الجامعات الشعبية لتعليم الكبار في المغرب تجربة فريدة من نوعها
آخر تحديث GMT12:12:01
 لبنان اليوم -

الجامعات الشعبية لتعليم الكبار في المغرب تجربة فريدة من نوعها

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الجامعات الشعبية لتعليم الكبار في المغرب تجربة فريدة من نوعها

الرباط ـ وكالات

تشكل الجامعات الشعبية لتعليم الكبار في المغرب تجربة فريدة من نوعها في شمال إفريقيا. فهي مستوحاة من النموذج الألماني في التعليم الشمولي. التجربة المغربية لا تزال في بداياتها الأولى، غير أن آفاقها تبدوا واعدة ومشجعة. تعود أولى مشاريع " فدرالية المدارس العليا الشعبية " الألمانية، المعروفة اختصارا ب" دي فاو فاو" في المغرب إلى سنة 2008 حين تم التوقيع على اتفاقية مع "وزارة التعليم المغربية" ركزت بداية على محور "تعليم البالغين" و تمكين النساء من المعرفة في القراءة والكتابة، وشرح "مذكرات قانونية" من قبيل " مدونة الأسرة" مثلا، عبر استعمال المقاربة البيداغوجية "ريفلكت"، وهو المسار الذي انتشر في مدن مغربية متفرقة من خلال "25 حلقة".  في شتنبر 2012 انضاف مشروع جديد تجلى في "مشروع الجامعات الشعبية"، الذي عرف انخراط مستفيدين جدد، من بينهم موظفون رسميون وخواص وفاعلون مدنيون، وذلك من خلال اتفاقية انبثقت عنها 3 مبادرات، في كل من  الرباط، مراكش والدار البيضاء، والهدف كما يقول محمد بلغازي منسق مشروع " دي فاو فاو أنترناسيونال" في المغرب: "مساعدة المستفيدين في تعزيز مكانتهم ودعم الانفتاح على المحيط الإجتماعي الثقافي، عبر إنشاء فضاء مفتوح على الحوار المدني الديموقراطي وعلى المعرفة والحياة". يحمل "مشروع الجامعة الشعبية" في الرباط شعار " التربية مدى الحياة"، وتحتضنه "كلية علوم التربية " التابعة لجامعة محمد الخامس الرسمية. وانطلقت به أولى الدروس في شهر مارس الأخير من خلال ورشتين بشراكة 20 مستفيد ومستفيدة في محور: "سوسيولوجيا التنظيم" و"الحكامة". " كان علينا بداية أن نعرف ما هو هذا النموذج الذي سوف نقوم ببلورته في المغرب في ظل النموذج الألماني المتميز وفي ظل اختلاف التجارب. كان لابد من التأني ولابد من الانطلاقة أيضا." يقول عبد السلام الوزاني عميد "كلية علوم التربية" في تصريح لـDW  ويضيف بخصوص هذا العرض التعليمي أنه كان عبارة عن "باقة دروس من20 ساعة" في ورشتين في حصص مسائية أسبوعية، اتسمت بحسبه بإقبال محدود من لدن المستفيدين، وهنا ينبه المسؤول الجامعي قائلا:" ربما ابتعاد الجامعة عن وسط المدينة وتوقيت الدروس كانت عوامل في الحد من حجم الإقبال عليها وهذا سوف نراجعه في القريب."، ويشير إلى عزم الجامعة على خلق فروع خارجية عبر شراكات مع جمعيات المجتمع المدني يكون الهدف منها: "تقريب الجامعة الشعبية من فئات المجتمع وتشجيع الإقبال بشكل أكبر".  وفيما تقوم التجربة الثانية في مراكش تحت اسم " جامعة المعارف والتأهيل"، ويحملها "مركز تنمية جهة تانسيفت"، جمعية مدنية ذات نفع عام، تدير بالموازاة ضمن مشاريعها قطبا خاصا ب "تعليم الكبار"، حيث تتوخى من ذلك بلورة مشروع الجامعة الشعبية. فالهدف هو " الاستلهام من النموذج الألماني الغني من أجل مواكبة المجتمع المحلي في المدينة وتأهيل المواطنين."، كما يقول الحبيب أبو ريشة عضو مجلس إدارة الجامعة الشعبية بمراكش في تصريح ل DW، ويضيف أن "التجربة انطلقت بدروس تنويرية في التاريخ والفلسفة والحكامة والتأهيل، وتعرف إقبالا مشجعا من قبل المستفيدينمن كلا الجنسين"  وتعطي "جامعة المعارف والتأهيل بمراكش" أيضا دروسا في تقوية قدرات "النساء المنتخبات" بشراكة مع "غرفة التجارة والصناعة"، ولم يفوت "الفاعل الجمعوي" فرصة التأكيد على ضرورة تكوين مؤطرين متخصصين في "الجامعة الشعبية" وعلى خصوصياتها التجريبية"، باعتبارها " مفهوم ومنتوج جديد" و تحتاج في تقديره لشئ من الوقت كي تنضج وتتبلور بشكل أكبر.  يوسف صديق، وهو مؤطر في " جامعة التربية مدى الحياة"، حين طلبت DWرأيه عن سير التجربة أجاب قائلا: " لابد بداية من أرضية لتسهيل التواصل مع الفئات المستهدفة، فالتجربة ما زالت محدودة "، ويرى صديق إضافة الى ذلك وجود الحاجة إلى تقاسم الخبرة الألمانية " التي لا نعرف عنها الكثير" ثم يضيف: " نحن نحتاج إلى تفاعل التقنيات الألمانية مع الواقع المغربي، ويجب بناء ذلك بشكل مشترك ".  هناك تجربتان في الرباط ومراكش أما الثالثة فهي في الدار البيضاء، ويرتقب ظهور تجربة رابعة أيضا في مدينة فاس وسط المغرب في إطار الشراكة المغربية الألمانية. وعن تقييمها لتجربة "مشروع الجامعات الشعبية" في المغرب تقول إستر هيرش عن " دي فاو فاو" في تصريح ل DW:" بالنسبة لي هذه تجربة رائعة وأنا أرى كيف ينمو هذا البناء. وأنا اليوم مفاجأة لرؤية مسار الدروس الأولى. هذا أمر لم أكن أتصوره قبل في بلد احتضن بسرعة فكرة ويحاول تطويعها مع معطياته بهدف بلورتها. هذه تجربة جيدة". إن مشاركة ثلاث جهات مختلفة في هذه التجربة بالمغرب تثير أيضا إشادة هيرش، المسؤولة الألمانية إقليميا في أفريقيا عن برامج "دي فاو فاو" وتقول:"  ثلاث مبادرات بتوجهات مختلفة، هنا يوجد التقاطع مع النموذج الفدرالي الألماني" ويدعم مكتب التعاون الدولي التابع لـ" فدرالية المدارس الشعبية العليا بألمانيا"، المدعومة بدورها من طرف وزارة التعاون الاقتصادي في ألمانيا، "مشروع الجامعات الشعبية"، و"حلقات ريفلكت" لتعليم البالغين في المغرب، من خلال تنظيم حلقات تكوين واستشارات دراسية تقنية وإرشادات، كما يقدم أيضا سندا ماديا سنويا: في مدينة الراشيدية استطاعت "نساء ربات بيوت" بفضل إحدى "حلقات ريفلكت"، وهي طريقة بيداغوجية تعتمد مقاربة المشاركة من خلال بسط احتياجات المستفيدين في التعلم، وبلورة مشروع مدر للدخل عبر خلق تعاونية في " إنتاج الخبز والحلويات"، وقد نجحت النساء، كما تقول راضية التي اشتغلت مؤطرة  في إيجاد شغل لبعض أزواجهن الرجال، و فيهم من كان يعارض بداية فكرة تعليمهن.هؤلاء الرجال يقومون اليوم عن " طواعية وبصدر رحب"، بمهمات في تسويق وتوزيع وبيع المنتوج، في الجنوب الشرقي للبلاد كما تقول راضية . وفي حفل توقيع اتفاقية مشروع الجامعة الشعبية في مراكش بين " دي فاو فاو" و " مركز تنمية جهة تانسيفت" خاطب ضيف ألماني مسؤولا مغربيا بأسلوب فكاهي قائلا:" أضن أنكم في المغرب لستم في حاجة إلى سيارة المرسيد يس. ربما أنتم في حاجة إلى الفولكسفاغن وهي شعبية، أنتم محتاجون لجامعة شعبية."،  فرد المسؤول المغربي عليه بالجواب:" نحن هنا في مراكش، وهي حقيقة أيضا مدينة شعبية."

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعات الشعبية لتعليم الكبار في المغرب تجربة فريدة من نوعها الجامعات الشعبية لتعليم الكبار في المغرب تجربة فريدة من نوعها



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:53 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 لبنان اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon