الدوحة ـ وكالات
ينصبّ اهتمام السياسات التعليمية والأساليب التي تعتمدها نظم التعليم المختلفة، على تحسين العوامل المرتبطة بالتعليم، ومع ذلك أثبتت الأبحاث التربوية، أن الأساليب التي تعتمد على دور المدرسة، لا تملك إلا نصف الحل، حيث يقوم أولياء الأموربدور رئيسي في تعليم أبنائهم.
وعلى الرغم من أن الأبحاث أثبتت أن أولياء الأمور الحاصلين على مؤهلات علمية عالية يكون أبناؤهم أفضل أداء من أقرانهم، فقد أثبتت الأبحاث أيضاً أن الأساليب الجيدة لأولياء الأمور في ممارسة دورهم تجاه دعم عملية التعلم في المدارس، تساهم بشكل كبير في الارتقاء بمستوى التحصيل العلمي للطلبة.
وفي هذا الصدد قال السيد سالم محمد الحلبدي، مدير إدارة الموارد البشرية بشركة "كونوكوفيليبس" ورئيس مجلس أمناء مدرسة النهضة الابتدائية للبنات، إن دور مجلس الأمناء في المنظومة التعليمية هام جداً، لأنه يساعد في رفع مستوى التوعية في المدارس ويبين لأولياء الأمور مدى الدعم الذي يقدمه المجلس الأعلى للتعليم لحل أية صعوبات أو تحديات تواجه المدارس.
ورأى أن من واجب مجالس الأمناء أن تكون الجهة التي تتبنى تذليل الصعوبات وإيجاد آلية لحل واجتياز المعوقات، مما يصب في منفعة العملية التعليمية.
و عن تجربة مجلس الأمناء في مدرسة النهضة، قال إن المجلس ساهم بقدر كبير في زيادة مشاركة أولياء الأمور في الاجتماعات التي تعقدها المدرسة، كما ساهم في تغذية إدارة المدرسة بالملاحظات المفيدة في تطوير العملية التعليمية والخدمات التي تقدمها المدرسة.
أما السيدة مباركة المري، رئيسة مجلس الأمناء بمدرسة المثنى بن حارثة المستقلة، فأوضحت أن مجلس الأمناء هو مجلس تطوعي يمثل المجتمع وأولياء الأمور والمدرسة ويقوم بدور استشاري ورقابي لأداء المدرسة، منوهةً بأن رقابة المجلس على أداء المدرسة ليس من باب تصيد الأخطاء، ولكن من باب مساندة المدرسة متمثلة في صاحب الترخيص من أجل العملية التعليمية.
ولفتت إلى أن مجلس الأمناء هو همزة الوصل بين المجتمع وبين المدرسة، وله دور في تفعيل دور أولياء الأمور والنهوض بالعملية التعليمية، كما أنه همزة وصل بين المجتمع والمدرسة والمجلس الأعلى للتعليم،. مما يؤكد أهمية تفعيله باعتباره وسيلة إيجابية لتقديم الاقتراحات لبعض التحديات التي تواجهه العملية التعليمية ولكونه يساهم بفاعلية في دعم المدرسة وتفعيل دور أولياء الأمور وفي تقديم النصح والمشورة لصاحب الترخيص وتطوير العملية التعليمية ومراقبة بنود الصرف في المدرسة.
من جهته قال يوسف عبدالله العبدالله، صاحب ترخيص ومدير مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية المستقلة للبنين، إن لمجالس الأمناء دوراً هاماً في دعم العملية التعليمية حيث يتم من خلالها إتاحة الفرصة لأولياء الأمور للمشاركة في صنع القرارات المدرسية التي تؤثر تأثيراً مباشراً في تعلم أبنائهم، ويعتبر مجلس الأمناء هو الجهة المحايدة لضمان تحقيق الأهداف التربوية للمدرسة، فمجلس الأمناء أداة من أدوات تفعيل المشاركة المجتمعية، وإن من أهم أدواره هو أنه بمثابة همزة الوصل الحيوية ما بين المجتمع ومؤسساته.
واعتبر مجلس الأمناء عنصراً أساسياً في دعم العملية التعليمية، لأنه يساعد المدرسة على تحقيق أهدافها ويناقش الإدارة المدرسية في كافة الجوانب التي تخدم العملية التعليمية ومنها على سبيل المثال نتائج تقرير الأداء المدرسي واختبارات التقييم التربوي الشامل والتقرير المالي، والتقرير السنوي للمدرسة والخطط المستقبلية والاستعدادات للعام القادم والخطط المدرسية لرفع المستوى الأكاديمي.
كما يناقش سلوكيات الطلاب وكيفية تحقيق الانضباط السلوكي وكذلك بعض الحالات الطلابية الفردية فضلاً عن دوره الإيجابي من خلال حضور الفعاليات المدرسية والمساهمة في تكريم الطلاب والمعلمين المتميزين مما ينعكس إيجابياً على أداء الطالب والمعلم ويشجعه لتقديم الأفضل ويحفز باقي الطلاب والمعلمين، ويناقش مدى تطبيق رؤية ورسالة المدرسة.
كما يؤدي المجلس دوراً إيجابياً في عملية التواصل مع أولياء الأمور من خلال وضع خط ساخن للمجلس وتنظيم لقاءات دورية مع أولياء الأمور، هذا ومن ناحية أخرى فإن للمجلس عدداً من اللجان والتي تساهم بشكل إيجابي وفعال في إنجاح العملية التعليمية و منها لجنة الدعم والاتصال واللجنة المالية ولجنة شؤون الطلاب كما أن لمجلس الأمناء بالمدرسة مبادرة بتشكيل مجلس للآباء من خلاله تم تشكيل لجنة الشؤون الأكاديمية ولجنة التقويم السلوكي بهدف دعم ومساندة العملية التعليمية.
من ناحيته، أكد خالد صالح القحطاني، صاحب ترخيص مدرسة إبن خلدون الإعدادية المستقلة للبنين، أن الشراكة المجتمعية من أهم مفاهيم تجربة التعليم في قطر، واعتبر المدرسة، مؤسسة تؤدي دورها بكل مهنية، حيث تلاشت الحواجز وامتدت جسور التواصل، فأضحت المدرسة قاعة درس وورشة عمل ومركز تدريب وتطوير وملعبا ومسرحا لا لطالب العلم المنتمي فقط بل لكافة أفراد المجتمع.
وأضاف القحطاني "لعل مجالس الأمناء هي تأكيد لهذا الدور و تأصيل لهذا المبدأ، وقد أدركنا كمدرسة هذا الأمر وتضمنت رسالتنا ورؤيتنا هذه المفاهيم التي نحسبها رصيداً يثري مسيرة التعليم في بلادنا".
وبين أنه عند تطبيق هذه المفاهيم، كان دور الآباء و مجالس الأمناء واضحاً وبارزاً في أنشطة المدرسة الصفية واللاصفية، إذ تعددت اللقاءات وتنوعت الاجتماعات وتلاقت الأفكار وأصبح التواصل ميزة والتلاقي مسلمة سواء داخل المدرسة أو خارجها.
وأشار في هذا الصدد إلى مشاركة الآباء في الرحلات والزيارات التي تخدم المعايير والأهداف والتي هم من ينظمها أحياناً ويرتبون لها ويشاركون فيها "فهم من يشارك في الاحتفالات وفي توزيع الجوائز والهدايا، وهم من يقترح بعض الفعاليات التي يرونها مناسبة، ويسهم فيها، وهم من يتلمس مشكلات أبنائهم الطلبة لاسيّما السلوكية والنفسية وأيضاً الأكاديمية ويبادرون إلى حلها أو المشاركة في وضع الحلول لها".
أرسل تعليقك