الرياض ـ وكالات
أثار اقتراح تقدم به اللورد شامان، الممثل التجاري لبريطانيا لدى المغرب، خلال ندوة عقدت في الرباط حول تشغيل خريجي الجامعات، اهتماما من طرف المشاركين. وقال شامان إنه يجب تحويل المنظومة المعرفية (المناهج) في الجامعات إلى منظومة مهاراتية. وناقش خبراء على مدى يومين مشكلة التشغيل التي يعانيها خريجو الجامعات في العالم العربي، وجرى التركيز خلال الندوة على مسألة المناهج التي تعتمدها الجامعات ومدى تلبية هذه المناهج لمتطلبات سوق العمل، وركزت أغلب المداخلات على ضرورة أن تراجع الجامعات العربية مناهجها وتخصصاتها.
وقال حسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، إن «موضوع تشغيل خريجي الجامعات في صميم الإشكالية التي تعاني منها جميع الدول؛ وليس فقط الدول العربية». وأشار إلى أن المشكلة باتت مطروحة حتى في أوروبا، حيث يعاني خريجو الجامعات في إسبانيا وفرنسا من البطالة. ودعا المسؤول المغربي إلى «تكوين مجتمع معرفي لتعزيز فرص العمل»، وقال «إننا نعيش أزمة خانقة تتحمل الجامعة جزءا منها»، مؤكدا أن إشكالية مجتمعنا هي مشكلة الثقافة، متسائلا «هل جامعاتنا لديها ثقافة العلم؟». وقال إن المنطقة تعيش «في أزمة خانقة قد تتحمل الجامعة جزءا صغيرا منها، لأنه حينما تكون الدورة الاقتصادية ضعيفة تتضاءل فرص العمل». على صعيد آخر، قال إن «المغرب يطمح إلى أن يكون قطبا على المستوى الجامعي والبحث العلمي بشقيه التنموي والنظري، ويسعى إلى استقطاب جامعات أوروبية، لتفتح فروعا لها في المغرب».
ومن جانبها، قالت أماني أبو زيد، ممثلة البنك الأفريقي الإنمائي، إن «موضوع قابلية تشغيل الخريجين في هذه الظرفية التي نعيشها مشكلة كبيرة»، وقدرت عدد الشباب العاطل في المنطقة بنحو 200 مليون شخص (عدد سكان العالم العربي 339 مليونا)، وتوقعت أن يتضاعف عددهم بعد 20 سنة. وأشارت أبو زيد إلى أن هدف البنك الأفريقي للتنمية هو إعادة توجيه استراتيجية دعم التعليم وتقوية المهارات والمعارف، وقالت إنه يركز على دعم التعليم الجامعي. ودعت إلى التركيز على البحث والتنمية في المنطقة العربية، والتنسيق في ما بين الدول لحل مشكل التشغيل.
وعن الموضوع نفسه قال كليف الديرتون، سفير بريطانيا في الرباط «إن مشكلة البطالة في المنطقة تتفاقم»، وإن «القطاع العام لا يمكنه استيعاب كل الخريجين، وخبرات الخريجين ليست مؤهلة لتشغيلهم». وقال نجيب الغياتي، مدير التربية في منظمة الـ«إيسيسكو»، إن «المستجدات التكنولوجية المتسارعة وتحديات العولمة الاقتصادية والمتطلبات الجديدة والمتجددة لسوق العمل تفرض مراجعة المنظومة التعليمية بشكل عام، ومنظومة التعليم العالي على وجه الخصوص».
يشار إلى أن الندوة انعقدت تحت عنوان «قابلية الخريجين للتشغيل: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموذجا»، بإشراف المجلس الثقافي البريطاني في الرباط، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي المغربية، والبنك الأفريقي للتنمية. وشارك في الندوة خبراء من المغرب ومصر وباكستان وإندونيسيا وفلسطين واليمن وتونس ولبنان وليبيا وبريطانيا.
أرسل تعليقك