دعارة القاصرين في ألمانيا تعددت الأسباب والاستغلال واحد
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

دعارة القاصرين في ألمانيا تعددت الأسباب والاستغلال واحد

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دعارة القاصرين في ألمانيا تعددت الأسباب والاستغلال واحد

برلين - العرب اليوم

لا تقتصر ظاهرة استغلال القاصرين جنسياً على تايلاند لوحدها بل تشمل ألمانيا والولايات المتحدة. ففي أمريكا يصل عدد تجار دعارة القاصرين إلى 150 شخصاً، وفي ألمانيا يتجاوز عدد ممتهني الدعارة أكثر من 400 ألف من بينهم قاصرين. يتعرض الأطفال للاستغلال الجنسي في شوارع المدن أو في شقق خاصة، البعض منهم يلجأ للدعارة بشكل اختياري لكن الأغلبيةَ الساحقةَ منهم تلجأ للدعارة وهي مُكرَهةٌ وهو شيء معروفٌ لدى الجميع. لكن عدد الضحايا والشبكات التي تقف وراء ذلك ليس معروفاً. في هذا الصدد تقول ميشتليد مورار، مديرة مؤسسة حماية الطفولة من الاستغلال الجنسي في ألمانيا:"لا توجد في ألمانيا معلوماتٌ كثيرةٌ حول دعارة القاصرين وذلك بسبب عدم توفر المعارف الكافية حول الموضوع ونماذج من الواقع وأيضا الإحصائيات الدقيقة". وتضيف المسؤولة بأن المعلومات الوافية حول الظاهرة هي وحدها التي من شأنها المساعدة على القضاء على تلك الظاهرة. "نصف ضحايا الاستغلال الجنسي أطفال" من بين المشاكل التي تحول دون الحصول على تلك المعلومات وتكوين تصور عام حول الموضوع ـ حسب ميشتليد مورار ـ، هناك من جهة، غياب تفاصيل دقيقة في الإحصائيات التي تقدمها الشرطة حول الجرائم في ألمانيا. فتقارير الشرطة تقدم معلومات حول الاستغلال الجنسي والاغتصاب لكنها لا تذْكر العواملَ الاجتماعيةَ والجهات التي تقف وراء ذلك. ومن جهة ثانية فاستغلال القاصرين جنسياً يتم بشكل سري، فنادراً ما يتم العثور على أطفال يُستغلون جنسياً في بيوت الدعارة أو النوادي الخاصة للمتعة الجنسية أو الشقق التي يتم استئجارها لذلك الغرض، وهذا ما يُصعب عملية مطاردة المتورطين ورفع دعوى قضائية ضدهم.  ففي ألمانيا لا توجد أماكن كثيرة يتم فيها رصد الظاهرة بشكل جيد كما هو الحال لدى منظمة الاستشارة والتوجيه التي تقدم المساعدة لبائعات الهوى بمدينة "دورتموند" شمال الراين-وستفاليا. وحسب هذه المنظمة فإن نصف الأشخاص الذين يتوافدون على هذه المنظمة للحصول على المساعدة قاصرون. وبناءاً على معلومات صادرة من جمعية Hydra في مدينة برلين، التي تساعد بائعات الجنس وتدافع عن حقوقهن، فإن عددهن يصل إلى حوالي 400 ألف مومس. ولا توجد معلومات شاملة ودقيقة حول الزبائن الذي يقبلون على ممارسة الجنس مع المومسات، غير أن غالبيتهم رجال من مختلف الشرائح الاجتماعية يتجاوز عمرهم الأربعين عاماً. أغلب المومسات في ألمانيا ألمانيات وحسب منظمة الاستشارة والتوجيه في مدينة دورتموند فإن العديد من المعلومات المتداولة في ألمانيا حول الدعارة غير صحيحة خصوصاً فيما يتعلق بأصول المومسات وأعمار ممتهني الدعارة. في هذا السياق تقول مسؤولة من المنظمة: "نحن نعلم أن دعارة الأطفال لها جوانب متعددة أكثر مما نتصور". فضحايا الاستغلال الجنسي لا يقتصرون على الفتيات القادمات من أوروبا الشرقية ومن إفريقيا بل يشمل الألمانيات أيضاً. فحسب تلك المنظمة فثلثي الشباب الذين شملتهم رعاية المنظمة ألمان. ويمارس العديد منهم الدعارة بشكل منظم في المساء بعد الخروج من المدرسة، بينما يدمن آخرون المخدرات ويسعون وراء المال لشرائها، وهم في الغالب مشردون بدون مأوى. وحتى الدوافع التي تدفع الشباب