معلمة عراقية فضلت وطنتيها على أمومتها فأبلغت عن تورط ولديها مع داعش
آخر تحديث GMT18:19:39
 لبنان اليوم -

معلمة عراقية فضلت وطنتيها على أمومتها فأبلغت عن تورط ولديها مع "داعش"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - معلمة عراقية فضلت وطنتيها على أمومتها فأبلغت عن تورط ولديها مع "داعش"

"داعش"
بغداد – نجلاء الطائي

أم أحمد، تربوية من أهالي المقدادية، شمال شرقي محافظة ديالى، (55 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، لم تمنعها مشاعر أمومتها من تغليب إيمانها الديني وضميرها المهني، فأبلغت عن تورط ولديها مع تنظيم "داعش" وأسهمت في إنقاذ العشرات من "الأبرياء".

وتقول أم أحمد، إن "ابني الأكبر أحمد، غادر المنزل في (الـ28 من آب 2015)، متوجها إلى بغداد بحجة جلب نتيجته الدراسية للمرحلة الثالثة في كلية الطب"، مبينة أن "أحمد برر ذهابه إلى العاصمة برغم دوامه في جامعة كركوك، بأن نتائج الطلبة النازحين تعلن في الجامعة المستنصرية في بغداد".

وتضيف الوالدة التربوية، أن "أخباره قد انقطعت بعد مغادرته المنزل حيث لم تتمكن من الاتصال به، ومن دون أن تجدي مراجعتنا للمستشفيات وأقسام الشرطة بهدف معرفة مصيره"، كاشفة أن "أبنها الثاني محمد، الطالب في الثالث المتوسط، غادر البيت هو الآخر فجأة في (الـ23 من أيار 2016)، من دون إبلاغ أحد، لكن أحد الجيران، أبلغوها أنهم شاهدوا ابنها يستقل سيارة كانت تنتظره على ما يبدو عند نهاية الشارع".

وتذكر أم أحمد، "انتظرت اليوم بطوله أملاً بمعرفة مصير محمد من دون جدوى ما اضطرني ووالده لإبلاغ الشرطة عن فقدان ابني الثاني".

وتلقت ام احمد "بعد يومين من اختفاء محمد اتصالا من هاتف مجهول، حيث ابلغها أن الأمانة وصلت، ما أثار استغرابها"، وعندما سألت عن هوية المتكلم الذي اتضح أنه ابنها الكبير أحمد، والذي لم يكلف نفسه السلام على والدته الملهوفة عليه بعد غيابه منذ ثمانية أشهر، برغم استمرار المكالمة ثماني دقائق".

وواصل احمد الحديث معها وهو يورد آيات من القرآن الكريم كمحاولة لهدايتها كما ادعى، قبل أن تتلقى صدمة إخبارها بأنه قد أصبح مجاهداً في الدولة الإسلامية"، الا أنها تمالكت نفسها، وسألته عن نوع الجهاد الذي يبيح قتل الأبرياء وتفجيرهم في الأسواق، وانتهاك الحرمات".

الابن المتطرف رد على والدته بـ"غضب وطلب منها الانفصال عن والده أو أن يترك عمله لدى الحكومة الصفوية المرتدة"، فردت عليه بسؤال عن نوع الدين الذي يتيح للأبناء قتل أبائهم، قبل أن تتلقى إجابته بأن الجهاد يتيح قتل الآباء إذا كانوا مرتدين ويخدمون الشرطة المرتدة".  

وجاءت الصدمة الاخرى للام عندما سألت احمد عن شقيقه، حيث قال لها ان محمد في الانبار في معسكرات التدريب، استعداداً لتفجير نفسه في جموع المرتدين".

الامنية الوحيدة التي راودت ام احمد بعد تلقيها الاتصال كانت هي عدم إنجابها لولدها احمد، لكنها استجمعت قواها مستندة الى الضمير الحي والمشاعر الوطنية التي كنت أحث عليها طوال 20 عاماً من عملي كتربوية، فحزمت أمرها وقررت إبلاغ الشرطة لتبرئ نفسها ووالدهما من ذنبهما، بعد أن تأكدت من سيطرة الفكر الإرهابي الظلامي المسموم عليهما ونواياهما الشريرة بتنفيذ تفجيرات إجرامية يذهب ضحيتها الأبرياء".

وبعد ما حدث قررت "اللجوء للعزلة عن الجميع، كما اصبح زوجها المنتسب في الشرطة، يخشى الخروج من البيت، واضطر لترك عمله في صلاح الدين، كما ادى ما حصل الى جعل ابنتها الكبرى خريجة كلية العلوم طريحة الفراش في وضع صحي ونفسي سيء".

واضطرت ابنتها الثانية لترك دراستها في المرحلة الثانية بكلية الصيدلة بعد أن أخذ أقرانها يعيرونها بكونها شقيقة الإرهابيين"، على الرغم من تشجيع والدتها لها على مواصلة دراستها والافتخار بكونها من عائلة بلغت عن ابنيها بهدف إنقاذ الأبرياء".

وتناشد أم أحمد، رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، ووزير الداخلية، محمد الغبان، "التدخل لحماية العائلة من تنظيم "داعش" ونقل زوجي المنتسب في وزارة الداخلية من صلاح الدين إلى بغداد".

وقدمت الأم العراقية، شكرها لـ"القوات الأمنية في قضاء المقدادية على توفير الحماية للعائلة، لاسيما آمر فوج طوارئ ديالى الخامس، المقدم عقيل غازي التميمي".

وكانت إدارة قضاء المقدادية في ديالى، كشفت في (الثلاثين من أيار 2016)، عن إبلاغ أم من مناطق شمالي القضاء، عن انتماء أبنيها لتنظيم (داعش)، قام أحدهما بتفجير نفسه قبلها بيوم، وعدت ذلك "سابقة أولى" تدل على تعاون الأهالي مع القوات الأمنية و"مسمار في نعش داعش"، فيما أكدت شرطة المحافظة أن أحد عناصرها تمكن من التعرف على الانتحاري قبل تفجير نفسه وأنقذ "عشرات المدنيين".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلمة عراقية فضلت وطنتيها على أمومتها فأبلغت عن تورط ولديها مع داعش معلمة عراقية فضلت وطنتيها على أمومتها فأبلغت عن تورط ولديها مع داعش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon