بيروت ـ ننا
عقد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب مؤتمرًا صحافيًا في مكتبه في الوزارة، خصصه للحديث عن العنف الذي تعرض له التلامذة في مدرسة المقاصد في ضيعة العرب - الصرفند، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، مدير التعليم الإبتدائي جورج داوود، مديرة الإرشاد والتوجيه صونيا الخوري ومديرة المديرية المشتركة سلام يونس والمستشارين والأولاد المعنفين وأهاليهم. كما حضر رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية أمين الداعوق وعدد من المسؤولين فيها.
وقال بو صعب: "ان الفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي قد سلط الضوء ليس فقط على المدرسة بل على موضوع العنف النفسي والجسدي المنتشر في مدارس عديدة رسمية وخاصة وفي مناطق عديدة، لكنها المرة الأولى التي تتخذ فيها تدابير وإجراءات عقابية لا سيما وأنه صدرت تعاميم منذ العام 2008 عن المدير العام للتربية فادي يرق بضرورة الإبلاغ عن أي عنف جسدي أو نفسي، وبعد ذلك صدر تعميم في العام 2012 عن الوزير السابق الدكتور حسان دياب يطلب فيه من المدارس اتخاذ التدابير الآيلة لمنع حصول الإعتداءات على التلامذة، واتخاذ الإجراءات القانونية في حال حصول اعتداء او تعنيف".
أضاف: "إنني أتوجه بالشكر إلى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ممثلة برئيسها أمين الداعوق لأنهم اتخذوا إجراءات سريعة وحاسمة ويستحقون التهنئة، ما يعني أن إدارة المقاصد العريقة تربويا لا تقبل العنف ولا توافق على ما حدث فاتخذت إجراءات فورية".
وتابع: "إن الطفلين الموجودين هنا واللذين تعرضا للتعنيف ليسا وحدهما بل ان المجموع هو خمسة أطفال نالوا علامات متدنية في اللغة الإنكليزية فعاقبهم المدير بالضرب. وهذا الأمر نحن معنيون به سندا للصلاحيات التي يعطينا إياها القانون وسوف نحتكم إلى القانون لوضع حد لهذه الظاهرة، فالقانون يعطينا الحق بالإدعاء أمام النيابة العامة التمييزية والإيعاز إلى المدرسة بإتخاذ عقوبات تأديبية وحرمان المعلم المعتدي من التعويضات بعد صرفه من الوظيفة، كما يوجب ضرورة إعلام المدرسة للتنفيذ تحت طائلة سحب الترخيص، ويدعونا القانون للاستماع إلى التلاميذ المعنفين كما نفعل اليوم".
أضاف: "لقد إتخذنا قرارا بتسليط الضوء على القضية لكي يتم التعاطي مع الموضوع بأقصى جدية وتطبيق أقصى العقوبات، ومعاقبة المعلم المخالف، فالقانون يسمح بفصل المدير الذي يعتمد اسلوب الضرب والتعنيف".
وتلا وزير التربية التدابير المتاحة الآتية:
"أولا: يمكن لوزير التربية القيام بإخبار لدى النيابة العامة التميزية بالإدعاء على الاستاذ بجرم الايذاء للأشخاص المنصوص عنه في المادة 554 عقوبات.
ثانيا: الايعاز الى المدرسة اتخاذ اقصى العقوبات الادارية وهي احالته امام هيئة تأديبية ليصار الى عزله من الوظيفة وحرمانه من تعويضاته في حال وجودها.
ثالثا: إرسال انذار الى المدرسة يقضي إعلامها بوجوب عدم تكرار ما حصل تحت طائلة سحب الترخيص والاقفال.
رابعا: التعويض المعنوي للتلاميذ المتضررين، عن طريق مقابلتهم والاستماع اليهم ومنحهم مكافآت أو أوسمة من قبل الوزير للتلامذة المتضررين.
خامسا: يطلب من جميع التلامذة الذين تعرضوا للتعنيف من اي نوع كان وفي أي مؤسسة تربوية، إبلاغ ديوان المديرية العامة للتربية على الخط الساخن 01772101 أو إبلاغ مكتب الوزير على الرقم 01799766".
