طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية
آخر تحديث GMT11:40:30
 لبنان اليوم -

طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من جامعة أوكسفورد البريطانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية

لندن ـ وكالات

روان ياغي، فتاة في التاسعة عشرة من عمرها تعشق القراءة، تبدو كطالبة تدرس الأدب، وصلت إلى غزة لمقابلتي وهي تطوي نصا مكتوبا تحت ابطها. كانت نسخة مطوية بعناية من رواية "كاتش 22" الكلاسيكية الساخرة للمؤلف جوزيف هيلر حول سخافات الحرب، وهو اختيار يعد غريبا بالنسبة لفتاة قضت معظم حياتها في واحدة من أكثر مناطق الصراع سخونة في الشرق الأوسط. ولكن حياة روان ستبدأ في التغير، صحيح أنها طالبة في الجامعة الإسلامية بغزة، ولكنها حصلت على منحة دراسية في جامعة أوكسفورد لدراسة علوم اللغة واللغة الإيطالية، وهي تحلم بالانتقال من غزة مدينة المآذن إلى أوكسفورد مدينة "الأبراج الحالمة". قالت مبتسمة "أنا متحمسة للغاية ولا أستطيع الانتظار، صحيح أن الأمر سيكون مختلفا ولكنه سيكون ممتعا." ولكن الأكثر غرابة من هذا أن كل الطلبة الآخرين في "جيزاز كوليج" بجامعة أوكسفورد سيقومون بدفع جزء من دراسات روان، وهو برنامج تم إنشاؤه حديثا للطلبة الذين يحصلون على المنح الدراسية في هذه الكلية ويوافق فيه الطلبة الآخرون على دفع مبلغ 3.90 جنيه استرليني (5.90 دولار) في كل فصل دراسي من المصروفات الدراسية لروان. وقام بتأسيس هذه المنحة إميلي دريفوس خريجة جامعة أوكسفورد التي أدركت أن قليلين جدا من طلبة غزة من يحصلون على فرصة الدراسة في واحدة من أعرق الجامعات البريطانية وأفضلها سمعة. تؤكد روان أن الكثير من الطلبة الآخرين في الكلية سعداء بهذه المساهمة، وتقول "لقد قاموا بالتصويت لهذا منذ البداية، وهم يدركون أن هذه مساهمة صغيرة جدا من أجل تحقيق فائدة إيجابية لشخص تعوقه الظروف." وستصل مساهمات الطلبة الموجهة لدعم دراسة روان لمبلغ 6300 جنيه استرليني سنويا سيتم توجيهها لمصروفات إقامتها، وهو مجرد جزء من المصروفات السنوية التي تقدر بمبلغ 30 ألف جنيه استرليني التي تحتاجها لإكمال دراستها خلال أربع سنوات. ولكن الجامعة وافقت على التنازل عن قرابة 60 بالمئة من النفقات الدراسية لروان، وسيتحمل الجزء الباقي من النفقات ثلاث مؤسسات خيرية وهي مؤسسة هاني قدومي للمنح الدراسية، ومؤسسة عبد المحسن القطان، ومؤسسة أمل التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين حول العالم. تقول روان "أنا شديدة الامتنان لإميلي التي آمنت بالناس هنا ومنحت أناسا مثلي الفرصة لتغيير حياتهم." كانت لدى روان فرصة بالغة الضآلة للخروج من الإقليم الفلسطيني الصغير، عندما سافرت في رحلة دراسية للولايات المتحدة. وتغلق إسرائيل قطاع غزة، كما أن صدامها المستمر مع حماس التي تحكم هذا القطاع يجعل السفر عبر إسرائيل عملية بالغة الصعوبة. في الماضي كانت إسرائيل ترفض منح التصاريح للطلبة الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة من أجل إجراء دراسات في الخارج. ويسري هذا أيضا على روان، التي ستغادر قطاع غزة عبر مصر حتى تسافر إلى أوكسفورد، وهي تكمل دراستها الآن لنيل درجة في الأدب الانجليزي من خلال كتاب "مزرعة الحيوانات" لجورج أورويل، وكتاب "أمير الذباب" لويليام جولدنج. وتقول أن الكتاب المفضل بالنسبة لها هو كتاب "صباحات جنين" للمؤلفة الأمريكية من أصل فلسطيني سوزان أبو الهوى، وهي الرواية التي تتتبع ثلاثة أجيال من عائلة فلسطينية تحول أفرادها إلى لاجئين بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. كما أن روان واحدة من معجبي مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر جي كي رولنغ، وتقول "أسلوبها في الكتابة بالغ الرقة، وأشياء قليلة في قصصها فقط يمكن أن تستحوذ على اهتمامك بالكامل." التعليم في غزة باهظ التكاليف، فهناك مالايقل عن سبع جامعات في منطقة يبلغ تعدادها 1.7 مليون نسمة، ولكن روان تتوقع تجربة دراسية مختلفة في أوكسفورد. تقول :"النظام الدراسي شديد الاختلاف، سأحظى بمدرسين لي وحدي، ليس مثلما يحدث في غزة حيث لايحظى مئات الطلبة سوى بمدرس واحد." وستحظى روان أيضا بتعليم مختلط، ففي الجامعة الإسلامية حيث تدرس الآن، يتلقى الرجال والنساء دروسهم في أماكن منفصلة. وتعلق روان على هذا "لا أعتقد أن هذه ستكون مشكلة، فالثقافة ستكون مختلفة كليا، ولكني مستعدة تمام لتقبل هذا"، كما أنها مستعدة للتعايش مع إحساس البعد عن الأسرة، وتقول "بالتأكيد سأشعر بالحنين إلى الوطن، ولكن علي فعل هذا والتعايش معه، لأن لدي هدف مهم علي تحقيقه." كانت إملي درايفوس تتوقع أن يلاقي الشباب الفلسطينيون ترحيبا حارا، وقالت "أنا واثقة من أنها ستقضي وقتا ممتعا، وأعلم أن هناك الكثير من الناس في الكلية حريصون على مقابلتها والترحيب بها في مجتمعهم." كما أن روان تتطلع لأن تخبر الناس عن الجانب الآخر من حياتها في غزة، وتقول :"كثير من الناس تتصور أنها هنا منطقة حرب، وأن الناس هنا مهم بالسياسة، ولكن الأمر لايتعلق بالحرب دائما، إنها يتعلق أيضا بالعائلات، والأصدقاء، والحب، وليس فقط بالصدام مع إسرائيل." ولكن على الرغم من الفرصة الموجودة لديها لتوسيع آفاقها، إلا أنها اعترفت أنها ستعود إلى غزة فور إنهاء سنواتها الدراسية الأربع في أوكسفورد. تقول بابتسامة ساخرة "حتى الآن لم أفكر فعليا فيما يمكن أن أفعله بعد إنهاء دراستي الجامعية، ولكني بالتأكيد سأعود إلى هنا، وعلى الرغم من صعوبة الحياة هنا إلا أنها لاتزال ممتعة، ومليئة بالمغامرات في بعض الأحيان، صحيح أن في غزة أشياء سيئة ولكن هذا لايعني أن تتركها وتدير ظهرك لها."

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:53 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 لبنان اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب

GMT 21:10 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon