جدة - واس
عقدت جامعة الملك عبدالعزيز اليوم ملتقى "رؤية الحاضر وإشراقة المستقبل"، ضمن فعالياتها بمناسبة مرور خمســين عامًا على تأسيسها ، بمشاركة مديري جامعات سابقين وحاليين على طاولة واحدة ، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة ، للحديث عن تطور الجامعة خلال ٥٠ عامًا، واستشراف المستقبل في ظل رؤية ٢٠٣٠م .
وأدار اللقاء معالي وزير الدولة الأسبق الدكتور مدني بن عبدالقادر علاقي، بمشاركة معالي مدير الجامعة الأسبق الدكتور رضا بن محمد سعيد عبيد، ومعالي مدير الجامعة السابق الدكتور أسامة بن صادق طيب، ومعالي مدير جامعة الطائف السابق الدكتور عبدالإله بن عبدالعزيز باناجه، ومعالي مدير الجامعة الحالي الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي.
وبدأ الملتقى بحديث معالي الدكتور رضا بن محمد سعيد عبيد عن فترة إدارته للجامعة خلال عشرة أعوام حاول خلالها اللحاق بركب تطور التعليم وما تنشده القيادة، قائلا: "ما أثلج صدري حينها عند اجتماعي بأعضاء هيئة التدريس في بداية فترتي لها ووجدت فيهم الكفاءة والرغبة في تطوير هذه الجامعة، وأذكر حينها قلت لهم: "إن الملك فهد –رحمه الله- حين كلفني أكد على رغبته بمشاهدة هذه الجامعة الغالية التي تحمل اسم مؤسس المملكة العربية السعودية في مقدمة الجامعات".
وأستعرض خلال فترته العمل بمشروع فك الاختناقات بالجامعة وتأسيس المخطط العام لها، على الرغم ما واجهته المملكة في تلك الفترة من تحديات الحرب الإيرانية العراقية بالمنطقة، والتي أثرت بشكل كبير على مشروعات الدولة، مشيرًا إلى أن السعادة تغمره وهو يرى هذا الصرح العلمي الكبير وما وصل إليه من تقدم معرفي وتعليمي وبحثي وفي مجال البنية التحتية.
من جانبه، تحدث معالي الدكتور عبدالإله باناجه عن أول علاقة له مع الجامعة عندما كانت جامعة أهلية تقدم للجنة التأسيسية للجامعة للالتحاق بها، قائلاً: كنت محظوظًا باختياري للابتعاث وتعييني عضوًا في هيئة التدريس بها، وكانت الجامعة بإمكانيات بسيطة لا تذكر مقارنة بما تشهده اليوم من تطور على كافة المجالات، فلكم أن تتصوروا جامعة لا يوجد بها سوى مبنيين فقط، ولا توجد بها معامل ولا مبان متطورة، حتى جاء مشروع فك الاختناقات الذي يحسب لمعالي الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، وعمل المخططات الأولية، ومن ثم توالت الإدارات عليها حتى وصلت لما وصلت له الآن. وقال: "كانت لدينا طموحات كبيرة ورؤى اصطدمت بكثير من المعوقات، وأنا سعيد الآن بما أشاهده وأتابعه عن الجامعة من تقدم في التصنيفات العالمية".
وتحدث معالي مدير الجامعة السابق الدكتور أسامة بن صادق طيب عن ذكرياته عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية وجاء لها في زيارة لابن عم له يدرس في كلية الاقتصاد والإدارة، والتي كانت جامعة أهلية حينها، قائلاً: "أذكر موقفًا يدل على تعاضد أبناء هذه الجامعة حينما هطلت أمطار غزيرة على محافظة جدة في عام 1432هـ في إجازة عيد الأضحى المبارك، وتضررت الجامعة من جراء اختراق السيول لأسوارها، وتسبب في تلفيات في كثير من المعامل والبنية التحتية، وكيف هب أبناؤها لإعادة وضعها في ظرف أسبوع فقط، واستأنفت الدراسة بعد تجاوز تلك المرحلة الصعبة".
إلى ذلك عبر معالي مدير الجامعة الحالي الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي عن ترحيبه واعتزازه بمشاركة مديري الجامعات في هذا الملتقى الحواري، مؤكدًا بأن تواجدهم سيثري اللقاء بما يتمتعون به من فكر وخبرات عالية، حيث خدموا ومازالوا يقدمون الكثير للوطن ومؤسساته، مشيرًا إلى أن الجامعة سعت خلال مسيرتها طول هذه السنوات إلى تحسين جودة التعليم الجامعي والبحث العلمي، حيث إنهما الركيزتان الأساسيتان لضمان الازدهار والتقدم والرقي المجتمعي إضافة إلى خدمة المجتمع.
وقال عن بداية التحاقه بالجامعة بقسم الكيمياء : " تم إبتعاثي لمرحلة الماجستير والدكتوراه، واذكر حينها: أن بعد عودتي شهدت الجامعة توسعًا غير مسبوق في قبول الطلاب والطالبات وهو ما سعى إليه معالي الدكتور محمد رضا عبيد وقتها" مبيناً أن الجامعة في وضع متميز بل وتتربع على الصدارة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وتشهد التصنيفات الدولية التي وضعتها في صدارة جامعات الشرق الأوسط مؤخرًا، لافتاً إلى أن للجامعة لديها (97) اعتمادًا أكاديميًا لبرامجها من هيئات ومؤسسات دولية من أصل (109) برامج، وسيعقب ذلك اعتماد برنامجين في فرع الجامعة برابغ لتصبح (99) برنامجًا أكاديميًا معتمدًا، وهو ما يؤكد تميز الجامعة وتفردها عن غيرها بتلك الإنجازات.
وتم خلال الملتقى إظهار ما حققته الجامعة من إنجازات خلال مسيرة خمسين عامًا في ظل قيادة حكيمة من ولاة الأمر، ثم بقيادة من تولوا زمام إدارة الجامعة، والذي كان له أثر فعال في وصول الجامعة إلى مرتبة مرموقة بين جامعات العالم، وتم سرد أهم الإنجازات التي تحققت لهم في عهد قيادتهم للجامعة، والأمنيات التي يتمنوا للجامعة تحقيقها، ثم تلى ذلك فتح المجال للمداخلات والاستفسارات.
وفي نهاية اللقاء تم تكريم أصحاب المعالي ، وفتح المجال للحديث عن الجامعة ومواقفهم بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها.
أرسل تعليقك