وقال: "أما في ما يتعلق بالتعليم الرسمي، فإننا سنكلف التفتيش المركزي بمتابعة قضايا العنف في المدارس والثانويات الرسمية كافة، وفي حال اثبات اي حالة عنف يتم الابلاغ عنها، فإن قرارنا سيكون إحالة المرتكب الى الهيئة العليا للتأديب".
كما تلا البند 2 عن إيذاء الأشخاص من المادة 554 "من أقدم قصدا على ضرب شخص أو جرحه أو ايذائه ولم ينجم عن هذه الافعال مرض او تعطيل شخص عن العمل لمدة تزيد عن 10 أيام عوقب بناء على شكوى المتضرر بالحبس 6 أشهر".
وكشف وزير التربية انه اجتمع مع الطفلين المعنفين علي وفواز ومع الأهالي قبل المؤتمر الصحافي، وتأكد له "احترامهم للمدير ولمكانته بينهم"، مشددا على أن "الضرب غير مبرر وأن المدير استحق العقاب"، لافتا إلى أن "الموضوع غير شخصي مع المدير".
وكشف أن "الوزارة تلقت اليوم عددا من الشكاوى من مناطق عديدة"، فكلف الإدارة التحقيق في شأنها، وأمل من "الأهل والأساتذة والإداريين الإنتباه لهذا الموضوع والإبلاغ لأن الإجراءات المتخذة لا عودة عنها".
وفي مجال آخر، كشف بو صعب أنه تلقى من المدير العام للتربية مذكرتين "الأولى مرسلة من مدير مدرسة طفيل الرسمية في البقاع يقول فيها أن النازحين من سوريا سيطروا على المدرسة واقاموا فيها وأخرجوا منها التلامذة والأساتذة على اعتبار أن لا مكان لهم ليقيموا فيه". وأكد وزير التربية ان "هذا الأمر خطير جدا"، موضحا ان "المجتمع الدولي مقصر في معالجة قضية النازحين ويجب ان يتضاعف التعاون مع الدولة اللبنانية"، آملا في "إيجاد حل بين وزارتي التربية في لبنان وسوريا لحل نتائج هذه القضية في المستقبل خصوصا لجهة الشهادات والمكتسبات العلمية طوال فترة النزوح".
وأشار الى أنه تلقى عن طريق المدير العام "شكوى من مدير مدرسة في طرابلس تفيد أنه حضر إلى إحدى الثانويات في طرابلس عدد من قادة المحاور مع مسلحين مرافقين وشكوا أحد الأساتذة لإدارة المدرسة معتبرين أنه لا يحسن شرح مادته للتلاميذ وهددوا باتخاذ تدابير في حال عودته للتعليم في المدرسة بعدما منعوا حضوره إلى المدرسة مجددا". ورأى أن "شريعة الغاب تسيطر في المنطقة". وقال: "لقد تواصلت مع القيادات السياسية في طرابلس وأخذوا الموضوع على محمل الجد. وسنقوم بزيارة ميدانية إلى المنطقة لأن التلامذة هم أولادنا. ونأمل من المعنيين تجنيب المدارس هذه الممارسات". وطلب من الجميع "وضع مشاكلهم السياسية في مكان آخر وترك المدارس تعمل لخدمة أبناء الوطن جميعا".
واستقبل بو صعب وفدا من بلدية مزرعة يشوع في المتن برئاسة رئيس البلدية طانيوس الياس، وتم البحث في مطالب البلدية والأهالي ببناء مدرسة رسمية جديدة في البلدة بعدما تأخر البناء منذ العام 1996 لا سيما وان العقار مخصص للبناء من جانب البلدية وقد تلقت وعودا كثيرة بالبناء من دون جدوى.
وأكد وزير التربية ان "العمل يتم بكل جدية لإيجاد التمويل من مصادر عديدة"، معلنا أنه "في حال التأخير سيطلب التمويل من إحتياطي الموازنة".
كما استقبل رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة، واطلع منه على الحاجات التربوية للبلدة.
ثم استقبل النائب عاطف مجدلاني وتابع معه قضايا تربوية.
بعد ذلك، اجتمع مع النائب الان عون وتابع معه الحاجات التربوية لمنطقته وسبل تلبيتها.
أرسل تعليقك