لندن ـ وكالات
تشير التغييرات في التأشيرات إلى أن الطلاب الأجانب سيديرون ظهورهم لبريطانيا «معادية». من المرجح أن تشير المجموعة القادمة من أرقام خدمة القبول بالجامعات والكليات إلى هبوط آخر في عدد طلبات الالتحاق بالجامعات والكليات على المستوى الدولي، على نحو يؤجج غضب نواب رؤساء الجامعات من قوانين التأشيرات الجديدة.
تبدو جين يانغ في حالة غضب من طريقة التعامل معها بينما تنتظر ترحيلا محتملا. في الوقت نفسه، شهدت جامعة سري هبوطا نسبته 65 في المائة في عدد الطلاب الهنود خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة.
ظنت جين يانغ، طالبة دراسات عليا صينية بجامعة شيفيلد، أن الدراسة بإحدى جامعات النخبة البريطانية ستكون مفتاح نجاحها. الآن، بينما تنتظر ترحيلا محتملا، تشعر بالغضب والألم من الطريقة التي تعاملت بها الدولة معها ومع أصدقائها.
دفعت يانغ أكثر من 27 ألف جنيه إسترليني نظير دورة تدريبية في مجال هندسة المناظر الطبيعية، أتمتها في نوفمبر (تشرين الثاني). وقبل حلول موعد احتفالات الكريسماس، تلقت إخطارا مقتضبا مفاده أنها قد أنهت برنامجها في موعد مبكر عما هو متوقع، وأنها يجب أن تغادر البلاد مع بداية شهر يناير (كانون الثاني)، على الرغم من أن تأشيرتها الدراسية الأصلية يحين تاريخ انتهائها في مايو (أيار). وفي واقع الأمر، انتهى البرنامج في التاريخ المتوقع بالأساس.
«غالبية زملائي في الفصل الدراسي قد تخلوا عن حق حضور حفل تخرجهم هذا الأسبوع. ومعظمهم قد اشترى تذاكر طيران لوالديهم، لكنهم قد ذهبوا بالفعل». وعرضت الجامعة النظر في مساعدتها في تكاليف العودة إلى المملكة المتحدة لحضور حفل تخرجها بتأشيرة زائر. لكنها قررت البقاء. «دفعت رسوم تعليم دولي باهظة جدا وأشعر بأن لدي الحق في حضور تخرجي. الأمر برمته غير عادل على الإطلاق».
وتشير إلى أن التغييرات الحكومية في قواعد التأشيرات التي أدخلت في أبريل (نيسان) الماضي كان لها بالغ الأثر على مسيرة حياتها العملية. وحينما اختارت المجيء إلى بريطانيا، كان لها حق العمل لمدة عامين بعد إنهاء دراستها. في العام الماضي تم إلغاء ذلك. تقول: «الأموال التي أنفقتها لم تحقق لي ما توقعته، بصرف النظر عن مقدار الجهد الذي بذلته».
سوف تلقى قصتها ردود فعل من جانب نواب رؤساء الجامعات الذين يخشون أن تنقل بريطانيا صورة مفادها أن الطلاب الأجانب لا يحظون بالترحيب فيها. يتوقع كثيرون حدوث انخفاض في أعداد الطلاب المتقدمين بطلبات للدراسة بالخارج مع إعلان خدمة القبول بالجامعات والكليات عن أعداد المتقدمين بطلبات للدراسة بالكليات والجامعات في وقت لاحق من هذا الشهر. حتى الآن، تظل السوق الصينية نشطة، غير أن أسواقا أخرى، من بينها الهند ونيجيريا وتايلاند، قد تأثرت بشكل حاد في العديد من المؤسسات.
يقول الأستاذ كريستوفر سنودن، نائب رئيس جامعة سري والمنتظر أن يصبح رئيسا لمؤسسة «يونيفرستيز يو كيه» عما قريب: «أشعر أنه في هذه الدولة كان هناك بالتأكيد تباطؤ في معدل النمو بالنسبة للطلاب الدوليين، ولكن ذلك لا يحدث في أي مكان آخر في العالم».
لقد شهدت جامعة سري هبوطا نسبته 65 في المائة في عدد الطلاب الهنود خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مع تضاؤل تعيين حاملي درجة الماجستير بدرجة هائلة. يقول سنودن: «وكانت تلك سوقا تنمو بشكل صحي جدا».
يقول الدكتور تيم ويستليك، مدير شؤون الطلاب بجامعة مانشستر: «منذ عام 2004، شهدت الجامعة زيادة هائلة في أعداد الطلاب الهنود، لكن على مدار العامين الماضيين، كان هناك انخفاض نسبته 32 في المائة في أعداد من يقومون بالتسجيل للحصول على درجة الماجستير من الهنود. بالمثل، شهدت طلبات التقديم للحصول على درجة الماجستير من جانب الطلاب الهنود انخفاضا نسبته 33 في المائة هذا العام».
أرسل تعليقك