الدوحة - العرب اليوم
انطلقت شبكة "الجزيرة" الإخبارية عام 1996، وتفاءل الجميع خيراً بصرح إعلامي جديد، ووجه عربي ينقل الأخبار المحلية والإقليمية بمصداقية إلى الخارج، ويبث الأخبار العالمية باحترافية إلى الداخل، ولكن سرعان ما سقط القناع، وانكشف الوجه الحقيقي لهذه الشبكة، وأنها ما هي إلا صاحبة أجندة سياسية لخدمة النظام القطري المارق، وليست صاحبة رسالة إعلامية مهنية، والسقطات تلو السقطات لهذه الذراع الإعلامية للقطريين، فأخيراً وليس آخراً كانت بالأمس مساءً، عندما نشر الحساب الرسمي للقناة عبر "تويتر"، تصريحاً مزيفاً، للجنرال جوزيف فوتيل؛ قائد القيادة المركزية الأمريكية، ادّعى فيه أنه قال إن الأزمة الخليجية كانت لصرف الأنظار عن العمليات السعودية في اليمن، ولكن فوراً تلقوا الرد الصادم من الحساب الرسمي للقيادة المركزية الأمريكية عبر "تويتر"، يفيد بأن التصريح غير دقيق، والصحيح هو أن: "الأزمة الخليجية أثبتت أنها تشتت التركيز عن عمليات التحالف بقيادة السعودية في اليمن"، وهو اختلاف واضح 100 % في المعنى والقصد، وهو ما يعني أنه تم تحويره دون مهنية؛ لخدمة الأهواء الشخصية للقائمين على هذه الشبكة الإعلامية، وعلى الرغم من مطالبة المغردين للقناة بالاعتذار الرسمي عن هذه السقطة المهنية والأخلاقية، إلا أن مسيري القناة اكتفوا بحذف التغريدة، ونشر الخبر الصحيح، وكأن شيئاً لم يكن!
وأقرب السقطات كانت قبل أيام على شاشة القناة، حينما استضاف أحد برامجها الكاتب والمحلل السياسي الباكستاني "شوكت براتشه"؛ للحديث حول ما زعمته "الجزيرة"، بشأن تصويت السعودية ضدّ باكستان في اجتماع وحدة عمل دولية حول النشاطات المالية للدول في دعمها للإرهاب في باريس، وكانت تدعو وحدة العمل لإدراج باكستان بين الدول المموّلة للإرهاب، في محاولة للوقيعة مع الدول الصديقة، ولكن - وكالعادة - جاء الرد الصادم من الكاتب الباكستاني، الذي أكّد عدم صحة مضمون التقرير واحتوائه على مغالطات؛ حيث إن المملكة ليست عضواً في فريق العمل المعني بالنشاطات المالية للدول، وإنها مراقب، ولا تتمتع بحق التصويت، بالتالي فهي لم تخذل باكستان.
ورغم محاولة مُقدم البرنامج الضغط على "براتشه"؛ ليغيّر كلامه، بما يطابق أهواءه، غير أن الرجل أعاد على مسامعه إجابته نفسها مراراً وتكراراً، ويبدو أن المذيع ملّ منه، فقاطعه محولاً دفة الحديث إلى المحلل الآخر؛ لعله يتجاوب معه، ويسمِعُه ما يريد منه أن يقوله ويرضيه، ويبدو أن أكاذيب الجزيرة وافتراءاتها عابرة للبحار! ولا تقتصر على السعودية والدول العربية، ولا على ما يقدمونه على شاشتهم أو عبر حساباتهم، بل وصلت إلى اليابان، وعبر الحسابات الشخصية للمذيعين، ومقدمي البرامج في الشبكة، فها هو مقدم برنامج "الحصن" سابقاً، ومذيع الجزيرة "جمال ريان" ينشر أكذوبة جديدة على حسابه الرسمي في "تويتر" و" فيسبوك" إذ نشر صورة لتمثال عن جامعي القمامة في الصين، مدعياً أن الصورة تخصّ اليابان، ولكن سرعان ما تلقى توبيخاً من حساب "اليابان بالعربي"، مطالباً إياه بتحرّي الدقة، وعدم الاعتماد على النسخ دون تدقيق.. "الصورة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد باليابان، بل هي في الصين ويتضح ذلك من اللغة المكتوبة بكل بساطة، وقد سبق وقمنا بتفنيد تلك الخرافة. يُرجى تحرّي الدقة والابتعاد عن النسخ دون القيام بعمليات التدقيق اللازمة".
أرسل تعليقك