القاهرة - العرب اليوم
قالت السلطات المصرية الاثنين انها القت القبض على سبعة اشخاص بعد واقعة اعتداء جنسي جماعي صادمة على فتاة في ميدان التحرير بالقاهرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك اثناء الاحتفالات باداء الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية.
ويظهر مقطع فيديو مجموعة من الرجال يحيطون بفتاة، نزعت عنها ملابسها كليا وتورم جسدها، فيما كان رجال شرطة ينقلونها الى سيارة اسعاف وسط حالة من الفوضى العارمة بعد الاعتداء عليها جنسيا مساء الاحد في ميدان التحرير.
وحاول المعتدون انتزاع الفتاة من رجال الشرطة وهم يحاولون انقاذها واطلقوا عليهم العابا نارية. وتسمع في مقطع الفيديو اصوات رجال تطالب رجال الشرطة باطلاق النيران لتخليص الفتاة لكن الفيديو لا يظهر ان الشرطة فعلت ذلك.
واكد مسؤول امني صحة مقطع الفيديو موضحا ان الشرطة القت القبض على سبعة اشخاص على صلة بالاعتداء جنسيا على الفتاة التي قال انها طالبة تبلغ من العمر 19 عاما وانه جرى نقلها للمستشفى .
ولكن وزارة الداخلية قالت انه جرى القاء القبض على "سبعة اشخاص تتراوح اعمارهم بين 16 و49 سنة متهمين بالتحرش بعدد من الفتيات خلال الإحتفالات بمنطقة ميدان التحرير" يوم الاحد.
ولم توضح الداخلية ما اذا كان هؤلاء المعتقلون متورطين في واقعة الاعتداء التي تضمنها مقطع الفيديو ام في وقائع اخرى اشار اليها البيان الصادر عنها.
وامر النائب العام المصري بالتحقيق في الواقعة التي اثارت غضبا واسعا بسبب المشاهد الصادمة للفتاة التي ظهرت عارية تماما في مقطع الفيديو.
وتقع باستمرار حوادث تحرش جنسي بالنساء في التجمعات الكبيرة في مصر. وواقعة الاحد ليست الاولى في ميدان التحرير.
وقالت مجموعة "شفت تحرش"، المعنية بمواجهة التحرش الجنسي بحق النساء "من المخجل أن القيادات الأمنية في وزارة الداخلية لم تضع بعين الإعتبار أي تدابير أو خطط أمنية تمنع وقوع تلك الاعتداءات رغم تكررها في مشاهد مختلفة".
واشارت المجموعة في بيان الى خمس حالات تحرش جنسي جماعي على الاقل في ميدان التحرير منها أربع احتاجت فيها الضحايا للدعم الطبي في المستشفيات القريبة من الميدان الذي كان ايقونة الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في العام 2011.
لكن منذ عزل مبارك، فان ازمة التحرش اصبحت اكثر تفجرا وخطورة مع تعرض عشرات الفتيات والسيدات لاعتداءات جنسية اثناء المشاركة في فعاليات سياسية خاصة في ميدان التحرير تحديدا.
وذكرت دراسة للامم المتحدة صدرت العام الماضي ان 99% من المصريات تعرضن لشكل من اشكال التحرش.
وتقول النساء في مصر انهن يتعرضن للتحرش بغض النظر عن ملابسهن، وسواء كن محجبات او غير محجبات.
لكن معظم تلك الحوادث والاعتداءات تمر بلا عقاب او محاسبة قانونية، بحسب منظمات حقوقية.
وافاد الناشط فتحي فريد العضو المؤسس في حملة "شفت تحرش" وكالة فرانس برس ان "بين تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وحزيران/يونيو 2013 وقعت 250 حالة اعتداء جنسي او تحرش من حشود او حوادث اغتصاب باستخدام الات حادة خلال مظاهرات في ميادين القاهرة".
وتأتي اعتداءات الاحد بعد ايام قليلة من اصدار الرئيس المصري المؤقت قانونا يعد الاول من نوعه لمعاقبة التحرش الجنسي، يتضمن غرامات كبيرة وعقوبات بالسجن للمعتدين.
من جانبها، قال بيان لخمس وعشرين منظمة حقوقية مصرية ان "الاعتداءات الجنسية والاغتصاب في ميدان التحرير اثناء الاحتفال بحلف يمين الرئيس دليل على عدم كفاية التعديلات القانونية الاخيرة للتصدي لتلك الجرائم".
واضافت ان "الدولة استمرت في عدم قدرتها على التصدي لتلك الجرائم نتيجة لغياب منظومة إستراتيجية كاملة".
وادى قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية الاحد كرئيس لمصر وسط احتفالات كبيرة نظمتها السلطات بعد فوزه الساحق في انتخابات ايار/مايو الماضي امام منافسه الوحيد اليساري حمدين صباحي.
أرسل تعليقك