حملة في شينجيانغ الصينية لمنع ارتداء الحجاب تؤجج التوترات
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

حملة في شينجيانغ الصينية لمنع ارتداء الحجاب تؤجج التوترات

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - حملة في شينجيانغ الصينية لمنع ارتداء الحجاب تؤجج التوترات

كشقار ـ أ.ف.ب

في كشقار الواقعة في منطقة شينجيانغ الصينية الماهولة بغالبيتها من المسلمين، توقف موظفة بلدية سيدتين من المارة في الشارع لتسجيل هويتيهما، لكن ذنبهما الوحيد هو انهما يرتدين الحجاب وهو امر مرفوض من قبل السلطات المحلية. وتحض حملة واسعة بعنوان "الهدف هو الجمال"، النساء في هذه المدينة على التخلي عن ارتداء الحجاب-- وهي ممارسة دينية رائجة بشكل واسع بين النساء لدى الاويغور المسلمين والناطقين بالتركية الذين يشكلون الاتنية الرئيسية في شينجيانغ. وهذه السياسة التي دفعت الى اقامة نقاط تفتيش في الشوارع، تسهم في تأجيج مشاعر الضغينة لدى الاويغور ازاء السلطات الصينية التي يتهمونها بقمع تقاليدهم الثقافية والدينية. وقالت شابة في الخامسة والعشرين من العمر يغطي وجهها حجاب من الدانتيل الابيض، بحسرة بعد ان اضطرت مرتين لابراز هويتها، اننا بحاجة للاحتفاظ بتقاليدنا، وعليهم ان يفهموا ذلك". واضافت هذه الشابة، على غرار جميع السكان الذين توجهت اليه وكالة فرانس برس بالسؤال، ان النساء اللواتي يستوقفن يجبرن على مشاهدة فيلم يبجح بمباهج التنزه سافرات، لكن "الفيلم لا يغير عقلية الناس" برأيها. وفي السنوات الاخيرة هزت شينجيانغ بشكل منتظم مواجهات عنيفة تسبب بها بحسب بكين "متطرفون"، "ارهابيون" او "انفصاليون". واقدمت السلطات على تعزيز مراقبة المنطقة بعد اعتداء ارتكب في اواخر تشرين الاول/اكتوبر في ساحة تيان انمين ونسب الى افراد من الاويغور. وحملة "الهدف هو الجمال" لا تفعل شيئا لنزع فتيل التوترات في كشقار التي كانت تشكل في الماضي واحة على طريق الحرير وحيث 90 % من التعداد السكاني المقدر ب3,3 مليون نسمة من المسلمين. وفي نيسان/ابريل اندلعت صدامات بين الشرطة وبعض سكان اقليم مارالبيشي المجاور مما ادى الى سقوط 21 قتيلا بعد ان حاول موظف ارغام سيدة على نزع حجابها، بحسب بعض المقيمين. وعلق شان وي الباحث في الجامعة الوطنية في سنغافورة على ذلك بقوله "بالنسبة للحكومة فان المسلمين المتشددين يطالبون باستقلال (شينجيانغ) ولذلك ينبغي وضع قيود صارمة جدا على الانشطة الدينية للاويغور". واضاف ان الاويغور الذين يخضعون لهذه القيود بدون ان يكونوا جزءا من الحركات الانفصالية يكنون "الكراهية" للسلطات، لافتا الى ان الاقلية المسلمة الاخرى في الصين لا تواجه تنكيدا مماثلا. وفي الشوارع، فان الاقمشة التي تغطي النساء بها رؤوسهن متنوعة للغاية تتراوح بين وشاح بالوان زاهية يعقد بذوق واناقة، وانسجة بلون اسود تتشح بها ولا تظهر منها سوى العينين. لكن حظر ارتداء الحجاب لا يعلن بصورة واضحة. وبحسب موقع الكتروني، فان حملة "الهدف هو الجمال" ترمي رسميا الى ترويج مستحضرات التجميل المحلية وحث النساء على "تقبل الثقافة الحديثة". ولدى الاتصال بالسلطات البلدية في هذا الخصوص، رفضت الادلاء باي تعليق. وقال بعض السكان انه يجب على النساء ان تكن سافرات للتمكن من الدخول الى المصارف والمحاكم او الادارات الاخرى، كما ان على الرجال ايضا ان يكونوا حليقي الذقون --وهي اشارة اخرى يتميز بها الاويغور المتشددون دينيا. وقد تكاثرت منصات "الهدف هو الجمال" وقال خياط انه طلب منه عدم حياكة نوع من الاثواب الطويلة التي تترافق تقليديا مع حجاب. وفي مدينة هوتان الواقعة في شينجيانغ على بعد 500 كلم الى شرق كاشقار، تلقى مستشفى على الاقل استمارات ادارية لتسجيل المريضات المحجبات. واوضح موظف عند نقطة تفتيش في حملة "الهدف هو الجمال" في كشقار ان الحملة ترمي الى تعزيز "الامن". وفي تموز/يوليو نددت صحيفة شينجيانغ دايلي الرسمية ب"انحراف" الممارسات الدينية "الرامية الى حض الشبان على الجهاد" --معتبرة ان الاثواب السوداء تولد الكآبة وتفزع الاطفال. وقد حظر ارتداء الحجاب في الصين في ستينات وسبعينات القرن الماضي على خلفية الترويج للالحاد، لكن ما لبثت ان خففت القيود في الثمانينات قبل ان يعمد الى تشديدها بعد عقد مع ظهور اعمال العنف في شينجيانغ على ما لفت غاردنر بوفينغدون الخبير في شؤون المنطقة في الجامعة الاميركية في بلومينغون بولاية انديانا. الى ذلك تبدي بعض النساء المقيمات في كشقار حسا براغماتيا. وقالت صاحبة مخبز في الخامسة والثلاثين من عمرها وهي تغطي رأسها بمنديل بلون برتقالي صارخ انه لا يزعجها انتزاعه لبعض الوقت لدى دخولها الى مبنى عام. وتعمد نساء اخريات الى نزع حجابهن لدى اقترابهن من نقاط تفتيش بغية تفادي الوقوع في مشاكل، كما قالت شابة في التاسعة عشرة، مضيفة ان القيمين على حملة "الهدف هو الجمال" منتشرون في كل مكان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة في شينجيانغ الصينية لمنع ارتداء الحجاب تؤجج التوترات حملة في شينجيانغ الصينية لمنع ارتداء الحجاب تؤجج التوترات



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon