عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم
آخر تحديث GMT20:21:06
 لبنان اليوم -

عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم

كولونيا - العرب اليوم

تشير الأرقام الرسمية في ألمانيا إلى ازدياد عدد الأطفال الذين انتزعتهم المؤسسات المعنية قانونيا من أسرهم وذويهم، لأنهم مهددون هناك. وقد دفع هذا التطور بالبعض إلى دق ناقوس الخطر لما يشكله من خطر على الأوضاع الأسروية. تركت جرائم القتل البشعة العديدة في حق عدد من الأطفال والرضع آثاراً سلبية على الذاكرة الوطنية داخل ألمانيا. فالكثير من المواطنين يتذكرون الطفلة "آنا" التي لقيت حتفها عندما غرقت في حمام بيت الأسرة التي كانت تتبناها. وهناك مثال الطفل "كيفين" الذي تم العثور على جثته داخل ثلاجة زوج والدته. إن ذلك يدعو الى التساؤل: لماذا حصل ذلك ولماذا لم تتمكن المصالح المسؤولة من الوقاية قبل وقوع مثل تلك الفواجع. وحسب بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني، فقد قامت إدارة الشباب العام الماضي بانتزاع نحو 40 ألف ومائتي قاصر من أسرهم وذويهم . ما يعني أن عددهم ارتفع بنسبة 43% بالمائة. وعندما يشعر المسؤولون أن الأطفال في موضع خطر، فإنهم يضعونهم تحت وصاية المصالح الحكومية. وغالبا ما يحدث ذلك لفترات مؤقتة، على أن يعود الأطفال لذويهم لاحقا عندما تتحسن الأوضاع. تعمل ريناته شيفر سيكورا لفرع مكتب العمل في مدينة كولونيا. وهي المدينة التي شهدت ارتفاعا مهولا لعدد الأطفال الذين تم انتزاعهم بصفة قانونية من ذويهم. وتوضح ريناته أن السبب في القيام بذلك يتمثل في أن الأولياء غير قادرين على تربية أطفالهم. وهم في الغالب أولياء قد يكون أحدهم منفصلا عن زوجه أو زوجتة. يضاف إلى ذلك حسب الأخصائية عوامل أخرى مثل الإدمان على المخدرات أو الكحوليات وغيرها، فضلا عن المشاكل النفسية المتزايدة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ومن يمعن النظر في طبيعة تلك الحالات، فإنه يجد أن الأوضاع العصيبة التي تعاني منها العائلات تعود إلى عدد من الأزمات الاجتماعية في ظل تراجع مستوى التماسك الاجتماعي سواء داخل الوسط العائلي نفسه، أو داخل المحيط المجتمعي أو الطائفة الدينية التي تنحدر منها الأسر، كما يقول فولفغانغ أولسنر أخصائي الطب النفسي لدى الأطفال في مدينة كولونيا، والذي يشير إلى أن "الأسر اليوم تتحمل أعباء جمة، لا تستطيع تحملها لوحدها". حملات توعية في مواجهة إهمال الأطفال وتعتبر ريناته شيفر سيكورا أن إجراءات إدارة الشباب من خلال قيامها باحتضان الأطفال المهددين، تعود إلى عدم حصول الأولياء على مساعدات من ذويهم وجيرانهم لتخطي الأوضاع الصعبة، مما يؤدي أيضا إلى ارتفاع عدد الأطفال المصابين باضطرابات نفسية. وتعتبر المسؤولة أن السبب الحقيقي وراء تدخل الدولة في موضوع مسؤولية رعاية الأطفال يعود أيضا إلى ارتفاع مستوى درجة الوعي داخل المجتمع وإلى مواقف الحذر لدى المواطنين. حيث أصبح الناس يبلغون بشكل ملحوظ عن حالات محتملة تشير بشكل أو بآخر إلى أوضاع الإساءة للأطفال. وفي هذا السياق، تحدثت السيدة ريناته العاملة بمكتب العمل عن ارتفاع عدد الحالات التي أبلغ فيها سكان كولونيا السلطات المعنية عن وجود إهمالات من قبل الأولياء. ويأتي ذلك نتيجة للحملات الدعائية التي يقوم بها الإعلام لتحسيس الرأي العام بخطورة الوضع، وجاءت مأساة " آنا" و "كيفين" لتوضع مدى عواقب التعامل السلبي مع قضايا الأطفال. أطفال أصبحوا أكثر شجاعة ومقارنة بالماضي، يبدي الأطفال والقاصرون شجاعة أكبر باللجوء إلى أساتذتهم أو إلى مكاتب الشباب في حال تعرضهم للإساءة. وفي الماضي كان الأطفال يعملون أيضا على إخفاء ما يحدث داخل الأسرة، عندما كان الأب المدمن مثلا يعود إلى البيت ويعنف الأم. الوضع يختلف في يومنا هذا. حيث أصبح الأطفال أكثر جرأة لطلب المساعدة عند الحاجة. والفضل يعود في ذلك إلى حملات التوعية داخل المدارس أيضا، كما يقول الطبيب أولسنر. ولهذا لا يجب "الحديث عن انهيار المنظومة التربوية في الدول الصناعية فقط بسبب ارتفاع عدد الأطفال المهددين الذين يتم انتزاعهم من ذويهم بهدف حمايتهم" مشيرا إلى أن كل الأطراف تعمل حاليا بهدف عدم تكرار ما حدث للطفلين "آنا" و "كيفين".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:53 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 لبنان اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 06:29 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

GMT 10:18 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

نيويورك تايمز" تعلن الأعلى مبيعا فى أسبوع

GMT 17:19 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon