فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

أكدت أنها لا تملك فرصًا كبيرة للفوز بالمنصب

فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال

فادومو داييب
مقديشو ـ سعيد يونس

تواجه فادومو داييب، أول سيدة صومالية تترشح لمنصب الرئيس في دولة الصومال، العديد من التحديات الصعبة، لتتمكن من هزيمة الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود، وهو السبب الذي دفع إلى استبعادها من التحليلات التي تناقش فرص مرشحي الرئاسة في الصومال، وهو ما اعترفت به بنفسها، عندما أكدت أنها تدرك أنها لا تملك فرصًا كبيرة للفوز بالرئاسة في بلادها.

وتعبر شجاعة المرشحة الصومالية، عن شيء ما في مستقبل الصومال، فعلى الرغم من رسائل التهديد التي تتلقاها بشكل يومي، إلا أن تلك التهديدات ربما لا تقارن بالتأييد الساحق لها من قبل قطاع كبير من الصوماليين. وترى داييب أن الصومال يبدو مستعدًا لقبول قيادات نسائية، وأن الخطوة التي أقدمت عليها بالترشح للانتخابات الرئاسية في بلادها في ذاتها خطوة تستحق الاحتفال.

وتساءلت ليلى حسين، المحررة في جريدة الغارديان البريطانية، في لقائها مع المرشحة، "لماذا ترشحتي لمنصب الرئيس في الصومال في ظل أجواء معادية للمرأة؟". تقول داييب "الحياة في فنلندا ربما منحتني امتيازات لم أكن أنعم بها أثناء الوجود في وطني، ولذلك فأنا أسعى أن أقدم هذه الامتيازات لفتيات ونساء وطني".

وولدت داييب في كينيا لأبوين صوماليين، إذ كانت والدتها انتقلت لكينيا طلبًا لعلاج طبي أفضل بعد وفاة 11 شخصًا من العائلة؛ نتيجة لمرض يمكن الوقاية منه بالأساس، ونجت داييب بالفعل. وطُردت العائلة من كينيا عام 1989، وحاولوا بدء حياة جديدة في مقديشو، قبل أن يأتي انهيار نظام سياد بري، واشتعال الحرب الأهلية في البلاد. وفي فنلندا، درست داييب تمريض العناية الفائقة، وعملت مع الأمم المتحدة، وحصلت على شهادة الدكتوراه فيما بعد. وعملت أيضًا في القطاع الخاص ضمن أعمال تخص اللاجئين، وحصلت على زمالة جامعة هارفارد لدراسة الإدارة العامة.

وأضافت "كل ما أريده لبني وطني، هو الوصول إلى إظهار طاقتهم الكامنة بالكامل وكذلك ضمان ممارستهم لحقوقهم الدستورية"، موضحة أن فكرة إقدامها على خوض الانتخابات الرئاسية في بلادها يجدّ مرجعيته في حقوقها التي كفلها لها الإسلام، معربة في الوقت نفسه عن أسفها الشديد من جراء الحملات المعادية التي تسعى لتشويه صورة الدين الإسلامي في العديد من بلدان العالم.

وتابعت "هناك حملات منظمة في العديد من الدول الغربية تسعى لتصدير صورة مغلوطة عن المرأة المسلمة، باعتبارها ضعيفة ولا صوت لها إطلاقًا"، موضحة أنه في حال انتخابها كرئيس للصومال فإنها ستعمل على ضمان ممارسة الدين الإسلامي الصحيح من قبل المواطنين الصوماليين دين السلام". وواصلت "لقد انطلقت في العمل بقوة ولم أتوقف على الإطلاق.. لم أكن أرغب في فقد ثقافتي أو ديني، ولكنني رغبت في الاندماج. حاولت دمج الجزء الأفضل من ثقافتي مع الأفضل من الثقافة الفنلندية. لم أكن أن أرغب في العيش في فنلندا للأبد، كنت أنوي العودة للصومال، وحاولت تعلم الأشياء التي ربما تفيد بلدي".

