لندن ـ د.ب.أ
ذكرت خبيرة بريطانيا بالفن الإسلامى، أنها استطاعت إزالة الغموض الذى أحاط بقطعة فنية من المعدن المشغول يملكها معرض للفنون فى لندن، وقالت إن القطعة هى أقدم حقيبة نسائية فى العالم.
وأشارت ريتشل وارد منسقة المعارض بقاعة كورتولد فى لندن والخبيرة السابقة بالمتحف البريطانى، أن أبحاثا أجرتها بينت أن القطعة الفنية هى حقيبة يد نسائية جزأها الأعلى من النحاس المطعم بالذهب والفضة وصنعت بين عامى 1300 و1330 فى الموصل بشمال العراق خلال عصر الدولة الإيلخانية التى أسهها هولاكو حفيد الزعيم المغولى جنكيز خان.
وقالت ريتشل وارد "كانت الموصل مركزا كبيرا للأشغال المعدنية المطعمة منذ بدايات القرن الثالث عشر، المدهش فى هذه القطعة الفنية تحديدا هو ما يظهر فيها من نقوش الموصل التقليدية والتأثير الذى جاء مع قدوم لمغول من شرق آسيا."
القطعة الفنية تملكها قاعة كورتولد للمعارض الفنية فى لندن منذ عام 1966 وذكرت الخبيرة أن جمالها فتن كل من رآها لكن أصلها وماهيتها ظلا سرين مغلقين حتى وقت قريب.
وأضافت "داخلها فارغ حاليا لكن يرجح أنه كان مبطنا بحرير ملون يضيف إليها جمالا. الخارج مزين بدوائر تتوسطها صور صيادين وفى المقدمة والخلفية صورة فارس داخل دائرة كبيرة، الأمر الذى يشير إلى الأهمية الكبيرة للصيد فى حقبة القرون الوسطى."
أثارت القطعة الفنية الفريدة اهتمام العديد من خبراء الفن الإسلامى وهى تحتل الآن موقع الصدارة داخل معرض فى قاعة كورنولد.
وذكر ريتشل وارد أن مفتاح إزالة الغموض الذى أحاط بالحقيبة كان لوحة محفورة فى المعدن فى أعلى القطعة الفنية تصور حفلا فى البلاد الملكى يتوسطه رجل وامرأة من النبلاء على ما يبدو وحولهما عدد من الأشخاص بينهم عازف على آلة موسيقية ورجل يحمل صقرا. وفى الصورة خادم واقف بجوار السيدة النبيلة يحمل مرآة ومنديلا وتتدلى من كتفه حقيبة معلقة بسيور.
وقالت ريتشل وارد "إنها تحفة فنية لأنها غير عادية وهذا فى واقع الأمر هو تعريف التحفة.. أنها فريدة.. وما من شىء لدينا يماثلها. إنها أول حقيبة نسائية معروفة ويميزها أننا نستطيع أن نربط بينها وبين امرأة وهو أمر غير عادى بالنسبة للقرون الوسطى. كثير من القطع فى المعرض ربما كانت تستخدمها نساء لكن هذه القطعة تتميز بأننا نعرف بالفعل أنها كانت لامرأة تستخدمها لاستعمالها الخاص."
الحقيبة اشتراها جامع للتحف من العصر الفيكتورى يدعى توماس جامبيير بارى عام 1858 خلال زيارة لمدينة البندقية ثم أهداها حفيده إلى قاعة كورتولد للمعارض الفنية عام 1966.
أرسل تعليقك