نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق
آخر تحديث GMT08:32:36
 لبنان اليوم -

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية
بغداد ـ العرب اليوم

تضع لميعة رحيم على الأرض أمامها علبا من البلاستيك، وتبدأ بانتقاء الخرز لشكه في خيوط متينة، حالها حال رفيقاتها بإحدى مدارس سامراء التي تحولت مأوى لنساء نازحات وجدن في الأعمال اليدوية بابا لإعالة عائلاتهن بعدما شردها الجهاديون.

قبل نحو عام، قررت إيمان أحمد كاظم (51 عاما) جمع نسوة غالبيتهن من محافظتي نينوى وصلاح الدين، كن نزحن من بيوتهن هربا من المعارك التي كانت تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبدء مشروع ليعود عليهن بربح مادي يمكّنهن من تأمين مصاريف الحياة.

داخل مدرسة أطوار بهجت بحي المثنى في سامراء شمال بغداد، تفترش النسوة الأرض داخل قاعات الدراسة التي أصبحت مشغلا تحييه ألوان الخرز الموزعة في المكان.

داخل إحدى الغرف التي غطيت جدرانها بقماش أزرق ورمادي، وفرشت أرضها بالسجاد، تمتد أعمال النساء قرب جهاز تدفئة كبير متوقف عن العمل، في رحلة تبدأ من ملوية سامراء، وهي منارة تعود إلى العصر العباسي، وصولا إلى برج إيفل في باريس.

تقول إيمان، وهي ناشطة مدنية، "بدأنا بشيء ووصلنا إلى شيء آخر. كنا نريد أن نقتل الفراغ (لدى النازحات) لأن الفراغ يولد المشاكل".

وتضيف "استدرجنا العائلات بالأعمال اليدوية الحرفية، وخصوصا شك الخرز، ودربنا 125 امرأة على هذه الحرفة التي تعتبر فريدة وقليلة في العراق".

-"طال النزوح"-

من بين أولئك النسوة، لميعة رحيم (41 عاما)، التي نزحت من جنوب تكريت بعدما سوى الجهاديون منزل عائلتها بالأرض.

تقول لمراسل وكالة فرانس برس "لقد طال النزوح، وزوجي لا يعمل. تم احتضاننا هنا وتعلمنا حرفة (...) صارت معونة للعائلة".

إلى جانبها، تجلس خولة جار الله (41 عاما)، التي فرت من المنطقة نفسها في العام 2013 إلى بغداد، حتى انتهى بها المطاف في سامراء بعدما واجهت وعائلتها ظروفا حياتية صعبة.

وتقول "المشروع ساعدنا على توفير حاجياتنا. الحمد لله ظروفنا صارت أحسن".

تتوزع كل عائلة داخل قاعة من قاعات المدرسة. في إحداها أيضا، يعلو صوت ماكينة التطريز الخشبية القديمة، المشابه لصوت رشقات الرصاص.

لكن ذلك الصوت الذي تعرفه جيدا آذان النسوة الموجودات، لم يكن إلا حافزا للأبداع في الخياطة.

قرب النساء اللواتي يتجولن ويتفحصن الأثواب المطرزة الملونة والمعلقة على الجدران، تشير فوزية عزاوي إلى أن التطريز كان واحدة من هواياتها.

-بحثا عن السوق-

تقول الأربعينية الآتية من أطراف سامراء "دورات الحياكة هنا سمحت لنا بتطوير مهاراتنا، وبدأنا نخيط ملابس وبدلات بسيطة وأثواب حفلات تخرّج وغيرها".

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدرا للرزق 

رغم الدقة والوقت والمجهود الذي يحتاجه عمل مماثل، فإن تسويق تلك المنتجات وبيعها ليس بالأمر السهل في بلد خرج لتوه من معارك ضروس.

كل المواد التي يصنع منها النسوة إنتاجهن تأتي من تمويل خاص، وتعتمد أيضا على المشاركة في معارض وبازارات داخل العراق وتبرعات من بعض أبناء المدينة.

وتوضح إيمان في هذا السياق "نحن نعتمد على أنفسنا وعلى الخيّرين".

وتضيف "نحن في حاجة فقط إلى تسويق البضاعة، من قبل منظمات دولية أو مستثمرين. في كل دول العالم، للأعمال اليدوية ميزة خاصة، نريد ذلك في العراق خصوصا وأن أسعارها ليست مرتفعة".

توضح صاحية المشروع أن الانتاج صار يعتمد حاليا على نحو 40 امرأة، بعدما عاد جزء من المتدربات إلى مناطقهن التي استعادتها القوات العراقية.

وتتابع "في البداية كانت الإيرادات قوية، أما اليوم، ففي أعمال الخرز مثلا ورغم أن الإنتاج أسبوعي، المردود لا يتخطى 300 دولار. أما في الخياطة فيصل إلى 600 دولار شهريا، لأن المنتوج لا يصرف بسبب منافسة البضائع الصينية الأقل سعرا".

لذا، تعتمد النازحات العاملات حاليا، إلى جانب المردود الضئيل، على تبرعات من طعام وشراب ووقود.

ترفع رحيم الصوت أيضا، قائلة إن "هذه فرصة عمل ومورد لنا ولعائلتنا. لكن المنتج لا تسويق له. لا قيمة له في العراق رغم أنه عمل نادر".

وتضيف بابتسامة خفيفة "نريد مستثمرا يشتري بضاعتنا، ونكون له من الشاكرين".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon