الدوحة - قنا
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع احتفال جامعة كارنيجي ميلون في قطر مساء اليوم بالذكرى العاشرة لتأسيسها، وذلك بحضور لفيف من قيادات جامعة كارنيجي ميلون ومؤسسة قطر وأعضاء الجامعة والمجتمع الأكاديمي. وفي إطار الاحتفالية التاريخية، قامت صاحبة السمو بجولة تفقدية تفضلت خلالها بزيارة المعرض الحصري الذي أقيم تحت عنوان " السفر عبر الفنون والأزمنة "، والذي يستعرض ثراء الثقافة والتراث القطري والحضارة الإسلامية من خلال أكثر من 160 قطعة أثرية نادرة مهداة من الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.
وقال المهندس سعد المهندي، رئيس مؤسسة قطر، :" إن نجاح كارنيجي ميلون في قطر كفرع لحرم جامعي عالمي في قلب المدينة التعليمية، يرجع إلى قدرة مؤسسة قطر على تحقيق نوع من التوازن بين الحفاظ على المعايير العالية للجامعة الأم وبين قيم المجتمع وتلبية احتياجات المجتمع المحلي".
وأضاف " أنه تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، فلا تزال جامعة كارنيجي ميلون في قطر جزءا لا يتجزأ من مؤسسة قطر ، وتسهم في عملية بناء القدرات الوطنية وتحقيق التنمية بمفهومها الشامل". وفي كلمته خلال الاحتفال .. قال الدكتور "سوبرا سوريش" رئيس جامعة كارنيجي ميلون "إننا نحتفل اليوم بمرور عشر سنوات على إنشاء جامعة كارنيجي ميلون في قطر، ومن الرائع أن نرى هذا العدد من الخريجين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعة يحضرون هذه المناسبة".
ووجه "سوريس" في كلمته الشكر لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقال :" إننا سنظل ممتنين له ولرؤيته الثاقبة في إنشاء مؤسسة قطر لتحقيق النفع والخير لشعب قطر". كما وجه الشكر لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر،"والتي كانت مصدر إلهام لنا في المدينة التعليمية وفي الكثير من الإنجازات والنجاحات التي حققناها خلال السنوات الماضية".
وأكد أن هذا الاحتفال يأتي بعد سنوات طويلة من الريادة والإخلاص والتفاني في العمل الذي بذله جميع العاملين في الجامعة .. وقال :" إن كارنيجي ميلون في قطر تنتمي إلى تاريخ عريق، فعندما أسس أندرو كارنيجي جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبيرغ في عام 1900، كان يؤمن بأن مهمة التعليم العالي هي إعداد الطلاب لحياة مليئة بالإنجازات، وتعليمهم من أجل مجتمع تقوده التكنولوجيا، وإحداث فرق في حياة عائلاتهم ومجتمعاتهم".
وأضاف "إن مبادئ كارنيجي تجاه التعليم العالي تظل ذات أهمية ومعنى بالنسبة لنا رغم مرور 114 عاما وستظل كذلك لسنوات عديدة مقبلة .. حيث أصبح التعليم العالي أكثر من أي وقت مضى في التاريخ الإنسانية، سبيل الشباب في جميع أنحاء العالم للمشاركة في اقتصاد عالمي متنام وتحقيق إمكاناتهم وأحلامهم، ليس لأنفسهم فقط، بل من أجل عائلاتهم وبلدانهم والمجتمع الدولي".
وقال الدكتور "سوبرا سوريش" رئيس جامعة كارنيجي ميلون :" إن العالم يواجه تغييرات جوهرية ويحتاج إلى الكثير من العقول اللامعة المبدعة لحل المشكلات الكبيرة التي تواجهنا في العقود المقبلة، سواء لاكتشاف مصادر جديدة للطاقة وتدبير وسائل أكثر فاعلية لتخزين واستخدام هذه الطاقة والتكيف مع تغير المناخ، أو لابتكار تقنيات معلوماتية أكثر أمانا وكفاءة لدعم السبل الجديدة للعمل والإبداع ومشاركة الأفكار؛ وعلاج الأمراض أو تخفيف معاناة البشر، وسوف تتطلب جميع هذه التحديات مشاركة كل ما يمكننا حشده من مواهب".
ولفت إلى أن الحكومات ومؤسسات التعليم العالي تدرك الحاجة إلى فرص تعليمية أكبر، وبدأت العديد منها اتخاذ خطوات فعلية، " ولكني لا أجد دولة استجابت بقوة وإبداع مثل قطر، حيث قدمت قصة المدينة التعليمية نموذجا قويا للنجاح أشاد به العالم أجمع". وشدد على أن جامعة كارنيجي ميلون تفتخر بتعاونها مع مؤسسة قطر في إنشاء هذا الصرح الجامعي منذ عشرة أعوام لإنشاء الكوادر المؤهلة المزودة بأرقى مستويات التعليم في قطر والمنطقة.
وأكد أنه بجميع المقاييس، تفوقت هذه الجامعة على توقعاتنا المتفائلة، وأفضل دليل على ذلك هو تخرج 289 طالبا يسهمون في نجاح العديد من الشركات والمؤسسات والمجتمعات في المنطقة والعالم، تماما كما كان أندرو كارنيجي يحلم منذ 114 عاما. وأوضح أن الفوائد لم تتوقف عند ذلك، فقد أنشأت جامعة كارنيجي ميلون في قطر صلات قوية بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين عبر شبكة كارنيجي ميلون العالمية، حيث تعاونوا في تنفيذ المشاريع البحثية والمواد الدراسية وتبادل البعثات الطلابية وأنشطة التوعية.
وتابع " إن طلاب وأعضاء هيئة التدريس تبنوا منهج كارنيجي ميلون الذي يقوم على تعاون الجميع من مختلف التخصصات في حل المشكلات، مما جعلهم يثرون الجامعة بأسرها بأفكارهم الجديدة وأساليبهم المبدعة في التفكير، وشغفهم الواضح للتعلم".
ولفت إلى أن خريجي الجامعة يعملون في بعض من أفضل الشركات على وجه الأرض، بينما يستكمل آخرون دراساتهم في جامعات مرموقة منها كارنيجي ميلون في بيتسبيرغ، وقد أصبحوا جميعا جزءا لا يتجزأ من شبكة كارنيجي ميلون العالمية التي تضم حوالي 95 ألف شخص يجمعهم هذا المنهج التعليمي. وأكد أن هذه مجرد بداية، ونتطلع إلى فرص جديدة لاستكمال هذا النجاح من خلال توسيع نطاق التفاعل بين الطلاب وهيئة التدريس وتوفير فرص جديدة للتعاون بين جامعة قطر وفروع كارنيجي ميلون الأخرى وبرامجها التعليمية حول العالم.
وشدد على أن ذلك لم يكن ليتحقق دون دعم مؤسسة قطر وتعاونها، حيث كانت صاحبة السمو الشيخة موزا، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مصدر إلهام في تطوير جهودنا المشتركة.
وقال " إنه تحققت رؤيتها بفتح الباب أمام فرص تعليمية جديدة في المدينة التعليمية التي أصبحت نموذجا أمام العالم، ومن خلال مبادراتها الأخرى مثل برنامج /علِّم طفلاً/، وقد اشتهرت سموها كأبرز سفراء العالم الذين لا يكلون في نشر التعليم والتأكيد على أهميته باعتباره أفضل وسيلة لبناء مجتمع قوي ومبتكر يحتضن الجميع" .. وأعرب عن الامتنان لكل ما تقدمه وتفعله سموها خاصة في المدينة التعليمية.
من جهته .. قال "مارك كامليت، عميد جامعة كارنيجي ميلون ونائب الرئيس التنفيذي، إنه قبل عشر سنوات دعت مؤسسة قطر جامعة كارنيجي ميلون للانضمام إلى المدينة التعليمية لكي تصبح جزءا من أكثر الصروح التعليمية ابتكارا في العالم، وكان ذلك في توقيت مثالي لجامعة كارنيجي ميلون، فبعد ثلاثة عقود من التطور والنمو من جامعة إقليمية إلى وطنية ثم جامعة دولية، أصبحت جامعة كارنيجي ميلون جاهزة ومهيأة لتوسيع حضورها العالمي.
وأضاف " إنه عندما فتحت جامعة كارنيجي ميلون أبوابها للطلاب في قطر عام 2004، قدمنا برنامجين أكاديميين، والآن نقدم خمسة برامج .. كما بدأنا بقسم صغير في مبنى وايل كورنيل، أما الآن فلدينا مبنى كبير خاص بنا .. وبدأت الجامعة بـ 41 طالبا والآن يدرس بها 400 طالب، 40 بالمئة منهم قطريون، والباقون يمثلون أكثر من 40 جنسية مختلفة .. وخرجت الجامعة حتى الآن نحو 300 شاب وشابة".
وأوضح أن نجاحنا لا ينبغي قياسه بالأرقام فقط، إذ تطبق جامعة كارنيجي ميلون منهجا متميزا في التعليم والأبحاث، فنحن لا نعلم الطلاب ونهيئهم لسوق العمل فحسب، بل نعد جيلا جديدا من الباحثين ورواد الأعمال والقادة الذين يتغلبون على التحديات ويتغلبون على أي عقبات تواجههم.
وأشار إلى أن خريجي الجامعة التحقوا بالدراسات العليا في أرقى المؤسسات التعليمية في العالم مثل جامعة أكسفورد وجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا .. كما يعمل كل خريجي الجامعة الذين كانوا يبحثون عن عمل في مهن ومناصب متميزة بكبرى الشركات والمؤسسات مثل جنرال إليكتريك وجوجل ومايكروسوفت وقطر للبترول وشل قطر ومركز سدرة للطب والبحوث.
وأكد أن جامعة كارنيجي ميلون في قطر تحظى بحضور بارز في المجتمع العالمي لنشر المعرفة، وعندما يتنافس طلاب كارنيجي ميلون وخريجوها على المستوى الدولي، فإنهم دائما يحصدون المراكز الأولى، وبفضل جامعة كارنيجي ميلون، فاز من قطر 4 علماء بالمنحة التعليمية المرموقة (أنيتا بورج) من شركة جوجل وهو عدد أكبر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا.
وقال :" إن هذه أبرز ثمار التعليم في كارنيجي ميلون، التي تعكس المبادئ التي يطبقها طاقم التدريس والطلاب في هذا الحرم الجامعي والمبادئ التي اكتسبوها خلال السنوات العشر الماضية".
وشدد "مارك كامليت، عميد جامعة كارنيجي ميلون ونائب الرئيس التنفيذي على أن تحقيق هذه الإنجازات في عشر سنوات لم يكن بالأمر السهل، فقد علمنا منذ البداية أنه ينبغي علينا أن نقدم لقطر أكثر من مجرد برامج تعليمية أو مناهج أكاديمية، وأدركنا أننا بحاجة إلى نقل التجربة التعليمية بحذافيرها إلى الدوحة بما في ذلك كل تفاعلات وزخم حياة الطلاب والحرم الجامعي. وأشار إلى أن جامعة كارنيجي ميلون تشتهر ببرامجها البحثية المبتكرة وبالتعاون بين أقسامها العلمية، إذ تعتمد أبحاثها على روح العمل الجماعي.
وذكر أن جامعة كارنيجي ميلون قطر، باعتبارها جزءا من مؤسسة قطر، وضعت برنامجا ثريا للأبحاث يعمل به الطلاب بالتعاون مع الأساتذة وطاقم التدريس، لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الكبرى في دولة قطر في مجالات تعتبر أولوية وطنية مثل: الأمن الإلكتروني والحوسبة السحابية وتكنولوجيا المعلومات .. مؤكدا أنه لم يكن أي من ذلك ليتحقق لولا دعم مؤسسة قطر. ووجه في كلمته أسمى آيات الشكر إلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على رؤيته الحكيمة التي وضعت التعليم في قلب رؤية قطر الوطنية 2030 .. كما وجه الشكر والامتنان لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لقيادتها ودعمها المستمرين لجامعة كارنيجي ميلون في قطر.
وكان قد بدأ الحفل بفقرة العزف الانفرادي على مزمار القربة، الذي يعكس التراث الاسكتلندي لمؤسس الجامعة، أندرو كارنيجي .. وتخلل الأمسية عرض مقاطع فيديو وكلمات للخريجين والطلبة التي عرفت جمهور الحاضرين على البدايات المتواضعة لأندرو كارنيجي في اسكتلندا، ثم انتقاله إلى بيتسبيرغ، بولاية بنسلفانيا، حيث أسس جامعة كارنيجي ميلون في عام 1900. كما تناولت الأمسية أيضا نمو جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وسلطت الضوء على أبرز إنجازاتها طوال العقد الماضي.
وباعتبارها رائدا عالميا في مجال التعليم، تشتهر كارنيجي ميلون بصبغتها الإبداعية، وقدرتها على الجمع بين مختلف التخصصات، وتميز برامجها في مجالات إدارة الأعمال والتقنيات التكنولوجية والفنون، كما كانت الجامعة محضنا لبعض من أهم المفكرين في العالم، من بينهم تسعة عشر عالما ومفكرا حصلوا على جائزة نوبل، وأحد عشر فائزا بجائزة تورينج.
يشار إلى أن عدد طلاب كارنيجي ميلون يبلغ 12 ألف طالب، وتخرج منها 95 ألف خريج، فيما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس بها وموظفيها خمسة آلاف فرد، ودائما ما تحتل الجامعة مركز الصدارة في التصنيفات العالمية للجامعات، كما أنها تؤمن بأن تشجيع النقد العلمي ونشر ثقافة الاستعداد العملي هما السبيل الوحيد لتمكين الجامعة من تخريج جيل من المفكرين وقادة الأعمال والباحثين والعلماء القادرين على تغيير العالم.
أرسل تعليقك