قال مسؤول رفيع المستوى بهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة إن التغير المناخي له تأثير غير متناسب على المرأة والفتيات، داعيا الى الاعتراف بدور المرأة في أي جدول أعمال يتعلق بالتنمية في المستقبل.
وقال جون هيندرا، نائب المدير التنفيذي لسياسة وبرنامج الأمم المتحدة للمرأة في مقابلة خاصة أجرتها وكالة ((شينخوا)) معه مؤخرا، إنه" من المهم أن نحصل في أي جدول أعمال مستقبلي بشأن تغير المناخ على الاعتراف بدور المرأة".
وعقدت قمة رفيعة المستوى حول التغير المناخي يوم الثلاثاء ليوم واحد فقط بمقر الأمم المتحدة في حضور أكثر من 120 رئيس دولة أو حكومة وقادة أعمال بهدف العمل باتجاه التوصل إلى اتفاق نهائي حول تغير المناخ في قمة باريس العام المقبل. وكان تغير المناخ أيضا أحد الموضوعات الساخنة في المداولات السنوية الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القمة إن " تغير المناخ هو القضية الحاسمة في عصرنا. إنه يحدد حاضرنا. واستجابتنا سوف تحدد مستقبلنا".
ورأى هيندرا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى جعل المرأة جزءا من الاستجابة للتغير المناخي على الأمد الطويل.
واستشهد المسؤول الأممي بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا كمثال على قارة تتمتع بموارد طبيعية مع تفاوت متنامي في توزيع الأراضي، مشيرا إلى أن المرأة في هذه المنطقة تواجه مستويات عالية من عدم المساواة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن منطقة جنوب الصحراء في إفريقيا معرضة على الأخص لتداعيات التغير المناخي بسبب اعتمادها على الموارد الطبيعية وارتفاع مستويات الفقر وضعف البنية التحتية.
وقال هيندرا إن الفقر المدقع يؤثر على ثلاثة أرباع النساء في المناطق الريفية بهذه المنطقة. وعلى الرغم من أن المرأة لها دور كبير في الزراعة الريفية، إلا أنها تمتلك فقط ما بين 10 إلى 20 بالمئة من الأرض الزراعية. و"لذلك المرأة بحاجة إلى المزيد من الموارد من الأراضي"، بحسب قوله.
وتدعو وكالة الأمم المتحدة من الآن إلى نهج شامل للجميع بخصوص تغير المناخ، عندما يتعلق الأمر بإفريقيا وبقية العالم.
وقال هيندرا إن" أي اتفاق مستقبلي حول تغير المناخ أو أهداف التنمية المستدامة لابد وأن تشكل المرأة جزءا رئيسيا من الإستراتيجية".
من أجل تحقيق ذلك، قال المسؤول الأممي إن وكالة الأمم المتحدة للمرأة تشجع القادة السياسيين على تغيير نظرتهم بشأن تغير المناخ.
وأضاف أن تغير المناخ لا يجب ان ينظر إليه كقضية معزولة فحسب، بل من المهم أن ندرك حقا " كيف أن المساواة بين الجنسين ومعالجة عدم المساواة تلك بشكل أوسع أمر مهم من أجل إتخاذ اجراءات قوية لمواجهة تغير المناخ"، مشيرا في ذات الوقت إلى الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية، مجموعة الأهداف الثمانية للحد من الفقر المدقع والمقرر إنجازها قبل نهاية عام 2015.
--الأهداف الإنمائية للألفية وتغير المناخ
ومع اقتراب موعد حلول الموعد النهائي للأهداف الإنمائية للألفية، تقود الأمم المتحدة العالم لصياغة جدول جديد للتنمية لما بعد 2015 على أساس المكاسب والدروس المستفادة من تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية في السنوات الماضية.
ورأى هيندرا أن الأهداف الإنمائية للألفية إيجابية للغاية لأنها حفزت السكان ووضعت معيارا دوليا للتنمية.
بيد أنه استدرك قائلا " لكن هذه الأهداف تجاهلت عدة أمور: أولا، لم تنظر في الأسباب الكامنة للفقر وأسباب بطئ التقدم )في الأهداف الإنمائية للألفية(".
وفي نفس الوقت، أشار المسؤول الأممي إلى أن الأهداف الإنمائية للألفية لم تركز على فئات اجتماعية معينة، وتحليل سكان القطاعات الفقيرة ماليا أو التناقضات بين الجنسين.
وتابع "اعتقد انه كان هناك أدلة كثيرة جدا في السنوات القليلة الماضية على أن عدم المساواة تمثل قضية ضخمة".
وأشار إلى أن "الكفاح بالعدالة فى إطار الأهداف الإنمائية للألفية يتفق أيضا ومحادثات تغير المناخ".
مع ذلك، قال انه" من المهم حقا التأكيد على المعوقات والأسباب الجذرية"، مشيرا إلى أن ديناميكية التفاوت بين الرجل والمرأة تعتبر واحدة من أوجه الكفاح الرئيسية"، مشيرا الى أن ديناميكية القوة أدت إلى فقدان المرأة للموارد وجعل دورها في صنع القرار في المسائل الأسرية والسياسية والتجارية محدودا.
وشدد المسؤول على ضرورة أن تنظر المجموعة القادمة من أهداف مكافحة الفقر إلى الصورة الكبيرة.
-- جدول أعمال التنمية لما بعد 2015
وبعد انتهاء الموعد النهائي للأهداف الإنمائية للألفية سيتم وضع جدول أعمال للتنمية لما بعد 2015 موضع التنفيذ.
وحول ذلك، قال هيندرا " اعتقد أن هذه الأجندة الجديدة تتمحور حول التنمية المستدامة وكيفية دمج الشواغل الاجتماعية والبيئية بطريقة أكثر قوة".
بالإضافة إلى ذلك، قال إن "مجموعة العمل المفتوحة بشأن أهداف التنمية المستدامة لديها أهداف منفصلة وقائمة بذاتها حول المساواة العامة وحقوق المرأة وأيضا تغير المناخ"، مختتما بقوله" لذلك، سوف تتصدى الأجندة العالمية المقبلة لكل هذا".
أرسل تعليقك