لامتهان الدعارة متعددة ومتباينة. فالشابات والشبان يمتهنون الدعارة عن طريق أصدقاء أو أقارب لهم يمتهنون الدعارة أو عن طريق أشخاص غرباء عنهم يستعملون العديد من الطرق لإغرائهم. استدراج الفتيات باسم الحب تعمل سيلفيا فورهاوار كمساعدة اجتماعية لدى منظمة الاستشارة والتوجيه في دورتموند. وحسب فورهاوار فمن بين الطرق التي يتم اللجوء إليها لدفع الفتيات إلى ممارسة الدعارة تقديم الشخص المتربص لنفسه كحبيب ومعجب بالفتاة وبالتالي استدراجها شيئاً فشيئاً. "العشاق هم في الغالب رجال دون سن الأربعين يبحثون عن شابات في مرحلة المراهقة في المدارس والحانات، ويستدرجونهن باللطافة في التعامل ليرتبطن بهم عاطفيا". وتتطور الأمور إلى الإعجاب ثم الارتباط العاطفي بأولئك الرجال. بعدها يتم عزل الضحايا عن أصدقائهن العاديين وعن عائلاتهن ليصير للعاشق نفوذ كبير. ثم يبدأ الحبيب المزيف بالحديث مع الفتاة حول "مشاكله" المادية وديونه التي كدسها بسبب لعب الحظ. ويُخبر الفتاة أنه مهدد بالتعنيف الجسدي في حال لم يدفع الديون، ليطلب من الفتاة مساعدته للحصول على المال بسرعة، وهو ما تستجيب له الفتاة التي تلجأ للدعارة لمساعدة "حبيبها". وإلى جانب الفتيات فإن العديد من الشباب يذهبون ضحايا للمتربصين بهم كما توضح ميشتليد مورار. غير أن الطرق التي يتم بها استدراجهم تختلف عن تلك الطرق التي تستعمل لاستقطاب الشابات. إذ يتم مثلا استئجار بيت من طرف الأشخاص المولعين بممارسة الجنس مع القاصرين، ويتم في البداية تخصيص تلك الشقق كفضاء للتلاقي. تقول مورار "يتم دعوة الشباب للعب بالورق أو الألعاب الإليكترونية أو لمشاهدة الأفلام. وفي وقت يتم عرض أفلام الخلاعة الجنسية عليهم لمشاهدتها". ومع مرور الوقت يبني الضحايا علاقات عاطفية مع الفاعلين ومع مرورو الوقت يمكن أن يتولد لدى الضحايا حب لما يفعلونه. وفي الأخير يُرغمون على إشباع الرغبات الجنسية لأشخاص آخرين، وهو ما يفعله الكثيرون بسبب الضغوط الممارسة عليهم. من الصعب جدا ربط اتصال بضحايا مافيات الجنس، ونادراً ما يقصدون المنظمات الإنسانية لطلب يد المساعدة، وغالبا ما يتم الإبلاغ عن الحالات وطلب المساعدة من المنظمات المعنية من طرف أقارب الضحايا. صحيح أن التوجه إلى تلك المنظمات هو خطورة مهمة لكن الطريق إلى القطع الكامل مع ممارسة الدعارة شاق وطويل، بسبب عدم وعي أغلب الضحايا من الشباب بالوضع الذي وصلوا إليه، والأكثر من هذا ينظرون إلى ما يفعلونه نظرةً إيجابية. تقول المساعدة الاجتماعية سيلفيا فورهاوار: "هناك ظاهرة نسميها "نشوة الدخول" إلى عالم الدعارة. والمقصود بذلك أن الفتيات اللواتي يتواجدن في مرحلة المراهقة يتمردن على القوانين والقيم التي يمليها الكبار في المجتمع، ثم يلتحقن بعالم الدعارة الذي يعتبره المجتمع من المحرمات، فينظرن إلى التحاقهن بالدعارة كانتصار لهن". وتضيف المساعدة الإجتماعية بأن الفتيات اللواتي يمارسن الدعارة يتملكهن الخوف من أن يقوم المساعدون الاجتماعيون بقطع علاقتهن بـ"عشاقهن". وترى سيلفيا فورهاوار أن نجاح الفتيات في التوقف عن ممارسة الدعارة يتوقف على رغبتهن الخاصة في ذلك، فأهم شيء حسب المساعدة الإجتماعية هو عدم تدمير الثقة التي توجد بين المساعدين الإجتماعيين وممارسي الدعارة ذكوراً وإناثاً

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعارة القاصرين في ألمانيا تعددت الأسباب والاستغلال واحد دعارة القاصرين في ألمانيا تعددت الأسباب والاستغلال واحد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon