رام الله ـ وفا
أوصى مشاركون في ورشة عمل، بضرورة تحقيق مشاركة فاعلة للطلاب في الحصة الصفية، والانتقال من التعليم المتمركز حول المعلم إلى التعلم المتمركز حول المتعلم، لتحسين تحصيل المدارس ذات التحصيل المتدني في فلسطين.
ودعت الورشة التي نظمتها وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الثلاثاء، وبدعم من البنك الدولي، حول نتائج دراسة تربوية بعنوان: 'دروس مستفادة من المدارس ذات التحصيل المرتفع في فلسطين'، إلى تشجيع المدارس لتحسين بيئتها وإضافة المرافق والوسائل التثقيفية الإثرائية، وتفعيل دور أولياء الأمور في المدرسة والمشاركة الفاعلة لهم.
وشددت على ضرورة تفعيل نظام المساءلة في المدرسة، والمعالجة الفاعلة للسلوك السلبي لدى الطلبة، وزيادة التعاون بين مدارس جهات الإشراف الثلاث، لنقل وتعميم أفضل الممارسات.
وأشار المساعد لشؤون التخطيط والتطوير بصري صالح، إلى أهمية هذا اللقاء الذي يأتي في إطار حراك الوزارة وتوجهها الفاعل للاهتمام بنوعية التعليم والتعلم؛ باعتباره من القضايا الأساسية التي توليها الوزارة اهتماماً بالشراكة مع كافة المؤسسات والهيئات والمؤسسات التربوية.
وأكد أن هذه الدراسة تبرهن على حرص الوزارة لتحسين واقع التعليم والتعرف على التحديات ونقاط القوة والضعف، موضحاً أن الوزارة من خلال خططها الإستراتيجية تهتم بتحصيل الطلبة والعمل على توظيف آليات وسبل تفعيل معدلات التحصيل وإدراك العوامل المؤثرة في هذه الجوانب.
وأشاد صالح بالشراكة والتعاون البنّاء بين الوزارة والبنك الدولي عبر دعم إعداد مثل هذه الدراسات التي تسهم في وضع مضامين لتطوير التحصيل الدراسي ومواجهة العقبات، شاكرا كافة المؤسسات الداعمة والشريكة والمشاركين في هذه الدراسة.
من جانبه، أكد مدير البنك الدولي في فلسطين ستين جورغنسن، ضرورة استثمار الموارد البشرية الفلسطينية، وتوظيف كافة الإمكانات من أجل ضمان بناء دولة فلسطين والوصول إلى تنمية مستدامة واقتصاد قوي، مشيرا إلى أن هذه الدراسة تؤكد على الشراكة الوثيقة مع وزارة التربية؛ إيماناً بدور التعليم في خدمة الأجيال الشابة، ورفدها بالمعارف والخبرات وتوفير فرص عمل ملائمة.
ودعا إلى ضرورة البناء على النجاحات المتراكمة، وتطبيق النتائج والتوصيات على أرض الواقع، والمساهمة في تعزيز العمل المشترك، من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل.
من جهتها، أوضحت رئيس قسم تقويم المناهج والبرامج سحر عودة في العرض الذي قدمته، أن الدراسة ارتكزت على مقومات رئيسة تمثلت بضرورة إضافة وتحسين المرافق في المدرسة، حيث يزيد ذلك من فرص الوصول للتحصيل المرتفع إلى الضِعف، والمناخ المدرسي الذي جاء في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية، خاصة أن تحسين المناخ المدرسي يزيد من فرص الارتقاء بالمدرسة ذات التحصيل المتدني إلى الضِعف، والتفاعل مع أولياء الأمور في المستوى الرابع من حيث الأهمية، والوسائل التثقيفية الإثرائية في المدرسة جاء خامساً من حيث حجم الأثر، وتميزت المدارس ذات التحصيل المتدني بعدم تطبيق إجراءات المساءلة المدرسية، وهذا ما يضعف فرصة انتقال المدرسة لفئة المدارس ذات التحصيل المرتفع بنسبة 66%.
وأشارت إلى أن المشكلات السلوكية تقلل من فرص الارتقاء بالمدارس ذات التحصيل المتدني لدرجة النصف، مبينةً أن جنس مدير المدرسة يلعب دوراً حاسماً، حيث أن قيادة المدرسة من قبل مديرة يزيد تسع مرات من فرص الارتقاء بالمدرسة إلى مستوى المدارس ذات التحصيل المرتفع، كما أن تحييد جنس مدير المدرسة، كان لوجود المرافق الأثر الأهم للتمييز بين المدارس.
بدوره، أشار الباحث خالد بشارات من دائرة القياس والتقويم، إلى أن الدراسة أظهرت العديد من النتائج والأولويات التي يجب أن تركز عليها خارطة الطريق التربوية في الحالة الفلسطينية ومن أهمها التفاعل في الحصة التدريسية والتي تتمثل بضرورة زيادة المشاركة النوعية للطلاب في الحصة عن طريق الحوار والمناقشة وطرح الأسئلة والإجابة عليها الأمر الذي يزيد من احتمالية نقل المدرسة من فئة المدارس ذات التحصيل المتدني لفئة المدارس ذات التحصيل المرتفع بحوالي ثلاثة أضعاف.
كما اشتملت الورشة، التي تم تنظيمها في قاعة الهلال الأحمر، عدة عروض، حيث قدم حسين عبد الحميد عرضاً بعنوان: 'المدارس التابعة لوكالة الغوث، فيما قدم نوح يارو عرضاً حول النسيج الإقليمي والدولي، وحلقة نقاش عامة قدمها المستشار التربوي أندرو بيرك.
أرسل تعليقك