القاهرة - أ.ش.أ
نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية، اليوم الأربعاء، مائدة مستديرة حول "التنشئة الاجتماعية للأطفال في البلدان العربية"، تحت رعاية الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، بحضور نخبة من الخبراء في مجالات علم الاجتماع والتربية والإعلام والفلسفة، حيث تعد تلك المائدة خطوة تحضيرية لمشروع إقليمي لبناء نموذج جديد لتنشئة الطفل في البلدان العربية.
وقال الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس، في كلمته خلال افتتاح أعمال المائدة: إن المجلس بصدد وضع نموذج جديد لتنشئة الطفل العربي.. مؤكدا أن المجلس يؤمن، وفق رؤية الأمير طلال رئيس المجلس، بأن المعركة الحقيقية في المنطقة العربية هي معركة التنمية الثقافية من خلال بناء عقل جديد لمجتمع جديد في عالم جديد يعيشه الأطفال الذين لابد وأن يمتلكوا ذهنية جديدة.
وأضاف أن المجلس يقوم على فلسفة تقديم هذا النموذج في الاعتماد على مجموعة من المعايير والمبادئ المستندة إلى النهج الحقوقي، ويقدم عبر مختلف وسائط التنشئة الاجتماعية من أسرة ومدرسة وإعلام وحياة فكرية وثقافية في إطار تشريعات وطنية وسياسات وبرامج اجتماعية تكون الضمانة لإعمال تلك الحقوق وتوفير العدالة الاجتماعية وتحقيق المواطنة والمشاركة.
من جانبه، تحدث الدكتور مراد وهبة أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس الذي شخص الوضع الراهن قائلا: إننا نعيش الوضع القائم ونفكر في وضع قادم حينما نكون في أزمة، فإن العالم العربي الآن يعيش أزمة تستلزم البحث في الوضع القادم.. هذه الأزمة سببها الفكر الأصولي الذي يبدأ بالتكفير وينتهي بالإرهاب مع رفض إعمال العقل وتحويل المجتمع إلى مبدأ السمع والطاعة.
وأوضح أن الطفل يولد بعقل مكتمل ولكنه عاجز عن التعبير، وقمة الخطأ اعتبار عقل الطفل صفحة بيضاء وعلينا أن نشحنه ونبنيه لأنه بالفعل عقل مكتمل وعلينا التعامل معه من هذا المنطلق، مشددا على أهمية الإبداع لدى الطفل باعتباره القدرة العقلية على تكوين علاقات من شأنها تغيير الواقع أو الوضع القائم.
كما أكد وهبة أهمية استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في تربية الطفل، حيث أثبتت الدراسات العلمية على فعاليتها في تسريع نمو وإدراك الطفل عن النمط التقليدي المستخدم داخل المدرسة.. مشددا على ضرورة بناء تنشئة الطفل لمجتمع المعرفة ذلك المجتمع المفتوح الخالي من الحقائق المطلقة.
وقدمت الدكتورة ثائرة شعلان مديرة إدارة البرامج بالمجلس عرضا تحدثت فيه عن جهود المجلس في مجال حماية حقوق الطفل بالتركيز على حق الطفل في المشاركة، مشيرة إلى أن الدراسات التي أعدها المجلس أثبتت وجود هوة كبيرة بين المعرفة بالمشاركة والممارسة الفعلية لها خاصة أن حق المشاركة لا يزال يتم في كنف الأسرة الأبوية والهيمنة الذكورية في العالم العربي.
وقالت: إن رؤية المجلس تعتمد على تأسيس نموذج جديد يعتمد على مبادئ للتنشئة، بعيدة عن الإملاء والشدة والتبعية والقهر، ويعتمد على التعلم الحر النشط والمشاركة الجادة والفعالة، كما يعتمد على المرونة وتشجيع المبادرات والتفاعل والتعلم عبر المشاركة وقبول حق الاختلاف، والإقرار بالتعددية والتنوع.
وأشار الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة والباحث الرئيسي للدراسة التي سيجريها المجلس حول التنشئة الاجتماعية للأطفال في البلدان العربية، إلى أن الدراسة تهدف إلى دراسة أساليب وآليات التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والتنظيمات المدنية وجماعات الرفاق ودور العبادة في ضوء المداخل النظرية للتربية والتنشئة، والتوصل إلى نموذج للتنشئة يجمع العناصر التي تمكن من بناء مواطنين صالحين، لديهم قدرة على المشاركة النشطة في الحياة.
أرسل تعليقك