعادتها مرة أخرى، فهي أحد أقل السيارات التي حصلت على تغيير شامل، فمنذ الكشف عنها في عام 2003 استمرت بنتلي في توفير تحديثات جديدة لها وها هي الآن تكشف عن الجيل الجديد كلياً منها بعد شهور طويلة من التطوير والاختبار والتصميم.
وأصبحت ثقيلة للغاية وسريعة مع شيء أقرب إلى أربعة مقاعد مناسبة أكثر من سيارة جي تي الأصلية وبنتلي R تايب كونتيننتال، التي تعود لعام 1952، لتصبح أسرع سيارة أربعة مقاعد في العالم. وجذبت السيارة فولكس فاغن من حيث السرعة القصوى لنموذج كونتيننتال 1952 . في قلب مفهوم سيارة 2003 كان قدرتها على الوصول إلى 200م/ساعة يبدو أن كل شيء عن تلك السيارة خاضعة لهذا الهدف. لم تكن أبدا سيارة بارعة.
على مدى السنوات الـ 14 الماضية باعت بنتلي ما لا يقل عن 66,000 نسخة عام 2003 وجذبت أكثر من ذلك عام 2011 . ولكن لم تبيع بنتلي جزءا من هذا الرقم في غضون السنوات مابعد ذلك. ومن الخارج تحافظ كونتيننتال GT على هويتها المستوحاة من EXP 10 سبيد 6 الاختبارية ويمكن تمييزها فوراً عبر الهيكل الأعرض والأطول والمنخفض بشكل أكبر عن سابقه، بينما تبرز الإضاءة الدائرية الخاصة ببنتلي في المقدمة بأحجام متفاوتة يتوسطها شبك كبير وفتحات تهوية عديدة أسفله. الخلفية بدورها شهدت التغيير الأكبر بتصميم منحني بشكل بارز تكمله المصابيح الأنيقة والبسيطة من بنتلي، وأخيراً مخارج العادم البيضاوية بلمسات من الكروم المطلي يدوياً.
ولم تكتف بنتلي بتحديث التصميم فقط بل تؤكد الشركة البريطانية أن سيارتها جديدة بالكامل حيث وفّرت قاعدة عجلات أطول مكّنتها من وضع المحور الأمامي في المقدمة بـ 135 ملم أكثر من الجيل السابق ما سمح لها بتوفير غطاء محرك ومقدمة أطول بشكل عام، التغيير الآخر يظهر في الهيكل الذي أصبح أطول بـ 110 ملم وأعرض بـ 25 ملم وهو ما ينعكس على فخامتها ومظهرها العام بكل تأكيد.
وإصرار بنتلي على بناء سيارة جديدة وصل كذلك إلى المحرك الذي فقد 85 كغم من وزنه، المحرك وهو W12 ثنائي التيربو بسعة 6.0 لتر سينتج قوة تبلغ 626 حصان و 900 نيوتن-متر من عزم الدوران يرتبط بناقل حركة أوتوماتيكي ثنائي الكلتش من 8 سرعات يسمح لهذه السيارة الثقيلة جداً بالإنطلاق من 0 إلى 100 كم/س في زمن مذهل قدره 3.7 ثانية فقط. قبل أن تصل إلى سرعتها القصوى البالغة 333 كم/س.
وتؤكد بنتلي أن 82% من قطع كونتيننتال الجديدة كلياً هي خاصة بها وتم إنتاجها خصيصاً للجيل الجديد، لضمان عودة سيارتها الأشهر إلى عرش سيارات الـ Grand Tourer التي تشهد منافسة قوية بين مرسيدس S-Class كوبيه و أستون مارتن DB11 وبنتلي كونتيننتال GT. وبفضل بنائها على قاعدة عجلات MSB التي سبق ورأيناها في الجيل الثاني من بورش باناميرا، تستفيد بنتلي من نظام كهربائي بقوة 48 فولت وظّفته بشكل كامل في عملية القيادة وتوفير أقصى مراحل الراحة للسائق، يقوم النظام الكهربائي بمراقبة نظام التعليق والمحاور الأمامية والخلفية ودراسة حالتها ومقارنتها بالطريق، لتوفير أفضل وضعية مناسبة لكل من الإطارات وأنظمة التعليق.
وتتميز السيارة بنظام قوي مضاد لللف الذي يحافظ على موازية السيارة على الطريق عندما تكون مستقيما دون التضحية بالراحة. إنه فعال على نحو مثير، والتي تضع مع الوزن الإضافي مطالب لا تحصى على النظام. وكانت سيارة 2011 مخيبة للآمال في مجال الاجهزة والتكنولوجيا، وربما العلامة التجارية كانت تشعر بالحاجة إلى إجراء تعديلات في هذا الصدد، ولكن الداخلية من بنتلي كونتيننتال الجديدة هي واحدة من أجمل الداخليات في أي سيارة جديدة.
وأن الداخلية تتحدث عن نفسها بشكل مذهل فلم تقف بنتلي مكتوفة الأيدي أمام رولز رويس، وداخلية سياراتها الفاخرة وقامت بالمنافسة بكل قوة عبر الجيل الجديد من كونتيننتال GT التي تحمل أفخم أنواع الأخشاب والجلود وكلها يتم تصميمها وتصنيعها وتركيبها يدوياً. تحمل كل كونتيننتال GT جديدة 10 أمتار مربّعة من الخشب تستغرق 9 ساعات لتصنيعها وتركيبها. لم تكتف بنتلي بالفخامة الكلاسيكية بل قامت بتوفير لوحة عدادات رقمية بالكامل وشاشة للنظام الترفيهي بمقاس 12.3 انش من نوع Retina مشابه لما يوجد في أجهزة آبل. هذه الشاشة الرائعة يمكن أن تلتف 360 درجة لتظهر 3 عدادات فاخرة تعرض كلاً من درجة الحرارة الخارجية، البوصلة وساعة دقيقة جداً.
ولأن كونتيننتال GT اصبحت رقمية بالكامل، بحصولها على عدادات قياسات رقمية وشاشة أنيقة 12.3 إنش بجودة فائقة لنظام الترفيه فهي قابلة للتدوير والسحب من موقعها، إلى جانب عدادات لقياس درجة الحرارة وبوصلة وتعداد للوقت. ولكن مع ذلك فبنتلي تقول أن قطع الكوتيننتال GT الجديدة تم صنع نسبة 82% منها بواسطة علامتها التجارية، كما كشفت بأن موديل W12 الأكثر قوة أصبح الآن أخفّ بقدر 85 كيلوجرام بالإضافة إلى ذلك فألواح جسد السيارة تم صنعها من الالومنيوم بواسطة تقنية تشكيل خارقة، ما مكّن بنتلي من صنع هذا الشكل المعقد لسيارتها، مع خطوط أكثر دقة تنساب على أنحاء جسدها. وسيبدأ إنتاج بنتلي كونتيننتال GT 2018 ابتداءً من خريف 2018، على أن تطرح بالأسواق العالمية قبل نهاية العام نفسه.
أرسل تعليقك