موسكو - العرب اليوم
حين سجنت فتيات فرقة بوسي رايوت الروسية، ظن الكثيرون أن قصة الفرقة قد انتهت بفصل مأسوي أخير، إلا أن رسالة أرسلتها ناديجدا تولوكونيكوفا من السجن تؤكد خلاف ذلك، وأن القضية لن تنتهي إلا بانتهاء فترة الحكم، بحسب تقرير نشرته وكالة أنباء موسكو اليوم الثلاثاء.
فأمس الاثنين، أعلنت تولوكونيكوفا إضرابها عن الطعام، ورفضها العمل في مركز الخياطة التابع لسجن تقضي فيه فترة حكمها، ردًا على ما تتعرض له حقوق المرأة السجينة من خروق، موضحة في رسالة أرسلتها من السجن أسباب إضرابها عن الطعام.
سوء معاملة
قالت تولوكونيكوفا في الرسالة: "اليوم الاثنين، 23 أيلول (سبتمبر)، أعلن إضرابي عن الطعام، وهذه الخطوة هي آخر ما يمكن القيام به، لكني واثقة أنها المخرج الوحيد لي من هذا الوضع الصعب، فإدارة السجن ترفض الاستماع إلي، لكنني لن أتراجع عن مطالبي، ولن أبقى مستسلمة لأنظر إلى معاملة العبودية التي تمارس في السجن. أطالب باحترام حقوق الإنسان في السجن وباحترام القانون في هذا السجن، وأطالب بالتعامل مع البشر كبشر وليس كعبيد".
وذكرت في رسالتها أن عامًا مر على وجودها في هذا السجن، الذي يشتهر بالمعاملة القاسية وبأطول أيام عمل تفرض على المحكومين. وسردت كيف يبدأ نهار العمل ولا ينتهي، وكيف أن النوم ترف لا يمكن التنعم به.
وأضافت: "منذ ثلاثة أشهر، توجهت إلى مسؤولين في إدارة السجن طالبة منهم توفير 8 ساعات من النوم للمجموعة التي انتمي إليها في السجن، وبالتالي تحويل يوم العمل من 16 ساعة إلى 12 ساعة، وكان الجواب كما ترغبين، بل سيكون يوم العمل ثماني ساعات فقط، فأدركت أن الأمر فخ، ولم تخطئ توقعاتي، لأن الأمر كان تحويل يوم العمل في مركز الخياطة إلى ثماني ساعات لا يسمح للفريق بانهاء الكميات المطلوبة، وبالتالي مواجهة العقاب، وما اختتم به المسؤولون هذا الحديث كان (عندما يعلم زملاؤك السجناء أنك السبب في عقابهم فستكون نهايتك على أيديهم)".
غضب الكرملين
وكانت الشابات الثلاث ناديجدا تولوكونيكوفا (22 عامًا) وإيكاتيرينا ساموتسيفيتش (30 عامًا) وماريا إليخينا (24 عامًا)، اللواتي يؤلفن فرقة بوسي رايوت، قد أدنّ بعد أدائهن صلاة بانك في كاتدرائية المسيح المخلص الأرثوذكسية في موسكو في شباط (فبراير) 2012، طالبن فيها بطرد الرئيس فلاديمير بوتين من السلطة، ما أثار غضب الكرملين. وحكم عليهن في آب (أغسطس) 2012 بالسجن عامين بتهمة الشغب والتحريض على الكراهية الدينية.
وعلق بوتين حينها على حكم بسجن الفتيات بالقول: "رد فعلي الأولي كان الطلب من المؤمنين مسامحتهن، واعتقدت أن ذلك سينهي المسألة، لكن ذهبت إلى القضاء، الذي أصدر حكمًا مخففًا بالسجن عامين عليهن".
وأثارت قضية بوسي رايوت ضجة عالمية، فتصاعدت الانتقادات الحادة في الخارج، واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون أن الحكم لا يتناسب مع التهمة المنسوبة لهن. وأضافت: "تتعارض هذه القضية مع التزامات روسيا الدولية في مجال احترام حرية التعبير، وهذا موضوع يثير قلقًا متزايدًا لدى الاتحاد الاوروبي".
أرسل تعليقك