علاقات لا تعرف الموت والخوفعن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

علاقات لا تعرف الموت والخوف..عن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - علاقات لا تعرف الموت والخوف..عن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها

القاهرة - وكالات

هناك اعتقاد سائد بأنه كلما كانت حياة الزوج ملحمية وملأى بالمحطات العصيبة، كلما كان هناك متسع كي تشاركه الزوجة متاعبها، ومن ثم تصبح أكثر قربا منه، إلى أن يتطور الدفء بينهما ليصبح علاقة إنسانية مكتملة الأركان. يدرك كل طرف فيها نفسه بوصفه جزء من الآخر. ففي روايته ذائعة الصيت "شفرة دافنشي"، يصدر الروائي دان براون روايته بإهداء إلى زوجته، قائلا "إلى بليث..أكثر من أي وقت مضى!" وهو الإهداء الذي يكشف تاريخا طويلا من العلاقة الزوجية القوية ،استطاع براون أن يحكيه في جملة قصيرة من كلمات معدودة. فقد قابل براون عواصف من الهجوم العالمي عليه قادها الفاتيكان وبعض الطوائف المتشددة التي كانت ترى في روايته هجوما على المسيحية في جوهرها وعقيدتها. ويصعب أن نتخيل أن حياته المنظمة جدا والمدروسة بانضباط، يمكن أن تمر دون مساندة قوية من زوجته بليث. ويبدو لي هذا الإهداء الجميل الرقيق مدخلا مناسبا لما هو أعمق منه وأشد تعقيدا.. فعلى نحو أكثر ملحمية وصعوبة، يدرك من طالعوا مذكرات السيدة تحية كاظم زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كيف يمكن أن تكون الزوجة مرفأ أمان لزوجها، وكيف يمكن أن تركب معه الموج في حياة عاتية العواصف هادرة الأمواج. فعبد الناصر الذي خاض غمار تجربة تكوين تنظيم سري داخل الجيش ثم قاد به ثورة أطاحت بنظام ملكي ثم خاض ثلاثة حروب رئيسا، وغير عقيدة بلد بأكمله، وتصدى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا آنذاك، لا يمكننا تخيل حياته مع زوجة غير متفاهمة ومتفهمة. فمن هي الزوجة التي تعيش مع رجل تحوطه الأخطار من كل جانب، وتتهدد حياته حوادث الاغتيال من آن لآخر؟ حكت السيدة تحية كيف كان يصطحبها زوجها السيد الرئيس لزيارة ابنهما الطالب بإحدى الكليات العسكرية في أجواء أقرب للسرية كي لا يثيروا جلبة، وكيف ينشأ ابنهما كما ينشأ باقي أفراد الشعب وأبناؤه، لدرجة مقابلته خلسة بعد انتهاء وقت الزيارة الرسمية، بينما تعطيه أمه بعض المأكولات المنزلية. في فيلم "جمال عبد الناصر" للمثل خالد الصاوي والمخرج أنور القوادري، تجيء نهاية عبد الناصر على فراش الموت، بينما تستأذن زوجته السيدة تحية كل رجال الحكم أن يتركوها معه بمفردها، كي تأتنس به ميتا، بعد طول انشغاله عنها حيا. حتى الكتاب الأشهر في العلاقات الزوجية والعاطفية "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، تقوم فكرته وفلسفته من النقطة التي استطاع مؤلفه أن يتوائم فيها مع متطلبات زوجته وأن يدرك، فيما يشبه ضربة البرق، أسباب الخلافات العميقة بينهما، ثم يقوم بمعالجتها. ويمضي الكاتب ليشرح لنا التحولات التي طرأت على حياته بعد تفهمه لطبيعة زوجته، وكيف تغيرت حياتهما معا، وكيف تحول هو بفضل التعاون وفضل مساعدتها لأحد أبرز الخبراء النفسيين في العلاقات الزوجية، وأحد المؤلفين الذين تتصدر كتبهم قوائم الأكثر مبيعا. العلاقة بين الرجل وزوجته معقدة بكل الأحوال، أيا كان مستواهما الاجتماعي والثقافي، لكن هناك نماذج نادرة تعكس الأبعاد العميقة لهذا الرباط المقدس والموثق الغليظ. ففي إحدى مطاردات الوالي خالد القسري أثناء فترة الحكم الأموي، تمكن من القبض على أحد معارضي بني أمية وقرر ضرب عنقه بالسيف، وصبيحة تنفيذ الحكم سمحوا لزوجته أن تزوره..وبعد خروجها بوقت..استدعوه كي يقتلوه ففوجئوا بأن الزوجة تركت لزوجها ملابسها ونقاب وجهها ودفعته للهرب، بينما وقفت مكانه في السجن كي تموت هي! ولما رأى خالد القسري الموقف، وقد كان مشهورا بغلظته وبطبيعته كسفاح يطارد المعارضين والمخالفين، اندهش وأعجب بالزوجة أيما إعجاب، وأمر رجاله أن يتركوها قائلا : "حرة فدت ابن عمها"..أي اتركوا هذه المرأة الحرة، أي الشريفة الكريمة، التي فدت زوجها وضحت بنفسها لأجله.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاقات لا تعرف الموت والخوفعن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها علاقات لا تعرف الموت والخوفعن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon