أنهى المذيع المخضرم جيم كلانسي 34 عاما من العمل مع قناة "سي إن إن" بعد حرب كلامية دارت بينه وبين مناصرين لدولة اسرائيل على موقع تويتر.
وجاء في بيان رسمي من إدارة القناة أن "جيم كلانسي لم يعد يعمل مع قناة سي إن إن. نشكره لخدمته المميزة لأكثر من ثلاثة عقود، ونتمنى له كل الخير". وعمل كلانسي مراسلاً في بيروت، ولندن، وبرلين، قبل أن يتم تعيينه كمذيع رئيسي في القناة.
ورغم أن القناة لم توضح سبب انتهاء خدمة كلانسي معها، كما لم يفعل كلانسي نفسه، إلا أن التقارير الإعلامية تربط استقالته بالحرب الكلامية التي دارت بينه وبين داعمين لدولة اسرائيل على تويتر بعد هجمات شارلي ايبدو في فرنسا.
وبدأت النقاشات على تويتر بعد أن نشر كلانسي تغريدة في السابع من يناير/كانون الثاني يوضح فيها أن الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها "شارلي ايبدو" لم تستهزء بالنبي محمد، ولكنها استهزأت "بالجبناء الذين حاولوا تشويه كلمته"، اشارة منه إلى الجماعات المتطرفة الإسلامية.
1- أول تغريدة لجيم كلانسي حول أحداث شارلي ايبدو
وجاء الرد على كلانسي من قبل اليهودي الأمريكي أورن كيسلر، وهو محلل مختص بقضايا الشرق الأوسط ونائب مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. حيث نشر رده على تويتر موضحاً أن المجلة تم استهدافها في السابق أيضاً لنشرها صورا تستهزأ بالنبي محمد.
2- الرد على جيم كلانسي
وكذلك رد عليه مدوّن مناصر لاسرائيل يحمل اسماً وهمياً "إلدر أوف زيون"، متهماً كلانسي أنه لم يتطلع على الرسومات قبل أن يكتب عنها، مرفقاً رده برابط يحتوي على جميع الصور الكاريكاتورية التي نشرتها المجلة حول النبي محمد.
ومن هنا شن كيسلر هجومه على مناصري اسرائيل بسيل من التغريدات يتهمهم فيها باستغلال أحداث "شارلي ايبدو" لتشويه صورة المسلمين وتعميم فكرة أن جميع المسلمين إرهابيون. ورد على أورن كيسلر بكلمة واحدة "هاسبارا"، وهي تسمية لسياسة اسرائيل في نشر رسالتها إعلاميا.
وتبعها بسلسلة انتقادات لداعمي اسرائيل ولسياسة اسرائيل في بناء المستوطنات، ومن بين تعليقاته أن مسؤولين اسرائيليون يحاكمون بتهم "جرائم حرب". وأثارت أحد تغريداته غضب مؤسسة عائلة رودرمان اليهودية التي كتبت رسالة مفتوحة لقناة سي إن إن على لسان مديرها جاي رودرمان، يشتكي فيها من تعليقات كلانسي.
واستمرت هذه الحرب الكلامية لمدة أسبوع تقريباً، قبل أن يبدأ كلانسي بحذف بعض تعليقاته ومن ثم حذف حسابه على تويتر بالكامل.
وانتهى عمل كلانسي رسمياً في القناة يوم الخميس الفائت 16 يناير/كانون الثاني، وحذفت سيرته الذاتية من موقع سي إن إن يوم الجمعة. وكتب الصحفي رسالة "وداع" شاكراً فيها قناة "سي إن إن" عن حسن تعاملهم معه ومع عائلته، واصفاً إياها بأفضل قناة إعلامية في العالم.
ويذكر أن البابا فرانسيس علّق على أحداث شارلي إيبدو بقوله أن حرية التعبير "حق أساسي"، لكنها لا تجيز "إهانة معتقدات الآخرين"، مؤكداً في الوقت ذاته أن "القتل باسم الله شذوذ". وخالفه الرأي رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، حيث رأى أنه "في مجتمع حر، يحق لأي شخص الإساءة إلى ديانة شخص آخر".
وفي حادثة سابقة مشابهة فصلت الإعلامية اللبنانية الأمريكية أوكتافيا نصر من شبكة "سي إن إن" بعد عملها هناك منذ عام 1990 حتى عام 2010، وذلك بسبب تعليقها العلني على حسابها في تويتر الذي أظهرت فيه الاحترام للمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله.
أرسل تعليقك