باكستان تشهد أول مجلس جيرغا نسائي للدفاع عن حقوق المرأة
آخر تحديث GMT11:49:30
 لبنان اليوم -

باكستان تشهد أول مجلس "جيرغا" نسائي للدفاع عن حقوق المرأة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - باكستان تشهد أول مجلس "جيرغا" نسائي للدفاع عن حقوق المرأة

اسلام اباد - أ.ف.ب.

عندما تعرضت طاهرة المراهقة الباكستانية التي ارغمت على الزواج في سن مبكرة، لهجوم بالحمض الكاوي وللقتل العام الماضي، لم تحرك السلطات المحلية ساكنا فلم يحصل اي تحقيق او محاكمة الى ان تحركت نساء بفضل مجلس قبلي تقتصر عضويته على النساء، لرصد المعتدي المفترض. في الريف الباكستاني لا يزال التمييز بحق المرأة متجذرا جدا ولا سيما في وادي سوات (شمال غرب). ففي هذه المنطقة الجبلية الرائعة الواقعة في اسفل الجبال، تعرضت المراهقة مالالا يوسفزاي التي كانت تناضل من اجل حق الفتيات في التعلم، لمحاولة اغتيال نفذتها حركة طالبان في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وقد اصيبت برصاصة في الرأس لكنها نجت فاستحالت رمزا وصنفت بين اكثر مئة شخصية نفوذا في العالم من قبل مجلة "تايم" الاميركية. وقد القت خطابا الاسبوع الماضي امام الامم المتحدة بمناسبة بلوغها السادسة عشرة. بين عامي 2007 و2009 ، سيطرت حركة طالبان على هذا الودي الذي كان يتغنى السياح بجماله الطبيعي وفرضوا نظامهم الصارم. فمنعوا الفتيات من التوجه الى المدرسة واضرموا النار في الصفوف وارغموا النساء على عدم الخروج من منازلهم الا برفقة محرم. لكن الجيش الباكستاني استعاد السيطرة على الوادي. الا ان بعض التقاليد المحلية القديمة الراسخة جدا في هذا المجتمع المحافظ ، لا تزال تعتبر المرأة مواطنة من "الدرجة الثانية". فشأنها شأن الاف المراهقات الباكستانيات من عائلات فقيرة زوجت طاهرة رغما عن ارادتها في سن الثانية عشرة. وبعد اربع سنوات على ذلك اقدم زوجها بعد سوء معاملتها بشكل متكرر، الى مهاجمتها بالحمض الكاوي على وجهها و"اعلى جسدها" على ما تروي والدتها جان بانو. وقد توفيت الشابة التي تعرضت لحروق كبيرة في الوجه والجسم بعد اسبوعين من المعاناة معزولة في غرفة على ما تضيف والدتها التي تتسلق بصعوبة بسبب معاناتها ومرض السكري التي اصابها، التلة العالية في البلدة لتصلي على قبر ابنتها. بعد الهجوم ، توجهت عائلة طاهرة الفقيرة الى الشرطة فورا الا ان الضباط لم يحركوا ساكنا. واتصل شقيق طاهرة الاكبر بمسؤول في الحكومة الا ان زوجها صبحي خان هدده بالانتقام في حال لم يطمر القضية. وتوجهت العائلة يائسة الى مجلس "جيرغا" المحلي الذي يضم وجهاء قبليين يسهرون على تطبيق القانون العرفي في المنطقة. لكن من دون التوصل الى نتيجة. لا بل اقترح اعضاء المجلس كتعويض تزويج احد اشقاء طاهرة الى شقيقة صبحي... سمعت والدة طاهرة عندها عن مجموعة جديدة من الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة شكلت مجلس جيرغا مؤلفا حصرا من النساء في سيادو شريف المدينة المجاورة لمينغورا كبرى مدن وادي سوات. وتوضح تاباسوم عدنان رئيسة مجلس الجيرغا هذا غير المسبوق المؤلف من 25 عضوا "كنا قد سئمنا من مجالس الجيرغا للرجال التي تتخذ عادة قرارات مؤيدة للرجال وتضحي بالنساء من اجل التستر على اخطائها". وتضيف في مكتب مجلسها المتواضع "لم يكن بامكاننا ان نترك النساء تحت رحمة مجالس الجيرغا المؤلفة من الرجال". وقد سمي المجلس "خوايندو تولانا" اي "جماعة الشقيقات" في لغة باتشو الرئيسية في شمال-غرب باكستان. هذا المجلس الفريد من نوعه في باكستان تشكل في اذار/مارس بعد برنامج لتنمية قدرات النساء نفذته منظمة غير حكومية محلية. وتقول عدنان "حماسة النساء حفزتنا على تشكيل جيرغا منفصلة في سبيل النضال من اجل حقوقنا". هذه الجهود لم تذهب هباء. فقد نظمت هذه الجيرغا تظاهرات دعم مع عائلة طاهرة. واقنعت الشرطة المحلية حتى بفتح تحقيق جنائي في حق زوجها السابق المتواري عن الانظار. لكن كما هو متوقع الرجال غير مستعدين للاعتراف بهذا المجلس الذي يتحدى سلطتهم. وبكلام مبطن يرى البعض ان فكرة تشكيل مجلس جيرغا نسائي "امر سخيف". وساعدت "جماعة الشقيقات"حتى الان نحو عشرة نساء وحاولت مد جسور مع مجالس جيرغا تقليدية ذكورية. الا ان ضم النساء الى مجالس الجيرغا المغلقة "امر مستحيل" على ما يؤكد احمد شاه الناطق باسم الجمعية القبلية الرئيسية في سوات. وتعتبر المحامية سايما انور اول امرأة تمارس هذه المهنة في وادي سوات، ان مجلس "خوايند تولانا" يشكل خطوة مهمة جدا للدفاع محليا عن حقوق المرأة. وتؤكد "مجلس الجيرغا هذا هو مجهود مشكور سيساعد المرأة على النضال من اجل حقوقها متجاوزة الخوف والعقبات التي يضعها الرجال".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان تشهد أول مجلس جيرغا نسائي للدفاع عن حقوق المرأة باكستان تشهد أول مجلس جيرغا نسائي للدفاع عن حقوق المرأة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon