عمان ـ العمانية
تحت اسم (ملتقى آدم وحواء) استطاعت نايلة بنت هود المحروقية أن تجمع 150 رائدا ورائدة أعمال يشاركون حاليا بمنتجاتهم المتنوعة والرائعة في معرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على شاطئ قرية البستان بولاية مسقط ضمن فعاليات مهرجان عمان البحري الأول الذي انطلق الخميس الماضي ويستمر حتى 5 أبريل الحالي.
في هذا المعرض لا يمكنك وأنت تتفقد المعروضات والمنتجات العمانية إلا أن تعجب.. ليس فقط بالمنتج اليدوي المنتشر في أرجاء المكان خاصة الاكسسوارات النسائية، ولا بالمنتج المبتكر في تصميمه كما هو الحال في الأزياء سواء التقليدية أو العصرية وفي مجال العطور والبخور واللبان، إنما ما يجعلك تعجب وتنبهر اكثر، ان كل رائد أو رائدة أعمال داخل هذا المعرض وراءه قصة كفاح ونجاح إذا لم تستمع إليها وتنصت فقد فاتتك خبرة الحياة… فهؤلاء الـ150 عارضا وعارضة يتواصلون معا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. همزة الوصل ونقطة التجمع والالتقاء بالنسبة لهم هي نايلة المحروقية التي تتواصل معهم باستمرار لتخبرهم بمواعيد إقامة المعارض وإمكانية المشاركة فيها.. يتواصلون من وقت لآخر مع الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمد لهم يد العون وزارة التجارة والصناعة. اللافت أن جميعهم تحمسوا لتطوير مشروعاتهم والخروج بها من البيوت وحيز المعارف والأقارب إلى المعارض والتسويق الخارجي وذلك بعد ندوة سيح الشامخات التي أمر بها صاحب الجلالة وتوجيهات جلالته – حفظه الله ورعاه – بضرورة الاهتمام برواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
عندما تستمع إلى قصص كفاحهم وما يعرضونه من منتجات ومجسمات وأزياء وعطور وبخور وحلوى مبتكرة تحاكي بين القديم والجديد، ستتأكد أن هؤلاء مثابرون ومجدون ومصممون على النجاح ومواصلة المشوار حتى يخرج منتجهم من السلطنة ليجوب العالم كما حدث مع بعضهم في معرض مركز دبي التجاري الأسبوع الماضي عندما انبهر الزوار والأجانب بالمنتجات العمانية بل وأبرموا عقودا مع معظم دول الخليج وبريطانيا واليمن.. إنها قصص كفاح ونجاح سنتناولها كما رأيناها وكما رواها لنا أبطالها.
منظمة الملتقى
تقول نايلة بنت هود المحروقية رئيسة ومنظمة المعرض التي درست فنون الشوكليت والحلوى في ماليزيا وتقدم التمور العمانية والحلويات من خلال مشروعها (لاريتا شوكليت): إن 70% من المعروضات هنا صناعة يدوية مثل الاكسسوارات والعطور والعبايات التقليدية والفساتين.. وقد حرصنا على أن يشارك في المعرض مشروعات أصحابها من الجنسين رجال ونساء لذا نظمنا المعرض تحت اسم (آدم وحواء) ولدينا مشاركون من معظم الولايات العمانية مثل لوى وشناص والبريمي وصور وصلالة وقد ساعدتنا وزارة التجارة والصناعة عندما قدم لنا سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار بوزارة التجارة والصناعة كبائن العرض وكذلك ساعدنا مركز عمان للمعارض بتقديم الخيمة التي تحتوي على المعرض ونشكر سعادة محمد بن سالم الوهيبي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مسقط المشرف العام على المهرجان البحري الذي استضافنا هنا لإقامة هذا الملتقى.
نايلة تقول: إنها تعتبر المشاركين في هذا المعرض بمثابة رابطة لرواد ورائدات الأعمال نتواصل دوما عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء تويتر أو فيسبوك أو واتساب… والبعض يستخدم هذه المواقع للإعلان عن منتجاته والترويج لها.. سبق وأن اشتركنا في معارض عديدة كان آخرها معرض بريق الشاطئ إضافة إلى أن البعض شارك في معرض دبي مؤخرا… وأطالب الشركات والجهات المعنية بأن تدعمنا سواء ماديا أو بتوفير مكان دائم لعرض منتجاتنا.
وقالت: إن الهيئة العامة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة موجودة معنا باستمرار وتتأكد من وقت لآخر أن جميع معروضاتنا وعارضينا من العمانيين فقط.
اصطحبتنا نايلة في جولة داخل المعرض.. بداية التقينا مع نوال بنت حبيب البلوشية (دنيا الريان للأزياء) والتي صار لها أكثر من 5 سنوات تشارك في المعارض..
تقول نوال : إنها بدأت مشروعها من خلال مركز سند ولديها محل في الحيل الجنوبية… وتقول نوال أيضا: إن الذي شجعها على التوسع في مشروعها والخروج إلى المعارض والمشاركة فيها هو توجيهات صاحب الجلالة وما اتبع ذلك في ندوة سيح الشامخات والاهتمام بأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.. ونحن على تواصل مع الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة منذ إنشائها حيث تشارك في تنظيمه الهيئة من دورات وحلقات عمل حول التسويق وتطوير المشروعات.
أما خالد بن ملك البلوشي (أبو أحمد) فهو يعرض ملابس رجالية وشبابية وملابس للأطفال واسم مشروعه هو (بن ملك للتجارة المتميزة) وقال: إنه صار له عام في هذا المشروع وأن اهتمامه بالملابس الشبابية جاء من منطلق عدم الاهتمام بها وندرتها في الأسواق بينما تجد ملابس البنات والأطفال موجودة بكثرة… انتظر حاليا دعما لتطوير مشروعي وسوف يتضمن التصميم والتصنيع وسيحمل ماركة (بن ملك).
وهناك بالقرب من مداخل المعرض تجد عتيقة جالسة وسط اكسسواراتها التي صنعتها بنفسها رغم إعاقتها.. تمارس نشاطها من المنزل وتنتهز فرصة إقامة معرض لتشارك فيه بمنتجاتها التي تتنوع بين الحلي والعقود والخواتم والأساور.
تقول عتيقة بنت محمد بن عبدالله الحارثية: إنها تمارس مشروعها هذا منذ 5 سنوات وتسوقه بنفسها من خلال المعارض التي تشارك فيها حيث شاركت حتى الآن في 6 معارض متنوعة. وكان أول معرض شاركت فيه في كارفور وكرموها وقتها بمبلغ 200 ريال… الإقبال على منتجات عتيقة جيد كون بضاعتها تتصف بالدقة والابتكار والتجديد.
أما حسن الكاسبي فهو يعرض منتجاته من الحلوى المبتكرة ويصنع بنفسه مجسمات للبيت الريفي العماني القديم بما يحويه من بئر المياه وحظيرة الماشية وقد أخذ فكرته من التراث العماني… حسن يبيع المجسم الواحد بأسعار تتراوح بين 30 و60 ريالا حسب الحجم.
يقول: إن هذا العمل يأخذ منه وقتا وجهدا وهو بذلك يريد أن يربط الإنسان بجذوره… مر على مشروعه هذا 25 عاما ومستمر فيه بالتطوير والتجديد والتوسع.. يقتصر التسويق على المعارض فقط ويعتمد على الطلبات فيما يتعلق بالحلويات العمانية التي يصنعها بنفسه أيضا… فهو يقول: أنا اصنع حلوى عمانية بنكهات متعددة… حلوى قديمة وأنا طورتها… وأصبحت اليوم معروفا في السوق.
حلوى الكاسبي تلقى إقبالا كبيرا من زوار المعرض لا سيما إذا ذاقوا قطعة منها … فهي لذيذة ولا يمكن مقاومتها.
أيضا من المشاركين في المعرض مركز صلالة للمنتجات الحرفية وهو مشروع تتشارك فيه 12 امرأة يدرنه بجدارة منذ سنوات.. المشروع مرت عليه الآن 4 سنوات مليئة بالمثابرة والكفاح ونجحن في الوصول بمنتجاتهن إلى كل مكان… مركز صلالة يبيع البخور واللبان والسعفيات ومجسمات الفخار والخرز… شاركن في العديد من المهرجانات والمعارض وتلقى منتجاتهن إقبالا كبيرا. تقول أمينة فتح الله الأبرك: نحن مجموعة من النساء كنا نمارس مشروعاتنا من البيوت وفكرنا في أن نتجمع تحت اسم تجاري واحد وهو المركز وقد قطعنا شوطا كبيرا ونسعى في المستقبل إلى التطوير والتجديد.. نحن نتبع هيئة الصناعات الحرفية… نشارك في معارض داخلية وخارجية ومنها معرض مهرجان خريف صلالة السياحي ومهرجان مسقط إضافة إلى مشاركتنا مؤخرا في معرض عجمان… وترتسم السعادة على وجه أمينة وهي تخبرنا بفوز المركز بالجائزة الثانية في مسابقة جلالة السلطان قابوس للأعمال الحرفية.
أرسل تعليقك