تونس – العرب اليوم
أعلن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، اليوم الثلاثاء، عن إطلاق مبادرة "شهر المدرسة" مجددا بهدف استكمال الجهد الوطني "السخي" الذي طال آلاف المؤسسات التربوية في الارياف والقرى والمدن وأتاح للتلاميذ التمتع بفضاءات تربوية تليق بتونس، وذلك لدى إشرافه، بقصر قرطاج، على موكب الاحتفال بيوم العلم، وتكريمه لعدد من المتفوقين في الامتحانات الوطنية، وثلة من رجال التربية والعلم.
وبين رئيس الدولة أن هذه المبادرة، في مرحلتها الجديدة، ترمي إلى تعزيز ما تم إنجازه منذ إطلاقها في شهر جويلية من السنة الماضية، على المستوى الكمي باتمام صيانة ما تبقى من مؤسسات "في حدود 3 آلاف مؤسسة بعد أن تم التدخل في كثر من 3 آلاف أخرى" وعلى المستوى النوعي، بتجويد الفضاءات والتجهيزات والخدمات، منوها بدور الفاعلين في المجتمع بعد انخراطهم الفوري والعفوي والبناء في هذه المبادرة وفي برنامج وزارة التربية "المؤسسة الصديقة".
كما دعا كافة الوزارات المتدخلة في شأن التربية والتعليم العالي المهني إلى مزيد التنسيق بينها لبناء منظومة تعليمية تربوية جيدة ومتكاملة ومنسجمة، ومواصلة اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحسين النتائج وظروف عمل المتدخلين، فضلا عن حثه الوزارات المهتمة بالطفولة والشباب إلى الاسهام في هذا المشروع الاصلاحي ومعاضدته، وكذلك كافة القوى الحية في البلاد وعلى رأسها الاعلام لدعم المدرسة والجامعة ومراكز التكوين المهني وإسناد دورها.
وأبرز رئيس الدولة أهمية التركيز على البعد الاجتماعي في الاصلاح التربوي من خلال إقرار إحداث " ديوان الخدمات المدرسية " وتفعيله من أجل تأمين الخدمات الضرورية الضامنة لكرامة التلميذ، كالمبيت، والإعاشة، والنشاط الثقافي والرياضي والترفيهي، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتوفير خدمات النقل المدرسي للتلاميذ، خاصة المقيمين بالمناطق الريفية والحدودية، معتبرا برنامج " المدرسة تستعيد أبناءها" خطوة جريئة نحو إنقاذ أفواج المنقطعين من مخاطر الفراغ والفشل في ظل استحالة التعايش مع واقع مدرسة تلفظ كل سنة مائة ألف من أبنائها أو يزيد.
وأكد، من جهة أخرى، أن إصلاح المنظومة التربوية ومنظومة التعليم العالي والبحث العلمي والمنظومة الوطنية للتكوين المهني، قد تم في مناخ تشاركي يتماشى وما تقتضيه المرحلة التي تمر بها تونس من توافق، مبينا أن الهدف من إصلاح منظومة التعليم العالي هو تطوير جودة التكوين الجامعي وتشغيلية الخريجين، والنهوض بالبحث العلمي والتجديد، وتركيز الحوكمة الرشيدة واستقلالية الجامعات.
وبين، في هذا السياق، أن إمضاء اتفاقية " أفق 20-20 " التي تجعل من تونس شريكا متميزا للاتحاد الأوروبي ستعطي للباحثين التونسيين فرصا جديدة للتألق والتميز، وتمكن الجامعات والمؤسسات الاقتصادية المشاركة من تعصير تجهيزاتها والرفع من قدراتها لجعلها مطابقة للمواصفات الدولية.
وأكد رئيس الجمهورية كذلك بأنه يتابع باهتمام الشراكات الواسعة التي تعقدها الوزارات المعنية مع مكونات المجتمع المدني لتكوين حزام مواطني مساند للمؤسسات التربوية ودورها، معبرا عن شكره لكل الأطراف التي ساهمت في إنجاح الامتحانات الوطنية، من رجال تعليم، وإطارات تربوية، وقوات الأمن والجيش الوطني، وحمايتها وتحسين نتائجها قياسا مع السنة الفارطة، متوجها بالتحية لدور الأولياء والأسر الثابت، وللمتوفقين لما تجشموه من تضحيات وسهر ومتابعة.
أرسل تعليقك