وشهدت المرشحة الصومالية للرئاسة بنفسها موجة العنف التي ارتكبتها ميليشيات حركة الشباب المتطرفة، إبان عملها في إنشاء عيادات للاهتمام بصحة الأمهات الصوماليات، والتي عملت بها لمدة حوالي ستة أشهر، إلا أن الأمم المتحدة أخلت المنطقة التي تواجدت بها بسبب مخاوف أمنية. واستطردت "ربما تكون موجة العداء التي أواجهها مألوفة بالنسبة لي بحد كبير، حيث سبق لي وأن واجهت مواقف عدائية أخرى إبان وجودي في فنلندا، حيث كان زملائي هناك يسخرون مني بالقول أنني جئت إلى بلادهم لأحصل على وظائفهم، وهي نفس الجملة التي أسمعها أيضا من بعض الصوماليين، ولذلك فأنا أتساءل إلى أين كان يجب علي أن أذهب؟؟ لقد أصبحت عالقة في الوسط."

وانتقلت داييب من فنلندا إلى عدد من الدول الأخرى، من بينها فيجي وليبيريا، وساهمت في إنشاء مكاتب للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، ودربت عدد من مقدمي خدمات الرعاية الصحية، حيث شهدت فترة انتهاء الصراع الليبيري طويل الأمد، ليكون هذا الحدث ملهمًا لها من أجل العودة من جديد لأرض الأجداد. وتساءلت "لماذا لا تقدم الصومال نموذجًا شبيهًا؟ أتمنى ألا يسمع صوت إطلاق النار في بلادي، وأن يسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة وللسيدات بالعمل، وأن يشعر جميع المواطنين بالسعادة."

وقالت "معايشة التقدم الذي شهدته عدة بلدان إفريقية، ربما منحني الأمل في أن نسلك الطريق نفسه، وربما تكون البداية هي الخطوة الأصعب، ولذلك أقدمت عليها بنفسي، بالترشح للرئاسة ليكون ذلك بمثابة خطوة كبيرة في طريق تمكين المرأة الصومالية وكذلك لتحقيق مصلحة الصومال ككل." وأوضحت محررة الغارديان ليلى حسين، أن السيدة داييب لن تذهب خارج الصومال حتى إذا لم تفز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تعهدت بالبقاء في بلدها لتنفيذ خطتها الهادفة إلى القضاء على الفساد من خلال انشاء لجنة خاصة للتعامل مع حالات الفساد.

وترى المرشحة الصومالية أن واجبها هو البقاء في وطنها من أجل المساهمة في إعادة بناء وطنها، موضحة أنها ستبذل قصارى جهدها من أجل تشجيع المرأة الصومالية على الاستثمار في بلادها سواء اقتصاديًا أو من خلال استغلال مهارتهن في مختلف المجالات، سواء الطب أو التعليم أو حتى الأنشطة الاجتماعية. ويشمل البرنامج السياسي لداييب تحدي نظام العشائر، وبعض العادات المحلية مثل ختان الإناث، عدم التسامح مع الفساد على الإطلاق، ودعوة دول الجوار إلى احترام وحدة الصومال، والحوار مع حركة الشباب إذا قرر المتطرفون وضع أسلحتهم جانبًا، وإيقاف عمليات القتل في البلاد وقطع الروابط مع المنظمات الإرهابية الدولية. وترى داييب في تهديدات القتل التي تصلها يوميًا أنها أمر طبيعي، وتقول "لقد أتيت من مجتمع لا تمثل المرأة فيه أي شيء، ولا تؤخذ فيه على محمل الجد. بعض الرجال يشعرون بخوف حقيقي يجبرهم على إرسال هذه التهديدات لأنهم يدركون أن لدي القدرة على التغيير".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال



GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon