روزا باركس تؤكد أن  السعودية تشن حملة ضد العنصرية
آخر تحديث GMT07:21:20
 لبنان اليوم -

"روزا باركس" تؤكد أن السعودية تشن حملة ضد العنصرية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "روزا باركس" تؤكد أن  السعودية تشن حملة ضد العنصرية

نوال الهوساوي
الرياض – العرب اليوم

نوال الهوساوي امرأة صريحة.. سوداء البشرة. وكابتن طيار مؤهلة.. متزوجة من رجل أبيض، ومواصفات أخرى يقول المنتقدون إنها لا ينبغي أن تكون متوفرة في المرأة السعودية.
ومع تلقيها أمواجا من الإساءة على منصات التواصل الاجتماعي، رفضت الهوساوي الانحناء للأعراف السائدة وردت على من يحطون من شأنها "بالحب".
وأصبحت الهوساوي نجمة نوعا ما على شبكات التواصل الاجتماعي. وجذبت قرابة 50 ألف متابع على تويتر، حيث نشرت تعليقات عن أهمية التنوع العرقي والمساواة في الزواج. ومع ذلك، لم يكن كل من قرأ تعليقاتها من المعجبين.
كان سيل الإساءات العنصرية الذي تعرضت له الهوساوي نهاية ديسمبر/ كانون أول الماضي أحدث موجة في حملة طويلة. وترصدها المتصيدون لسنوات من خلال إرسال صور لها للغوريلات وأخرى لأفارقة قبليين تم التلاعب بها لتبدو بشعة عن طريق برنامج الفوتوشوب، ونعتها بـ "عبدة".
وتربت الهوساوي في مكة، وهي منطقة تتمتع بتعددية سكانية في المملكة، وتقول السيدة السعودية إنها لم تفكر أبدا في كونها سوداء حتى سافرت إلى الولايات المتحدة، حيث اضطرت إلى تحديد عرقها في خانة عند مرورها بمنطقة الجمارك.
وأثناء إقامتها هناك تعلمت الطيران وأصبحت كابتن طيار معتمدا- رغم أنها لمّا يُسمح لها بعد بالتحليق في سماء بلادها.
ودرست كذلك الهوساوي لتصبح مستشارة أسرية، وهو ما تمارسه الآن، وتزوجت رجلا أبيض –أمريكي الجنسية- وعادت إلى السعودية منذ سنوات قليلة، وهناك بدأت المشاكل.
مواجهة الإساءة
وفي حفل للاحتفال باليوم الوطني للسعودية عام 2013، هاجمت امرأة أخرى الهوساوي ونعتتها بكلمة "عبدة" المسيئة. والعنصرية تعد جرما في البلاد، ورفعت الهوساوي دعوى قضائية ضد المرأة، لكن بعد الحديث مع تلك السيدة، تلقت الهوساوي اعتذارا منها، وأسقطت الدعوى ضدها، وتقول الهوساوي إنها أصبحت صديقة لها.
وتصدرت القصة عناوين الصحف في البلاد، وظهرت الهوساوي على شاشة التليفزيون للحديث عما حدث.
وأطلقت وسائل الإعلام هناك عليها اسم "روزا باركس" السعودية- وهي إشارة إلى أيقونة الحقوق المدنية الأمريكية من أصل أفريقي، روزا باركس".
واستغلت الهوساوي منصتها الاجتماعية التي أنشأتها لإطلاق حملتها المناهضة للعنصرية على تويتر، مستخدمة هذه الكلمة المسيئة لرفع مستوى الوعي بالقضية.
لكن القصة لم تنته عند هذا الحد. فبسبب الاهتمام الذي حظيت به، أصبح حسابها على تويتر- الذي استخدمته لنشر رسائلها لمكافحة العنصرية والعنف الأسري- محط أنظار المتصيدين على الإنترنت، إذ استغلوه لشن حملة كراهية ضدها.
وأصبح لون بشرتها وجنسها وصراحتها وزواجها المختلط مصدرا لغصب هؤلاء المتصيدين، الذين تعتقد الهوساوي بأنهم في الغالب من المحافظين اليمنيين الموجودين في المملكة السعودية.
وتقول الهوساوي لبي بي سي: "لم تكن رسائلهم كالتعليقات على الزواج والمساواة والوحدة".
وأضافت: "وبدأوا حملة نشروا خلالها صورة لزوجي وأطفالي، وطلبوا من الآخرين التعليق عليها. كان الأمر صادما".
وتدرك الهوساوي جيدا لماذا باتت مستهدفة: "أنا أقدم كل شيء يكرهونه، كل شيء يقفون ضده. فأنا امرأة سعودية متزوجة من أجنبي. هم ضد الأمريكيين. وزوجي أبيض وأنا سوداء. فهم يرفضون الزواج المختلط، ويقولون إن المرأة لا ينبغي عليها أن تعمل، لذلك فرؤية امرأة لا تستطيع فقط قيادة سيارة بل ولديها رخصة طيران أمر مرفوض. ولا يحبون لرسائلي أن تلقى كل هذا الصدى عند الكثير من المتابعين".
ويبدو أن محنتها لن تنتهي قريبا، إذ أرسلت الهوساوي مجموعة من الرسائل المسيئة التي تلقتها إلى وزارة الداخلية للتعامل معها.
وتقول إن القضية يجري التعامل معها بجدية شديدة، لكن محاولات تعقب المسيئين –ومعظمهم من المسجلين بأسماء مستعارة- أمر يستغرق وقتا طويلا.
وفي غضون ذلك، تقول الهوساوي: "تعلمت الكثير من مانديلا، ومالكوم إكس وغاندي".
وتضيف: "فأنت لا تحارب الكراهية بالكراهية، إذ يمكنك إشعال شمعة وتبقى شخصا إيجابيا، فهذا يجعلك أقوى".

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روزا باركس تؤكد أن  السعودية تشن حملة ضد العنصرية روزا باركس تؤكد أن  السعودية تشن حملة ضد العنصرية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon