إيران صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

إيران: صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - إيران: صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي

طهران ـ العرب اليوم

حين انطلقت شرارة "الثورة الخضراء" في إيران، اكتشفت المعارضة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لتحفيز الشارع. وهو ما انتبه إليه النظام جيّدا، فسارع إلى الاستيلاء على تلك المواقع. فنشب صراع محموم حولها بين الفريقين. على موقع إلكتروني يحمل عنوان "الحوار"، نُشر شريط فيديو للمعارض، فؤاد سجودي فريماني، وهو يحاور، توحيد عزيزي، المؤيد لنظام "الملالي" ورموزه في طهران. ويتضمن الشريط المصور حوارا ساخنا بين الرجلين، يدور موضوعه حول ملف الانتخابات الرئاسية، ويبحث في دلالات "حرية ونزاهة الانتخابات". ودعا الاثنان معا، مناصريهم إلى المشاركة في النقاش وطرح الأسئلة على الفريق الآخر، وتقديم مداخلاتهم حول الموضوع. وتظهر أشرطة مسجلة أخرى، نشرت على الموقع ذاته، كل منهما وهو يوجه انتقادات لاذعة للطرف الآخر، ويعرض الأدلة والبراهين التي تأكد عدم صحة موقف الطرف المعاكس، داعيا مناصري الأخير إلى التأمل في طبيعة مواقفهم. وهكذا أضحى موقع "حوار"، أول خطوة تقوم بها المعارضة الإيرانية، في سبيل فتح باب الحوار مع مؤيدي النظام. في ما لم تقم الحكومة بأي خطوة مماثلة. على الانترنت، لا يمكن للمرء إلا أن يستشف الغضب، والارتياب والخوف والكراهية بين معسكري المعارضة والموالاة في إيران، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية السابقة (2009). وفي هذا الصدد، يؤكد فؤاد سجودي، مؤسس موقع "حوار" على ضرورة "وقف الكراهية المتبادلة، والبحث عن سبل للحوار، لأنها الوسيلة الوحيدة لكي نفهم بعضنا البعض". فيسبوك للموالاة فقط بالنسبة لفريماني، هناك فرق كبير بين موظفي شرطة الانترنت في إيران وبين مناصري الحكومة والنظام. ففي الوقت الذي تمارس فيه تلك المؤسسة الرسمية الرقابة وتطارد وتزعج المعارضين، يستعمل مناصرو النظام فيسبوك كغيرهم من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن آراءهم والتحاور مع الآخرين والحصول على المعلومات عن الفريق المنافس". ورغم الرقابة الشديدة التي تمارسها الأجهزة الأمنية على الانترنت، تبقى مواقع التواصل الاجتماعي المنبر الوحيد في إيران الذي يعبر الناس من خلاله عن آرائهم بحرية. ولهذا تحظى تلك المواقع بشعبية كبيرة بين أوساط المعارضة. وكلما اشتهر موقع على فيسبوك أو تويتر وزادت شعبيته، كلما سارعت السلطات إلى حجبه. وفي الوقت ذاته يقول الناشطون، إن عدد المواقع المؤيدة للنظام في ازدياد مهول، لأن استخدامها يعتبر "نوعا من أنواع الجهاد، فمحاربة العدو جهاد وإن تعددت أشكاله"، ويوضح خبير الانترنت الإيراني، علي نيكويي الذي يعيش في هولندا، أنه "عادة ما يستغل الإسلاميون الانترنت للقيام بحملات دعائية". دعاية سياسية عبر الخداع وفي شباط/ فبراير 2013 أطلق خبراء الانترنت من المعسكر المؤيد للنظام مدونات وصفحات على فيسبوك لصحفيين يعيشون بالخارج، ويعملون لقنوات إذاعية تلفزيونية باللغة الفارسية. ويشرح ناشط على صفحات الانترنت معروف باسم "وحيد أولاين" - له أكثر من 15 ألف متابع على موقع تويتر- ما حدث بالقول "يقوم مؤيدو النظام بإطلاق مواقع على الفيسبوك ومدونات تبدو للوهلة الأولى لشخصيات معارضة، لكنهم يمررون عبرها "بروباغندا" (دعاية سياسية) مؤيدة للنظام". بدوره، يضيف علي نيكويي أن النظام "يستعمل أساليب لإزعاج المعارضين على الشبكة. وذلك من خلال نشر تعليقات تدعو للكراهية والعنف على فيديوهات أو على مواقع الفيسبوك، أو يصنفوها على أنها أفلام خليعة لكي يتم حجبها بسرعة". وأثناء "الثورة الخضراء"، تم استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بقوة لتحفيز الناس على التظاهر، ولنقل مجريات الأحداث إلى الخارج. وحسب "وحيد أولاين،" اكتسب النظام قدرة إضافية على استخدام الانترنت لأغراض تبشيرية، فـ"لديه المال الكافي، والتأثير السياسي إلى جانب التنظيم المؤسساتي الضروري لذلك". في المقابل، يسقط الإنسان العادي المعارض عرضة للمتابعة والخوف". الصراع من أجل الانترنت وحسب نيكويي، تستقطب شرطة الانترنت متطوعين للتجسس على مواقع المعارضة بمواقع التواصل الاجتماعي. ومن أجل ذلك يتقاضون سبعة دولارات للساعة الواحدة. وهو مبلغ كبير بالنسبة للإيرانيين. ووفق دراسة حديثة لموقع "ViewDNS" الإحصائي، الذي يبحث عدد مستخدمي الانترنت وعدد المواقع وغيرها، تم في إيران فحص موقع واحد من أصل أربعة بدقة. يضاف إلى ذلك، أن طهران رفعت درجة الرقابة إلى أعلى مستوياتها، حتى تمنع تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار التحضيرات للانتخابات الرئاسية. الحوار بين المعارضة والموالاة، أمر غير مرغوب فيه لدى الجانب الرسمي. ولهذا حذف التسجيل الحواري بين فؤاد سجودي فريماني وتوحيد عزيزي على موقع "المؤسسة" التابع للحكومة. من جهته، يقول سجودي "يسعى الخطاب الرسمي في الدولة الإسلامية دائما إلى تقديم المعارضين، كمنافقين، غير أخلاقيين، وكجواسيس يعملون لصالح الغرب. وذلك لكي يمنعوا مناصريهم من اكتشاف أن هؤلاء المعارضين هم أصلا مواطنون يحبون وطنهم بذات القدر ويتطلعون إلى إصلاحه". ولذلك، يضيف سجودي "يرفض النظام مواقع الحوار، ويحذف جميع التسجيلات المتعلقة به".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي إيران صراع المعارضة والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon