باريس ـ وام
ترأست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، المؤسس و الرئيس التنفيذي لمجموعة "كلمات"، و السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في مقر المنظمة الدولية في باريس،حفل تسليم جائزة اليونسكو- الشارقة للثقافة العربية للعام 2014.
و آلت الجائزة و قيمتها 60 ألف دولار أمريكي يتقاسمها الفائزان بالتساوي مناصفة إلى الكاتب و الناشر الفرنسي من أصل سوري فاروق مردم بك و مؤسسة عربية للصورة تكريما لأعمالهما الرامية إلى النهوض بالثقافة العربية ونشرها في الغرب.
حضر حفل توزيع الجائزة سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة و سعادة محمد عبد الله مير الرئيسي سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية و سعادة عبد الله علي مصبح النعيمي مندوب الدولة الدائم لدى المنظمة الدولية،و حشد من الدبلوماسيين و المثقفين الفرنسيين و العرب.
و في كلمة لها بالمناسبة قالت الشيخة بدور إن اللغات هي من أهم أدوات توصيل الثقافة و الحضارة للآخرين،داعية إلى تعلم اللغات و الاهتمام بها أكثر و العمل على الحفاظ عليها.
و أكدت أنه "لايجوز لنا و نحن في القرن الواحد و العشرين أن نحكم على الآخرين و ثقافتهم بمعايير الخطأ و الصواب لسبب بسيط هو أنه لا يوجد هناك شيء اسمه خطأ او صواب في كل ثقافة ما،مؤكدة أن الثقافة السليمة هي التي تقوم على أسس الحوار والتواصل والقبول بالرأي والرأي الآخر والتحرك السلمي واحترام التنوع الفكري والاجتماعي.
و خاطبت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الحاضرين في حفل جائزة الشارقة اليونسكو للثقافة العربية قائلة : "يجب علينا كبشر ان نوسع أفاقنا و نحترم الثقافات الأخرى و نتبادل المعرفة بيننا،نحن اليوم اكثر تقاربا أكثر من أي وقت مضى بفضل وسائل التواصل الإجتماعي،لكننا في المقابل أكثر انقساما على المستوى الثقافي في زمن سرعة المعلومات التي تنساب في وسائل التواصل الاجتماعي حيث نتلقى في كل لحظة كما هائلا من المعلومات عن ثقافات بعضنا".
و أشارت إلى القيم العالمية التي تنطوي عليها كافة الثقافات والمعتقدات الدينية،داعية الجميع إلى التوحد و تبادل التقدير والتعارف.
وقالت :"إن من أهم الأمور الواجب علينا الالتزام بها تتمثل في الاستقامة الأخلاقية، أيّاً كان البلد التي تسود فيها هذه الاستقامة".
مذكرة بما قاله الروائي الفرنسي أنطوان دي سان إكزوبيري من أن الاختلافات تجعلنا أكثر ثراءً، وليس أكثر فقراً.
أما المديرة العامة لليونسكو البلغارية إرينا بوكوفا فقد شددت على أهمية جائزة الشارقة التي تعكس رؤى عالم تمسك فيه الثقافة بمفتاح السلام الذي لا ينطوي على الأمن فقط، وإنما يتمثل في سلام دائم يستند إلى الاحترام المتبادل والثقة والحرية.
و أضافت في هذه المناسبة :"إنني مقتنعة، أكثر من أي وقت مضى، بأننا نحتاج إلى تعزيز وتفعيل رأس المال الثقافي واسع النطاق الرامي إلى ازدهار التنوع الثقافي والارتقاء به بوصفه عاملاً من العوامل الإيجابية لتحقق التغيير، وذلك من أجل صياغة أشكال جديدة من الدراية الثقافية الضرورية للعصور الجديدة".
بدوره قال عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إن جائزة الشارقة اليونسكو للثقافة العربية لها أهمية خاصة في إثراء الحوار بين الثقافات و الحضارات وصولا إلى المعاني المشتركة المنبثقة من المعاني النبيلة للحضارات الإنسانية.
و أضاف أن "الجائزة سعت قدما عبر كل دوراتها السابقة إلى إعطاء المفكرين و الأدباء و الكتاب مكانتهم اللائقة باعتبارهم تلك العقول النادرة لمعنى التعايش و التسامح و التكامل".
بدوره قال سعادة عبد الله علي مصبح النعيمي مندوب الدولة الدائم لدى اليونسكو إن الدورة الثانية عشرة لجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية تتزامن مع اختيار إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي 2014،لتعطي بذلك الحدثين ما يستحقانه من بصمة شمولية تمشيا مع القناعات العميقة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة.
و أضاف :"مشروع الشارقة الثقافي - المعرفي يستظل عباءة حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي هو أديب و مؤرخ و رجل مسرح و باحث و مؤلفاته العديدة ترجمت إلى أكثر من لغة".
و ذكر السفير ضيوف جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية بخطة دولة الإمارات العربية المتحدة للتحول إلى حاملة لراية الثقافة و الفنون و الترجمة و النشر و المعارض و المتاحف في المنطقة العربية و صاحبة ريادة في العديد من المجالات الإبداعية في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله و إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
و قال النعيمي إن قيادة دولة الإمارات تسعى جاهدة لإقامة جسر ثقافي بين العرب و العالم و اثراء التنوع و التعدد الحضاري و نشر روح التسامح و القبول بالآخر على أساس ان الفوارق هي بمثابة تواصل و تفاعل و منافذ للخروج من الأحادية النمطية.
أرسل تعليقك