واشنطن - أ.ف.ب
حققت كريستين لاغارد، أول امرأة تتولى مديرية صندوق النقد الدولي، صعوداً سريعاً أوصلها إلى أعلى النخب العالمية باحتمائها وراء درع منيع وصورة متحفظة غالباً ما يتعذر التعمق في جوهرها.
وشقت هذه المحامية التي كانت متخصصة في الأعمال في الولايات المتحدة ووزيرة الاقتصاد في فرنسا، وهي ابنة مدرسين وام ابنين، طريقها في أقل من عشر سنوات نحو قمم النفوذ حيث لا يوجد الكثير من النساء.
وقد تعزز سيرتها الذاتية الحافلة، على ما افادت بعض الشائعات مؤخراً، بترشيح إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2017 اذا لم تتسبب لها قضية برنار تابي وكريديه ليوني في متاعب.
وصقلت الوزيرة (57 سنة) السابقة التي دفع بها نيكولا ساركوزي في تموز/يوليو 2011 إلى منصب مديرة صندوق النقد الدولي، صورتها الدولية بترويجها للمهمة الصندوق بلغة انكليزية جيدة في مختلف انحاء العالم (الصين ومصر وساحل العاج…).
وبعد الصدمة التي احدثها سقوط دومينيك ستروس كان سمحت المرأة النباتية صاحبة الشعر الفضي والقامة الرياضية التي تقول إنها لا تدخن ولا تتناول كحولا وتحب البحر، للمؤسسة باستعادة وجهها التوافقي.
وقالت مؤخراً في تصريح “اعتقد انني كنت دلفينا في حياة سابقة”.
وتحتل الولايات المتحدة مكانة خاصة في مشوارها. فقد درست فيها لسنة وكذلك تولت رئاسة مكتب محاماة باكر اند ماكنزي بعد سنوات قبل ان يلتفت اليها اليمين الفرنسي.
وبعد اقتحامها الساحة السياسية في 2005 اختيرت في 2007 لتكون أول امرأة تقود وزارة الاقتصاد في فرنسا حين سجلت أطول ولاية ببقائها هناك حتى 2011.
ولم تكن عملية تكيفها خالية من العراقيل. وفي 2005، أي ما ان انضمت إلى الحكومة حتى أعلنت أن قانون العمل الفرنسي “معقد” و”ثقيل” وفي 2007 في خضم ارتفاع اسعار الوقود دعت الفرنسيين إلى “استعمال دراجاتهم”، ما ساهم في صنع صورة لها لمرأة متكبرة قليلاً وارستقراطية.
ولم تتوقف عن مثل تلك الصراحة الكبيرة بعد توليها مديرية صندوق النقد إذ أنها اثارت ضجة بدعوتها في ربيع 2012 كل اليونانيين الذين يعانون من خطة تقشف شديدة الى “دفع ضرائبهم”.
كما أن لاغارد لم تترد في اثارة استياء بعض زملائها السابقين الاوروبيين الذين يعانون من أزمة الديون عندما دعتهم إلى إعادة رسملة مصارفهم “عاجلاً” او المطالبة بحلول “دائمة” إلى مشاكل الديون اليونانية.
أرسل تعليقك